أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، وفي حال رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
عاوز أتكلم في موضوع يلح علي منذ مدة، وهو فساد الأنظمة الرياضية في العالم العربي كله وكيف استغلت الأنظمة الحاكمة الرياضة وحماس الشباب لتثبيت عروشها وكراسييها وتفريق الشعوب العربية عن بعضها البعض بل وحتى كل شعب عربي على حده.
وكلنا يتذكر المعركة الشرسة التي تم افتعالها في الفضائيات وعلى مواقع الانترنت بين الشقيقتين مصر والجزائر على خلفية مباراة كرة قدم!
واعتقد أن هذه حالة مثالية للدراسة حيث نجد أن نظام الحكم في البلدين وعلى أعلى المستويات قد تدخل في هذه "المعركة" وأججها وزاد في اشتعالها، كل ذلك لإلهاء الشعبين الشقيقين في مصر والجزائر عن المشاكل الحقيقية التي تواجههما مثل الفقر والبطالة والجوع وطبعا لتغطية نهب وسرقة الحكومات والأنظمة لخيرات هذه الشعوب.
مثلا من يصدق أن بلدا مثل الجزائر يبلغ معدل دخله القومي أكثر من 120 مليار دولار في السنة (واووو) ويملك احتياطيا هائلا من النفط والغاز والذهب واليورانيوم ومع ذلك يعاني أكثر من 20% من سكانه من البطالة، ويقبع أكثر من 40% من السكان تحت خط الفقر فيما يعاني 50% من الأطفال الجزائريين من سوء التغذية!!
أما في مصر فحدث ولا حرج!!!
يبلغ الدخل القومي في مصر حسب تقرير للبنك الدولي (عام 2008) 441,584 مليار دولار في السنة وأشار التقرير إلي أن مصر تحتل المركز الـ 25 عالميا في قيمة الدخل القومي، وتحتل المركز الثاني عربياً وأفريقيا بعد المملكة العربية السعودية وجنوب أفريقيا، متفوقة على جميع دول الخليج ودول أفريقيا! يا خبر ابيض هي الفلوس دي بتروح فين؟
ومع ذلك فان أكثر من 40 بالمائة من السكان في مصر يعيشون تحت خط الفقر منهم حوالي 15 مليوناً يسكنون العشش والمقابر ومناطق تحت بير السلم. ويشير آخر تقرير للبنك الدولي أن 48 مليون مصري يعيشون في مناطق عشوائية ويصفهم بأنهم جوعى ومرضى ومحرومون من الغذاء والمأوى والتكنولوجيا والرعاية الصحية.
يعني نصف سكان مصر يعيشون في فقر مدقع في دولة تعتبر من أعلى دولا العالم دخلا وثروات ولا غرابة في ذلك، مصر لديها النفط والغاز والسياحة والآثار وقناة السويس والنيل والزراعة وفي أراضيها واحد من اكبر احتياطيات العالم من الذهب وغير ذلك الكثير الكثير، ومع ذلك أهل مصر يعانون من الفقر والجوع والبطالة!!!
ونعود للموضوع الأساسي، وهو كيف تم استغلال الرياضة عموما وكرة القدم خصوصا لإلهاء الشعوب العربية والتغطية على الفساد بحيث أصبحت الرياضة أفيون الشعوب، والمخدر الأقوى لإلغاء عقلها وفكرها مع أن المفروض أن تكون الرياضة مصدرا للسعادة والترفيه الجسدي والعقلي السليم لكن هذه الأنظمة استغلت الرياضة أبشع استغلال.
في مباراة مصر والجزائر يصرح علاء مبارك بتصريحات نارية ينتقد فيها الشعب الجزائري ويصفه بأنه "مجموعة من المرتزقة" و"شوية صيع"وللأسف لاقت هذه التصريحات وقتها قبولا كبيرا لدى الجمهور المصري المشحون من إعلام مضلل نشر الفتنة بين الشعبين، حتى كادت أن تقطع العلاقات بين مصر والجزائر نهائيا.
وللمفارقة فقد كشفت التحقيقات والوثائق التي تم العثور عليها بعد سقوط نظام حسني مبارك، عن وجود غرفة تسمى "غرفة جهنم" في وزارة الداخلية بتاعت العدلي، وهي مختصة بصنع الأزمات لإلهاء الشعوب، وكان من أهم الأزمات التي كلفت بصنعها الأزمة بين مصر والجزائر على خلفية تلك المباراة الشهيرة.
بل وقام الرئيس المصري المخلوع نفسه بسحب السفير المصري من الجزائر على خلفية المباراة مع انه مثلا رفض سحب السفير المصري من إسرائيل بعد هجومها الدموي على غزة!!
وبنفس الطريقة استغل النظام الجزائري الأزمة، وكلنا نتذكر قصة الطائرات والتذاكر المجانية التي قدمت للعامة للسفر إلى السودان وتشجيع الجزائر، والله لو وزعوا ثمن هذه التذاكر على الشعب الجزائري الطفران لكان أفضل وأجدى، لكنه الاستغلال للعواطف ومشاعر الجماهير ومحاولات الإلهاء ليتم نهب المال العام.
ولا يقتصر هذا الأمر على مصر والجزائر بل نجده في معظم إن لم يكن كل الدول العربية إلا من رحم ربك.
وبعد، حان الوقت كي تتخلص الرياضة من كل هذه الأنظمة الفاسدة وعلى رأسها كل رؤساء الاتحادات الرياضية في العالم العربي فهم معينون من قبل أنظمة فاسدة وحان وقت رحيلهم كما رحل سادتهم قبلهم. قولوا أمين....