أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، وفي حال رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
الإرادة هي القوة التي تتصدى لما هو أبعد وأشمل من تيار الذنب وتيار العادات المحرمة ، فهي القوة التي تعد لمواجهة أقسى المتاعب والمشاق . وذلك متى عرفنا أن أيّة أمة من الأمم , لا يمكنها بلوغ أهدافها وغاياتها ما لم تتوفر لديها الإرادة والعزم والتصميم ، لأن النفس الإنسانية ضعيفة وسريعة التـأثر منذ تكوينها لا تستطيع أن تتوصل إلى غاية أمامها مشاق وعقبات ، ما لم يكن لها مدد يغذيها بالعزم , وهذه طبيعة الإنسانية كما قال عنها القرآن الكريم : ( إِنَّ الإنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلاّ الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ ) المعارج : 19-22 ومتى عرفنا أن فريضة الصيام جزء من تشريع يرتبط بحياة الأمة التي تسعى إلى بلوغ أرقى مراتب الكمال والتفوق بين الأمم ، وتطمح بكل وسعها إلى احتلال مركز الصدارة في الشعوب والمجتمعات ، وتتطلع إلى انتهال منابع الخير والفضيلة في الميادين والحقول كافة ، لا بدافع الإستعلاء أو الإستبداد بمقدرات وطاقات الإنسانية ، بل لأنها تحمل أكفأ رسالة إلى البشرية ، وأصدق عقيدة ، وأتقن منهج لحياة الإنسانية ، قد فرض الله تعالى على الأمة إنتهاجه وتبليغه . ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) آل عمران : 104 ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ) آل عمران : 110 وهذه غاية هامة ومهمة شاقة تقف أمامها الدنيا بجلبتها وزبرجها , وتعترضها ألوان من العقبات والعراقيل ، وتصطدم معها كل قوى الشر والضلالة والتخلف والجهل . ومن الواضح كلما عظمت الغاية ، كلما كثرت أمام تحقيقها الصعاب والمشاق ، إذ تحتاج الأمة إلى صبر أكبر من الصعاب ، وهمة أعظم من العقبات ، صبر لا كصبر البهائم واستسلامها بيد جزارها وهي لا تدري إلى مذبحها أو إلى مرتعها ، بل هو الصبر الذي تمده السماء بهالة من الوعي والهدى والحب والإطمئنان والحكمة والإيمان بالمشرع ودعمه ورعايته . وقد عبر القرآن الكريم عن الإرادة والعزم ، بتعبير يحكي واقع الإرادة في الإسلام بكل خصائصها ، فقال تعالى : ( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاّ عَلَى الْخَاشِعِينَ ) البقرة : 45 ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) آل عمران : 200 وفريضة الصيام تساهم مساهمة عملية في بناء الشخصية الرسالية ، وخلق عنصر القوة فيها ، ووضعها في مستوى مسؤولياتها ، في سبيل أداء الأمانة ، كشخصية الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في تصميمه وإرادته وصبره ، وبالتالي بناء أمة صابرة ومثابرة ، محتسبة في طريقها للوصول إلى أوج الكرامة والعزة والشرف . فالإنسان الصائم هو الصابر عن ممارسة ألصق حاجاته الطبيعية والتي قد يشق عليه الصبر عنها طيلة ساعات من الزمن , ويتحمل صراعا عنيفا مع رغبته للطعام والشراب , وإلحاح وضغط الغريزة عليه ، وينتصر في هذا الصراع على رغباته وشهواته ، فهذا الإنسان حقيق بأن يتهيأ إلى إنتصار أكبر وفوز أعظم عند ملاقاته الصعاب والعراقيل في طريق كماله وعزته . وهذا مدلول قول الإمام علي (عليه السلام ) : (لا قوي أقوى ممن قدر على نفسه فملكها - لا عاجز أعجز ممن أهمل نفسه فأهلكها . فهو يؤكد أنّ ميدان النفس شاق للتغلب على اندفاعاتها وأمانيها ونزواتها ، فالذي يجتاز هذا الميدان بنجاح سوف يتهيأ لإجتياز ميدان يمتزج فيه الألم والعرق والدم والدموع .
جزاك الله خيرا اخي الكريم وبارك الله فيك على ما طرحت هنا سلمت يداك وجعله الله في ميزان اعمالك ووفقك الله الى ما تحبه وترضاه وادخلك فسيح جنته نحن في انتظار جديدك الراقي
يا قارىء خطى لا تبكى على موتى .. فاليوم أنا معك وغدا فى التراب فإن عشت فإنى معك وإن مت فتبقى للذكرى .. ويا مارا على قبرى لا تعجب من أمرى .. بالأمس كنت معك وغدا أنت معى .. أموت ويبقى كل ما كتبته ذكرى .. فيا ليت كل من قرأ خطى دعا لى