أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، وفي حال رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
أرى أن نبدأ بإلقاء نظرة على ثعبان جميل جدا، وهي تسكن في جنوب غرب تكساس وأرياف المكسيك، وهي جزء من فصيلة الأفعى الملكة، وهي تسمى بذات البقع الرمادية، يمكن أن نرى أن الاسم على مسمى فهناك الكثير من البقع الرمادية الجميلة على جسمها، وهي بقع تتميز بالعديد من المستويات في الألوان، فبعضها رمادي داكن وبعضها الآخر فاتح جدا، وبعضها واسع وبعضها الآخر ضيق، وعلى بعضها نقاط حمراء أو ما شابه ذلك، أي أن هناك تنوع كبير في ألوان الأفعى ذات البقع الرمادية.
نعلم أن هذه الأفعى كغيرها من فصيلة الأفعى الملكة تتمتع بحراشف ناعمة وبراقة جدا، أي أنها جميلة، وأعتقد أن جميع أفاعي هذه الفصيلة جميلة جدا لا أعرف أي منها لا يتصف بالجمال. تعتبر ذات البقع الرمادية من العاصرات أيضا فهي أفعى قوية جدا تلسع حيوان ما وتلف جسمها حوله وتعصره حتى تفتك به، هذه هي الطريقة التي تصطاد فيها الحيوانات التي تتغذى عليها. تشتهر ذات البقع الرمادية كغيرها من فصيلة أفعى الملكة، بأنها تحب أكل الأفاعي الأخرى، كما تحب أن تأكل أشياء أخرى طبعا، ولكن المسألة المميزة هنا، هي أنها تأكل الثعابين السامة، بما في ذلك الأفعى المجلجلة. كثيرا ما يخطئ بعض الناس بشأن الأفعى الملكة، قد يعتقد البعض بأن الأفعى الملكة مشغولة بمهمة محددة وتقوم بواجب ثابت، يكمن في أن تخلص العالم من الأفعى السامة المجلجلة، ويعتقدون بأنها تسعى لجعل هذا العالم أكثر أمنا لنا كي نعيش فيه. ولكن هذا غير صحيح، لا شك أن هذه الثعابين، تأكل الأفعى المجلجلة، ولكنها تأكل أشياء كثيرة أخرى، فإذا عثرت على المجلجلة، تفتك بها وتأكلها، وإذا عثرت على غيرها من الثعابين لن توفرها أيضا، وإذا عثرت على الجرذ لا توفره وهذا هو حال الفئران أيضا وهو حال الطيور والسحالي وحتى بيض السلاحف. أي أنها تأكل أي نوع من الأشياء التي تجدها بالحجم المناسب، لصيدها والفتك بها وابتلاعها. أي أنها تتغذى على أنواع مختلفة من الأطعمة. إذا كنا يوما أمام ذات البقع الرمادية وهي تعارك المجلجلة في محاولة للفتك بها، وتمكنت الأخيرة من لسعها. ما هو مصير هذه الأفعى، هل تعتقد أنها ستموت ميتة رهيبة؟ كلا، لن تموت على الإطلاق، هل تعتقد أنها ستمرض وتبقى في السرير أسبوعا كاملا؟ كلا لن تمرض أبدا، لأن جميع أفاعي هذه الفصيلة تتمتع بالمناعة ضد سموم الثعابين السامة التي تسكن في مناطقها. أي أنها إذا لسعت من البوا، لن تهتم، وهذا هو حال المجلجلة، أي أنها لا تأثر بسموم الثعابين التي تسكن قريبا منها. رغم أن ذات البقع الرمادية تحب أن تأكل الثعابين كغيرها من أفاعي الملكة، ولكنها تفضل أكل السحالي على أي شيء آخر، أما السبب في ذلك فهو انتشار السحالي في منطقتها أكثر من أي شيء آخر. فلو كثرت الفئران، ستأكل الفئران أما إذا كثرت الثعابين فستأكل الثعابين، ولكن السحالي تكثر هناك، لهذا فهي أكثر ما تتغذى عليه. وهكذا فإن السحالي هي أكثر ما تأكل هذه الثعابين، كما أنها كباقي أفاعي الملكة تضع البيض. نذكر هنا أن بيض هذه الثعابين من الحجم الكبير، وحين تخرج الصغار من البيض تكون كبيرة نسبيا، حتى أن طول بعضها قد يصل إلى قدم كامل، أي أنها طويلة نسبيا خصوصا إذا أخذنا بعين الاعتبار أن حجم الراشد منها لا يتعدى الثلاثة أقدام. ولا شك أن صغارها تولد بحجم كبير إذا كان قورن بالحجم الأقصى الذي تبلغه عن اكتمال النضوج. نعلم بأن ذات البقع تنتشر في أنحاء جنوب غرب تكساس وتكثر في المكسيك أيضا، ولكن ما هي الظروف البيئية التي يعيش في وسطها؟ قد يعتبر البعض أن انتشارها في تكساس والمكسيك يعني أنها معتادة على العيش في الصحراء. وهم على حق، فهي تنتشر في الصحارى والسهول الجرداء، التي تمتد صعودا حتى الجبال، هذه هي المناطق التي تنتشر فيها، لا شك أن الحرارة مرتفعة في هذه المناطق، وهي كثيرا ما تتصف بكونها تزداد نشاطا في الليل أكثر من أي وقت آخر، وهكذا لا يمكن أن تجدها في ساعات الظهيرة الساخنة جدا لأنها من المحتمل جدا أن تتعرض للموت إذا خرجت إلى رمال الصحراء الملتهبة ساعة الظهيرة. أي أنها تمضي غالبية الوقت في الحفر تحت الأرض، وهي تنزل إلى تلك الجحور لسببين، أولهما الهرب من درجة الحرارة العالية، أما السبب الثاني فهو أنها تعثر على الكثير من الحيوانات لأكلها، فحين تتعمق في الجحور تعثر على الفئران والجرذ والسحالي، وأنواع كثيرة من الحيوانات الأخرى التي هي غذاء لها، لهذا فهي تحب أن تمضي ساعة الظهيرة تحت الأرض في تلك الجحور. والآن ما رأيك بالسبل التي تتبعها للتخلص من أعدائها في الصحراء؟ لا شك أنها تمضي الكثير من الوقت بين الحفر، ما يعني أن قلة من الحيوانات المعادية تتمكن من العثور عليها. ولكن إذا حصل أن واجهت عدوا ما أول ما يمكن أن تفعله هو السعي للفرار، وعند فشل المحاولة تواجه العدو بالنفث والصفير والمهاجمة وهز الذيل، إلى ما هنالك، أما إذا أصر الحيوان وأمسك بها، حينها تبدأ بالاهتزاز إلى الأمام وإلى الخلف، وكأن أحدا قسم ظهرها أو عنقها وكأنها تحتضر، عند ذلك تقذف نوعا من السائل الكثيف من فمها، على شكل قطرات لزجة كثيفة، تطلق رائحة كريهة للغاية. عادة ما يؤدي ذلك بمن يمسك الثعبان أن يقرر التخلص منه على الفور، وما أن يفعل ذلك حتى تتوجه الأفعى مباشرة نحو الثقوب، وذلك بأسرع ما يمكن. عادة ما تقوم الأفعى بذلك لتحقيق هدفين، أولهما محاولة التخلص ممن يمسك بها، ثانيا فهي تعلن لجميع الحيوانات التي في المنطقة بأن تبقى بعيدا لأن هناك حيوان مفترس قريب منها ومن الأفضل أن تبتعد عن المكان، وجميع الحيوانات تعرف ما تعنيه هذه الرائحة الكريهة. كما أنها تجعل هذا الحيوان عاجز عن اصطياد أي حيوان آخر لبضعة أيام، لأن تلك الرائحة لا تجلو عنه بسهولة، وعندما يمر في أي مكان ستختبئ الحيوانات جميعا وهي تسترق النظر إليه ساخرة، وهي تقول في نفسها من الأفضل أن نبتعد، فهناك حيوان مفترس في طريقه إلينا. أي أن هذا الأداء لا ينفع ذات البقع الرمادية وحدها بل العديد من الثعابين الأخرى، وليس هذه وحدها بل والحيوانات من أي نوع كانت. وهكذا يمكن أن نرى بأن ذات البقع الرمادية جميلة جدا، وهي معتادة على العيش ضمن الظروف الطبيعية لصحارى جنوب غرب تكساس وأرياف المكسيك. =-=-=-=-=-=
أسعد الله أوقاتكم بغيمة تحمل كل أنواع الزهور وأفخر أنواع العطور تحط بسماتكم لكم مني كل الشكر والتقدير والاحترام على مروركم الراقي الذي أعتبره وساماً على صدري دمتوآ بكل خير