بسم الله الرحمن الرحيم
الإذخرة: نبتة عشبية معمرة لها رائحة عطرية طيبة لا تظهر إلا إذا فركتها بيدك جيدا.. أو أخذت من جذورها ؛فستشم الرائحة الطيبة مباشرة.. الاذخر من المراعي السيئة وذلك لخشونته وصعوبة بلعه وقد ذكر الاقدمون انه مثل الغرز ( نبات شبيه بالاذخر ) والغرز معدود من من شر المراعي جاء في القاموس الحيط والغَرَزُ، محركةً: ضَرْبٌ من الثُّمامِ، ونَباتُهُ كنَباتِ الاذخر من شَرِّ المَرْعَى.
الا ان للأذخر استخدامات كثيرة منها ما ذكر في الحديت من استخدامه في دفن القبور كما يستخدم في سقوف البيوت فوق الاخشاب وتحت الطين مثل استخدام الحلفاء . وقد جاء في لسان العرب : والاذخر حشيش طيب الريح أَطول من الثِّيْلِ ينبت على نِبتة الكَوْلانِ، واحدتها إِذْخِرَةٌ، وهي شجرة صغيرة، قال أَبو حنيفة : الاذخر له أَصل مُنْدَفِنٌ دِقاق ّذَفِرُ الريح ، وهو مثل أَسَلِ الكُولانِ إِلا أَنه أَعرض وأَصغر كُعُوباً، وله ثمرة كأَنها مَكَاسِحُ القَصَبِ إِلا أَنها أَرق وأَصغر، وهو يشبه في نباته الغَرَزَ، يطحن فيدخل في الطّيب، وهي تنبت في الحُزُونِ والسُّهُول
وقلما تنبت الاذخرة منفردة، ولذلك قال أَبو كَبير: وأَخُو الإِباءَةِ، إِذ رَأَى خُلاَّنَهُ، تَلَّى شِفَاعاً حوله كالاذخر قال: وإِذا جَفَّ الاذخر ابيَضَّ؛ قال الشاعر وذَكَرَ جَدْباً: إِذا تَلَعَاتُ بَطْنِ الحَشْرَجِ آمْسَتْ جَدِيباتِ المَسَارِح والمَراحِ تَهادَى الرِّيحُ إِذْخِرَهُنَّ شُهْباً ونُودِيَ في المجالِس بالقِدَاحِ احتاج إِلى وصل همزة أَمست فوصلها. وفي حديث الفتح وتحريم مكة: فقال العباسُ الا الاذخر فإِنه لبيوتنا وقبورنا . بكسر الهمزة: حشيشة طيبة الرائحة يسقف بها البيوت فوق الخشب، وهمزتها زائدة. وفي الحديث في صفة مكة: وأَعْذَقَ إِذْخِرُها أَي صار له أَعْذَاقٌ . ثم ذكر ان نور الاذخر يسمى الفقاح ونقل عن الأَزهري: الفُقَّاح من العِطْرِ وقد يجعل في الدواء، يقال له فقاح الاذخر والواحدة فُقَّاحة، قال: وهو من الحشيش؛ وقال الأَزهري: هو نور الاذخر إِذا تَفَتَّحَ بُرعومه. اكرر الفقُاح واحدته فقُاحة بضم أولها على وزن تفاحة . الأذخر في الأحاديث النبوية عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ حَرَّمَ اللَّهُ مَكَّةَ فَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي وَلَا لِأَحَدٍ بَعْدِي أُحِلَّتْ لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ لَا يُخْتَلَى خَلَاهَا وَلَا يُعْضَدُ شَجَرُهَا وَلَا يُنَفَّرُ صَيْدُهَا وَلَا تُلْتَقَطُ لُقَطَتُهَا إِلَّا لِمُعَرِّفٍ فَقَالَ الْعَبَّاسُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَّا ا
لْإِذْخِرَ لِصَاغَتِنَا وَقُبُورِنَا فَقَالَ إِلَّا ا
لْإِذْخِرَ ..
و في قصة مصعب بن عمير ـ رضي الله عنه ـ لما قصر كفنه أن يغطى رأسه وأن يجعل على رجليه من الإذخر،
وأيضا في قصة حمزة ـ رضي الله عنه ـ لم يوجد له كفن إلا بردة إذا جعلت على رأسه قلصت عن قدميه، وإذا جعلت على قدميه قلصت عن رأسه حتى مدت على رأسه وجعل على قدميه الإذخر.
وما أنشده بلال ـ رضي الله عنه ـ
الا ليت شعري هل أبيــتــن ليلـــة ** بـفــج وحـولـــي إذخــر وجـليـل
وهل أردن يــومــا ميـاه مــجنـة ** وهل يبدون لــي شامـة وطــفيــل
قال الأصمعي :