قد تقف مذهولاً ..تقف وتنظر أنظر إلى ذاك الجيل الذي لا يتكرر ...إلا أن يشاء الله ..
أي جيل كان هؤلاء ؟؟
ذلكم الجيل الفريد ، هو جيله عليه الصلاة والسلام، هو القرن الذي عاش فيه، هم الملأ الذين وضعوا أنفسهم بين يدي رسول الله عليه الصلاة والسلام، يُعلّم ويُوجّه، يسقي ويروي ما شاء لهذه الأنفس .. هم الناجحون في ..هم القادة ..هم الأبطال ..
فتعالوا بنا إخوة الإيمان لنقف بداية إلى جيل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
تعالوا بنا لننظر إلى أمنياتهم ورغباتهم ..
إليك الأثر لتستلهم منه يقين الخبر ::
خالد بن الوليد
خالد معجزة في تاريخ الحروب
أمنية خالد ؟؟ أنظرو إلى الطموح ..أنظروا إلى الهمم .. كانت أمنية خالد أن يموت تحت ظلال السيوف وسط ميادين المعارك وعلى أرض القتال والبطولات ..لكنه مات أسداً ضاريا على فراشه ..
و خالد بن الوليد يخوض مائة غزوة، ويَقتل يوم اليرموك خمسة آلاف بيده، ويكسر تسعة أسياف، مات خالد لم يكن شبراً واحد في جسمه يخلو آثار الجراح سواء أكانت جراحاً من السهام أم طعناتٍ من الألسنة و الرماح .
يا رجال الحق قد جلَّ الأسى أرجال منْ أرى أمْ لا أَرَى؟
ضاعت الأمةُ فِي غفلتكم وتحيرنا لأمرٍ حيَّرا
الجوى ينخر في أحشائِكم والهوَى بَينَ خوافِيكُم سَرَى
اسألوا عن كلِّ نصرٍ خالداً واسألوا عن كلِّ عدلٍ عمرا
يا رجالَ الحق قدْ طالَ الجوَى وبلغَ السيلُ الزبا وانحدرا
أنتم القدوة والناسُ بكم تقَتدي فَخراً وتَزْهُو مَفخَرَا
وحِّدُوا أشتاتكم واتحدوا واربطُوا أحلامَكم ربطَ العُرَى
واصبروا إن عَظُمَ الخطبُ فما يدرك النصرَ سِوى مَنْ صبرا
وانصروا الله يَهبْكُم نَصرَهُ واشكروه يُعط من قد شَكَرَا
انظروا إلى أمنية أخرى من أمنيات شباب الإسلام: فتىً يقال له ربيعة بن كعب ، كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم، فأحبه النبي وأعجب به، فقال له النبي: (يا ربيعة ! اسألني حاجتك) أي: ماذا تطلب؟ الآن لو سألت أحدهم: ما حاجتك؟ تجد آماله معلقة بالسيارات وغير ذلك، فالنبي يقول لهذا الشاب: (يا ربيعة ! اسألني حاجتك) فأطرق ربيعة ملياً، هل يطلب ناقة أو يطلب جملاً أو يطلب شيئاً من الماعز. قال: (يا رسول الله! وتعطيني ما أسأل؟ قال: أعطيك يا ربيعة . قال: حاجتي أريد مرافقتك في الجنة يا رسول الله) انظروا إلى الأماني: شاب صغير يفكر في الجنة، وليس في أي منـزلة، يريد الجنة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، أريد مرافقتك في الجنة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أوغير هذا يا ربيعة ؟) قال: (هو ذاك يا رسول الله، لا أريد إلا مرافقتك في الجنة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إذاً أعني على نفسك بكثرة السجود) لأن منـزلة النبي في الجنة عالية، فتحتاج إلى كثرة السجود؛
وإن جن المساء فلا تراهم من الإشفاق إلا ساجد ينا
إليكم هذه الشخصية ..
شخصية محمد بن القاسم وما قاده ذلك إلا طموح الجنة والشهادة
يا شباب! لعلكم أن تكونوا منهم، يا شباب! ليكن كل واحد منكم محمد بن القاسم :
إن المروءة والسماحة والنـدى لـ محمد بن القاسم بن محمد
قاد الجيوش لسبع عشر حجة ...
أي: وعمره سبع عشر سنة يقود الجيوش ويفتح السند والهند ، .
سوف يطأ الجنة بعرجته
بأية عرجة سَتَطَأُ الجنة؟
سيرة رجل من ذلك الجيل الجليل، من سلف الأمة الصالح، فقد جاء في ترجمة الصحابي الجليل عمرو بن الجموح -رضي الله عنه- : ﴿وكان عمرو بن الجموح أعرج، فقيل له يوم أُحد: "والله ما عليك من حرج؛ لأنك أعرج"، فأخذ سلاحه وولى، وقال: "والله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه الجنة", فلما ولَّى أقبل على القبلة وقال: "اللهم ارزقني الشهادة، ولا تردني إلى أهلي خائبًا"
فلما قتل يوم أُحد جاءت زوجته - هند بنت عمرو بن حرام - فحملته، وحملت أخاها - عبد الله بن عمرو بن حرام - على بعير، ودفنا جميعًا في قبرٍ واحدٍ، ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "والذي نفسي بيده إن منكم لَمن لو أقسم على الله لأبرَّه، منهم عمرو بن الجموح. ولقد رأيته يطأ في الجنة بعرجته" ﴾ انتهى.
وعن أبي قتادة - رضي الله عنه - قال: ﴿أَتَى عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ قَاتَلْتُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى أُقْتَلَ أَمْشِي بِرِجْلِيَّ هَذِهِ صَحِيحَةً فِي الْجَنَّةِ - وَكَانَتْ رِجْلُهُ عَرْجَاءَ -" قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :" نَعَمْ" ، فَقُتِلُوا يَوْمَ أُحُدٍ هُوَ وَابْنُ أَخِيهِ وَمَوْلًى لَهُمْ, فَمَرَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: " كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْكَ تَمْشِي بِرِجْلِكَ هَذِهِ صَحِيحَةً فِي الْجَنَّةِ"، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِهِمَا وَبِمَوْلَاهُمَا فَجُعِلُوا فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ﴾ رواه أحمد .انتهى.
﴿لما أراد المسلمون الخروج إلى غزوة بدر، منعه - عمرو بن الجموح - أبناؤه لكبر سنه، وشدة عرجه، فأصر على الخروج للجهاد، فاستعانوا برسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فأمره بالبقاء في المدينة، فبقي فيها، فلما كانت غزوة أحُد أراد عمرو الخروج للجهاد، فمنعه أبناؤه فلما أكثروا عليه، فذهب - رضي الله عنه - إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: "يا رسول الله، إن بنيّ يريدون أن يحبسوني عن الخروج معك إلى الجهاد"، قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : "إن الله قد عذرك"، فقال: "يا رسول الله والله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه في الجنة"، فأذن له - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالخروج، فأخذ سلاحه وقال: "اللهم ارزقني الشهادة ولا تردّني إلى أهلي"﴾. انتهى.
هات ما عندك هات معى***الإيمان ينجنى من بحر الظلمات
هل ترى الإعصار يوما*** هز شم الراسيات
همم تتكلم
همة عالية، وذلك بأن يكون قدمه على الثرى وهمته في الثريا، وأن يكون ذو عزم أكيد، وبأس شديد في دين الله، فلا يلين ولا يحيد، وهذا ما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم، إنها أمنية الشاب ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه قال: كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته فقال لي: " سل؟ ". فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، قال: " أو غير ذلك" قلت: هو ذاك. قال: " فأعني على نفسك بكثرة السجود " رواه مسلم والنسائي وأبو داود.
الجنة قليل من ينالها، ويحصل عليها، وهي لا تنال بمجرد الأقوال فقط، وإنما تنال بالأقوال والأعمال، وذلك بعد إذن الله ومشيئته وفضله ورحمته، ولذلك فقد قال ابن القيم - رحمه الله-:
يا سلعة الرحمن لست رخيصة بل أنت غالية على الكسلان
يا سلعة الرحمن ليس ينالها في الألف إلا واحد لا اثنـان
يا سلعة الرحمن ماذا كفؤها إلا أولو التقوى من الإيمـان
يا سلعة الرحمن سوقك كاسد بين الأراذل سفلـة الحيـوان
يا سلعة الرحمن أين المشتري فلقد عرضت بأيسر الأثمــان
يا سلعة الرحمن هل من خاطب فالمهر قبل الموت ذو إمكـان
يا سلعة الرحمن كيف تصبر الخطاب عنك وهم ذوو إيمـان
يا سلعة الرحمن لولا أنها حجبت بكل مكاره الإنســان
ما كان عنها فقط من متخلف وتعطلت دار الجـزاء الثانـي
لكنها حجبت بكل كريهة ليصد عنها المبطـل المتوانـي
وتنالها الهمم التي تسمو إلى رب العـلا بمشيئـة الرحمـن
يا سلعة الرحمن لست رخيصة بل أنت غالية على الكسـلان
يا سلعة الرحمـن ليس ينالهـا في الألف إلا واحد لا اثنـان
وصدق من قال :
شباب ذللوا سبل المعالي
وما عرفوا سوى الإسلام دينا
تعهدهم فأنبتهم نباتا
كريما طاب في الدنيا غصونا
هم وردوا الحياض مباركات
فسالت عندهم ماء معينا
إذا شهدوا الوغى كانوا كماة
يدكّون المعاقل والحصونا
و إن جن المساء فلا تراهم
من الإشفاق إلا ساجدينا
شباب لم تحطمه الليالي
و لم يُسلم إلى الخصم العرينا
و لم تشهدهم الأقداح يوما
وقد ملئوا نواديهم مجونا
و ما عرفوا الأغاني مائعات
و لكن العلا صيغت لحونا