أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، وفي حال رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
و الرحمة تحتوي على الحب بالضرورة .. و الحب لا يشتمل على الرحمة ، بل يكاد بالشهوة أن ينقلب عدوانا .
و الرحمة أعمق من الحب و أصفى و أطهر
و الرحمة عاطفة إنسانية راقية مركبة ، ففيها الحب ، و فيها التضحية ، و فيها إنكار الذات ، و فيها التسامح ، و فيها العطف ، و فيها العفو ، و فيها الكرم
و كلنا قادرون على الحب بحكم الجبلة البشرية
و قليل منا هم القادرون على الرحمة
و بين ألف حبيبة هناك واحدة يمكن أن ترحم ، و الباقي طالبات هوى و نشوة و لذة
و لذلك جاء كتاب الحكمة الأزلية الذي تنزل علينا من الحق .. يذكرنا عند الزواج بالرحمة و المودة و السكن .. و لم يذكر كلمة واحدة عن الحب ، محطماً بذلك صنم العصر و معبوده الأول ، كما حطم أصنام الكعبة من قديم
و الذين خبروا الحياة و باشروا حلوها و مُرّها ، و تمرسوا بالنساء يعرفون مدى عمق و أصالة و صدق هذه الكلمات المنزلة
و ليس في هذه الكلمات مصادرة للحب ، أو إلغاء للشهوة و إنما هي توكيد ، و بيان بأن ممارسة الحب و الشهوة بدون إطار من الرحمة و المودة و الشرعية هو عبث لابد أن ينتهي إلى الإحباط
و الحيوانات تمارس الحب و الشهوة و تتبادل الغزل
و إنما الإنسان وحده هو الذي امتاز بهذا الإطار من المودة و الرحمة و الرأفة ، لأنه هو وحده الذي استطاع أن يستعلي على شهواته ، فيصوم و هو جائع و يتعفف و هو مشتاق
و الرحمة ليست ضعفاً و إنما هي غاية القوة ، لأنها استعلاء على الحيوانية و البهيمية و الظلمة الشهوانية
الرحمة هي النور و الشهوة هي النار
و أهل الرحمة هم أهل النور و الصفاء و البهاء ، و هم الوجهاء حقاً
و القسوة جبن و الرحمة شجاعة
و لا يؤتَى الرحمة إلا كل شجاع كريم نبيل
و لا يشتغل بالانتقام و التنكيل إلا أهل الصغار و الخسة و الوضاعة
و الرحمة هي خاتم الجنة على جباه السعداء الموعودين من أهل الأرض .. تعرفهم بسيماهم و سمتهم و وضاءتهم .
و علامة الرحيم هي الهدوء و السكينة و السماحة ، و رحابة الصدر ، و الحلم و الوداعة و الصبر و التريث ، و مراجعة النفس قبل الاندفاع في ردود الأفعال ، و عدم التهالك على الحظوظ العاجلة و المنافع الشخصية ، و التنزه عن الغل و ضبط الشهوة ، و طول التفكير و حب الصمت و الإئتناس بالخلوة و عدم الوحشة من التوحد ، لأن الرحيم له من داخله نور يؤنسه ، و لأنه في حوار دائم مع الحق ، و في بسطة دائمة مع الخلق
و الرحماء قليلون ، و هم أركان الدنيا و أوتادها التي يحفظ بها الله الأرض و من عليها
و لا تقوم القيامة إلا حينما تنفد الرحمة من القلوب ، و يتفشى الغلّ ، و تسود المادية الغليظة ، و تنفرد الشهوات بمصير الناس ، فينهار بنيان الأرض و تتهدم هياكلها من القواعد
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين اخوكم انور ابو البصل
جزاك الله خير وجعله في موازين حسناتك وانارالله دربك بالايمان ربي يسعدك ويخليك يعطيك العافية ماننحرم من جديدك المميز امنياتي لك بدوام التألق والابداع بحفظ الله ورعايته