أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، وفي حال رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
يقول الله تعالى : { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }
سنة الإبتلاء سنة جارية .. تتوالى فيها الخطوب .. إما بخير وأما بشر .. لتمحص القلوب .. وتتكالب الأحزان ليعظم الإيمان .. وتتوالى المآسي لتندثر المعاصي وبها تظهر محبة الله للعبد .. ومحبة العبد لله وتعلقه به ..!!
ولهذا قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { أشد الناس بلاءً الأنبياء .. ثم الأمثل فالأمثل .. يبتلى المرء على قدر دينه } ..!! وفي إحدى رواياته قال : { الأنبياء ثم العلماء ثم الصالحون }.. فالعلماء لأنهم ورثة الأنبياء يقومون مقام الأنبياء .
وإذا نظرنا إلى تاريخ هذه السنة الربانية .. لوجدنا أن عظماؤها هم الأنبياء وأحب الخلق إلى الله من عباده الصالحين وقد أخبرنا القرآن بالعديد من قصص الإبتلاء .. وفصل في بعضها بسورة كاملة .. ليعتبر من يعتبر فهذا نوح مع قومه .. وذاك يعقوب وبلاء حزنه .. وإبراهيم وبلائه بقتل ولده .. ويونس حي التقمه الحوت فنادى في الظلمات ألا إله إلا أنت سبحانك .. إني كنت من الظالمين
وزكريا ويحي عليهم السلام .. وليست قصة أيوب عليه السلام عن الأذهان ببعيد بل إن قصة بلاء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .. تعتبر من القصص المؤثرة والمليئة بالعبر
ثم إن عرجنا على العلماء وورثة الأنبياء .. فالكثير منهم قد تعرض للمحن .. ومنهم على سبيل المثال لا الحصر .. الإمام أحمد ابن حنبل .. وابن تيمية .. وابن القيم .. والشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله جميعاً وغيرهم من العلماء والدعاة والصالحين قبلهم وبعدهم
إذن .. فــ لم الإبتلاء ..؟!
اعلموا أحبتي في الله .. يا رعاكم الله .. أن الله إذا أحب عبد ابتلاه في نفسه أو ماله أو ولده أو دينه .. وهذا أعظم أنواع البلاء وليس كرها فيه بل حباً فيه ورغبة في تقريبه إليه ..!! ليطهره من الذنوب .. ويمحصه من المعاصي .. وليختبر عمق إيمانه ومدى صبره وقوة تحمله وليتبين الإنسان الفخور بنفسه .. كم هو ضعيف مهما بلغت قوته .. وكم هو فقير مهما بلغ غناه .. وكم هو عاجز مهما بلغ من الكمال والجاه والرفعة فيذكره ذلك الشعور الذي يعتصر قلبه عن سقوطه في مرضه .. وعند غصته بهمه واختناقه بحزنه ..يذكره بربه الذي كمل في غناه فيلجأ لمولاه بعد أن كان غافلاً عنه .. تائهاً بين مرافيء الذنوب ومحطات المعاصي ..!! إن كان ابتلاؤه بمرض .. فسيستشعر نعمة الصحة .. وإن كان ابتلاؤه بحزن .. فسيتذوق طعم السعادة .. وإن كان ابتلاؤه بفقر فسيستشعر نعمة الغنى بحيث إن من الله عليه بالفرج بعد الشدة .. وباليسر بعد العسر .. يصبح عبداً أواباً حامداً شاكراً ذاكراً ..!!
أو ليس الإبتلاء بعد كل هذا نعمة ..؟!
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : عجباً لأمر المؤمن .. إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن .. إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له .. وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ..!! رواه أحمد ومسلم.
أحبتي في الله .. هذه هي سنة الحياة .. وهذا هو قدر الإبتلاء .. والله تعالى يقول في كتابه الكريم { أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ }العنكبوت2 وما هذه الهموم والغموم التي تصيبنا و تسيطر علينا .. إلا بسبب منا فعلناه واستجلبناها لأنفسنا يقول الله عز وجل مخاطباً رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم {مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً } النساء79 ..
... رسالة ... إلى كل من داهمت حياته الهموم والغموم .. وتكالبت عليه الأحزان إلى كل من اسودت الدنيا بوجهه وأظلمت الآفاق .. فلم يعد يرى للسعادة نور ولا للفرحة بصيص أمل .. فانطوى على نفسه يندب الحظ ويلعن الظلام إلى كل من تعسر أمره في هذه الدنيا .. سواء أكنت ذكراً أم أنثى .. صغيراً أم كبيراً .. شاباً أم فتاة صغر همك أم كبر .. تعلق بالدنيا أم بالآخرة إليك أخي .. وإليك أختي .. أبعث تجربتي عبر رسالتي .. وأسكب كلماتي .. وأنثر عباراتي وأدلكم على الطريق المنقذ من وحشة الهموم .. وظلمة الغموم .. وسواد الأحزان عل الله أن ينقذني بها من جحيم الآخرة وعذابها .. كما كنت سبباً في إنقاذكم من جحيم الدنيا وعذاباتها ..!!
... كُونوا مع الله ... أخي وأختي .. كونوا مع الله في الرخاء .. يكن معكم في الشدة ..!!
تذكروا كل ما يحبه ويرضاه وافعلوه .. وتجنبوا كل ما يكرهه و يغضبه ويسخطه عليكم ..!! اجعلوا قلوبكم موقنةً بأن الله معكم في كل أحوالكم .. وثقوا به ولا تثقوا بغيره .. واستشعروا وقوفه إلى جانبكم في السراء والضراء إن أصابتكم حسنة فاحمدوه واشكروا له واسجدوا بين يديه ولا تترددوا في إظهار شكركم له أمام البشر .. وإن أصابتكم مصيبة فاسترجعوا واستغفروه وتوبوا إليه .. وقولوا اللهم لك العتبى حتى ترضى .. ولا حول ولا قوة لنا إلا بك ..!! قد يتخلى عنكم كل شيء في هذه الدنيا .. ويبقى الله معكم فكونوا مع الله .. يبقى معكم كل شيء ..!!
... الإستغفار ... أكثروا من الإستغفار على أي حال كنتم .. وفي أي مقام .. واجعلوا قلوبكم معلقة بالله .. وألسنتكم رطبة بذكره ..!! داوموا عليه بعد كل صلاة مكتوبة أو نافلة .. وقبل النوم .. واجعليوه آخر ما تقولوا من الكلام .. وأكثروا .. أكثروا منه ما استطعتم .. فوالله لن تشعروا بتعب ولا نصب .. بل بسعادة غامرة وأنس بالله ..!! وستفتح لكم ابواب السماء إذا ما أخلصتم النية وصدقتم القول وابتغبتم وجه الله وسيصلح حالكم .. وسيفتح الله لكم أبواب رزقه .. وتأتيكم الدنيا وهي راغمة ..!! يقول الله تعالى : { فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً .. يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً .. وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً } .. سورة نوح ..!!
... الوضوء ... كونوا على طهارة طوال يومكم .. وتوضأوا بعد كل حدث ولا تتهاونوا بهذا الأمر اغسلوا خطاياكم بالوضوء .. وطهروا أعضاءكم بالمداومة عليه .. فهو المعين على تحسين حالة المزاج .. ومنشط للبدن .. ومقوي للقلب .. حتى يستعد البدن للطاعة ويداوم على العبادة وهو مذهب للخمول والكسل .. وطارد للوساوس والأفكار الرديئة وكما أنه طهارة للبدن .. فهو طهارة للقلب والعين والأذن والأنف وسائر الأعضاء .. من الخطايا والآثام التي نرتكبها دون علم . بعد أن أحدقت بنا الفتن والمغريات .. وأحاطت بنا المنكرات واستحوذت علينا الشبهات .. فآل حالنا إلى ما آل إليه ..!!
... قراءة القرآن ... أكثروا من قراءة القرآن والإستماع إليه .. خصوصاً سورة البقرة .. وابتعدوا عن سماع الأغاني .. وفعل المنكرات ومشاهدة القنوات الهابطة والمسلسلات والأفلام .. واستعيضوا عنها بما ينفعكم في دنياكم وآخرتكم .. وإن بحثتم عنه فستجدوه بين أكوام هذه القنوات التي امتلأت بها البيوت فقضت على كل ما هو جميل فينا فالقرآن شفاء وراحة وطمأنية قلب .. يقول الله تعالى : {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }
... نوافل الطاعات ... لا تفرطوا في النوافل من الطاعات .. كصيام يومي الأثنين والخميس والأيام البيض والست من شوال ويوم عاشوراء ويوم عرفة ومن الصلوات .. كالسنن الرواتب .. وصلاة الوتر .. وصلاة الضحى فالله عز وجل يحب أن نتقرب إليه بالنوافل .. كما نتقرب بالطاعات .. وهو الكريم الذي لن يمنع عنا عطاؤه ولن يبخل بجوده وسخائه يقول عبد الله بن عمر: [ حفظت من النبي صلى الله عليه وسلم عشر ركعات.. ركعتين قبل الظهر.. وركعتين بعدها.. وركعتين بعد المغرب في بيته.. وركعتين بعد العشاء في بيته ..وركعتين قبل صلاة الصبح ]. ويقول صلى الله عليه وسلم عن صلاة الضحى : [ يصبح على كل سلامي من أحدكم صدقة.. فكل تسبيحة صدقة .. وكل تحميدة صدقة .. وكل تهليلة صدقة.. وكل تكبيرة صدقة.. وأمر بالمعروف صدقة.. ونهي عن المنكر صدقة.. ويجزئ من ذلك .. ركعتان يركعهما من الضحى ] ووقتها يبدأ من إرتفاع الشمس إلى وقت الزوال ... أي من بعد طلوع الشمس الى قبل آذان الظهر تقريباً بربع ساعة بتوقيتنا الحالي . وأفضله وقت اشتداد الشمس ومضي ربع النهار .
... قيام الليل ... إذا اختلى الناس بأحبابهم في ظلمات الليالي .. واستأنسوا بلقياهم ومناجاتهم فاجعلوا خلوتكم لله و بالله .. واستأنسوا بلقياه .. وأطيلوا الوقوف بين يديه واستلذوا بمناجاته اسكبوا له لك ما في قلبوبكم من آلام .. واشكوا له كل ما يكدر صفو حياتكم من هموم .. وابكوا وتذللوا واخضعوا وانكسروا بين يديه اسجدوا وعفروا جباهكم بالأرض .. وادعوا الله وسلوه من فضله .. فإن العبد أقرب ما يكون من ربه وهو ساجد ..!! ووالله إنها لذة لا تعادلها لذة في هذه الدنيا .. ووالله إنه الأنس الحقيقي .. والطمأنينة الحقة .. فاغتنموا هذه الفرصة أحبتي .. ولا تفوتوها بالتسويف ..!!
... الصدقة ... أكثروا من الصدقة أحبتي.. واجعلوها سراً .. بحيث لا تعلم أيمانكم ما أنفقت شمائلكم ولا تستصغروا ما تقدموا .. حتى لو كان ريالاً واحداً ويا حبذا لو جعلتم إخراجها يوم الجمعة .. ودفعتوها لمسكين .. أو صاحب حاجة .. حتى وإن كان طفلاً من أهل بيتكم .. حين يشتري له أحدكم قطعة حلوى يدخل عليه بها السرور إنها صدقة .. وإنما الأعمال بالنيات .. وإنما لكل امريء ما نوى ..!!
... الدعاء .. الدعاء .. الدعاء ... أكثروا من الدعاء .. وعلقوا قلوبكم بالله .. ولا تجعلوا أملكم في أحد سواه ألحوا عليه في طلبكم وسؤالكم .. واستجدوه وتذللوا له .. واخضعوا وانكسروا بين يديه .. وأظهروا حاجتكم له وانقطاع رجاؤكم من كل شيء إلا منه عز وجل وثقوا .. أنه سبحانه كريم .. لن يخذلكم .. ولن يرد لك أيديكم بعد أن مددتوها إليه .. ولن يبخل بإجابة سؤالكم وتحقيق مطالبكم وسترون النتيجة بإذن الله .. لا تستعجلوا الإجابة .. ولا تتمننوا على الله بالطاعة ..!! وقولوا .. يا رب .. إن كانت ذنوبنا قد كبرت في جنب نهيك .. فإنها قد صغرت في جنب عفوك ..!! يا رب .. لا نقول لا نعود لذنوبنا .. لما نعرف من خلقنا وضعفنا ..!! يا رب .. إنك إن أحببتنا غفرت سيئاتنا .. وإن غضبت عليننا ومقتّنا لم تقبل حسناتنا ..!! اللهم إن ذنوبنا التي نفتقر بها إليك .. أحب إلي من طاعة نفتخر بها عليك .. وإنك يا رب قد سترت علينا في الدنيا ذنوباً ونحن إلى سترها يوم القيامة أحوج .. وقد أحسنت بنا إذ لم تظهرها لعصابة من المسلمين .. فلا تفضحننا في ذلك اليوم على رؤوس الخلائق يا رب العالمين يا أرحم الراحمين ..!!
أسأل الله أن ينفع بما كتبت .. وأن يكتب لي الخير والكم الفائدة بما سطرت كما اسأله أن يوفقكم .. لما فيه خيري الدنيا والآخرة قد يطول البلاء .. ويعظم الهم .. ويتفاقم الغم .. ويزداد الألم .. وتتراكم الأحزان .. فيأتي الشيطان ويحاول التأثير عليكم .. فتأخروا الصلاة عن وقتها أو لا تصلوها جماعة في المسجد بالنسبة للرجال .. وينسيكم الوتر .. وتتكاسلوا عن القيام الساعة العاشرة أو الحادية عشرة صباحاً لتصلوا صلاة الضحى والأهم من هذا كله .. كونه الأخطر على العقيدة .. حين يبعث في نفوسكم اليأس من مجيء الفرج فهل يرضيكم أن تعصوا الله وتبتعدوا عنه وهو يناديكم .. بطاعة الشيطان والخضوع لوسوسته ..؟! وهل يرضيكم أن يبقى أحدكم حبيس الهموم والغموم والأحزان .. وباب السعادة مفتوح وطريقها ممهد ..؟! وليس عليك سوى أن يسير على قدميه عبر الطريق المؤدي إليها ليصل إلى بر الأمان ..؟!
وتذكروا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال : [ من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا .. نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة .. ومن يسَّر على معسر .. يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة .. والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ] ..!!