أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، وفي حال رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
قيلت مرة ( لقد جئت شيئا إمرا ) ومرة ( لقد جئت شيئا نكرا )
الإمر هو الأمر المُنكر أو الكبير والنُكر فيها معنى الإنكار أيضاً لكنهم يرون أن النُكر أعظم وأبلغ من الإمر لأن قتل النفس البريئة بغير نفس هو أكبر من خلع لوح من السفينة لأن اللوح يمكن أن يُعاد فيؤتى بلوح سواء هو نفسه أو غيره (فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71)) لكن القتل لا يُعاد وقتل النفس البريئة بغير نفس أمر عظيم (فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (74)). الكثير قالوا أن النُكر أشد نكارة من الإمر ففرّق بينهما لأن قتل النفس أشد من خرق السفينة. كلمة نُكر بتسكين الكاف
*******
ما الفرق بين استعمال (من) و (ما) في قوله تعالى "ولله يسجد من في السموات والآرض"، وقوله تعالى: "ولله يسجد ما في السموات والأرض"؟
ج ـ (من) تستعمل لذوات العقلاء وأولي العلم فقط وذلك في جميع أحوالها ومعانيها
أما (ما) فتستعمل : 1 ـ لصفات العقلاء (وما خلق الذكر والأنثى) والله هو الخالق، (ونفس وما سوّاها) والله هو المسوي، (فانكحوا ما طاب لكم من النساء). 2 ـ وذوات غير العاقل (أشرب مما تشرب) فهي أعمّ وأشمل. لكن يبقى السؤال لماذا الاختلاف في الاستعمال في القرآن الكريم فمرة تأني (من) ومرة تأتي (ما)؟
ونستعرض الآيات التي وردت فيها (من) مع السجود : قال تعالى في سورة الرعد: "وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ 15"
والطوع والكره من صفات العقلاء فاستعمل (من)
********
ما دلالة استعمال كلمة بلاء بدل ابتلاء في قوله تعالى في سورة ابراهيم: "وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ 6"؟ وما الفرق بين البلاء والإبتلاء؟
ج ـ لم ترد كلمة ابتلاء في القرآن الكريم أصلاً وإنما وردت (ليبتليكم، مبتليكم، ابتلاه)
والبلاء قد يأتي بمعنى الاختبار و ما ينزل على الإنسان من شدّة، أو ما يصيبه من خير كما في قوله تعالى: "ونَبلوكُم بالشّرّ والخَيرِ فِتنةً" الأنبياء.
أما في الآية موضع السؤال فالكلام عن بني إسرائيل قبل أن يأتيهم موسى عليه السلام: "وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ 6"
. والبلاء هنا من باب البلاء القَدَري (أي ما يُقدّره الله تعالى على الناس) وليس من باب الاختبار الشرعي. فما أصابهم من ذبح واستحياء نسائهم لم تكن بناء على اختبار شرعي وإنما حدث لهم قبل أن يُرسل الله تعالى لهم موسى عليه السلام، فهو من باب القضاء النازل على الإنسان قدرا كأن يمر في طريق فيقع عليه جدار فيقتله، لأن لاختبار الشرعي يكون بأن يأمر اللهُ تعالى بشيء ما فيفعله الإنسان أو لا يفعله، فالأمر مما يتعلق بالمطلوبات الشرعية وما يترتب عليها من حسنات وسيئات وتمحيص النفوس. وبلاء بني إسرائيل كما جاء في الآية ابتلاء قدري من باب البلاء النازل على الإنسان قدَراً لا من الاختبار الشرعي فهو ليس من الابتلاء
فالبلاء ما ينزل عليك قدرا، وكلمة ابتلى أشد من (بلا) ويظهر فيها معنى الاختبار أكثر. والبلاء لا يكون بالضرورة سيئاً، بل قد يكون خيرا، والابتلاء اختبار كما في قوله تعالى في سورة الفجر: "فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ 15".