أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، وفي حال رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
** ليس النجاح مقرونا بكثرة إنجازات ولا كثرة علم ولا كثرة أموال ولا كثرة أبناء و كثرة ألقاب ولا كثرة سعي . النجاح هو التعرف على الذات و تعرف توزيع الجهد بما يحقق لها التوازن والنمو والتطور ، إن ارهاق النفس و حملها على التفاعل الإجباري مع ما يضنيها يسبب النغص وفقدان المتعة و مكننة سلوكاتها ، في الوقت نفسه تعد السلبية وتجاهل الحياة واحدة من الأمراض الخطيرة التي تسبب الإكتئاب و الإنكفاء والتموضع على الهامش .
الإيمان بعدم وجود إنسان كامل أو إنسان عاجز إثنتان من المسلمات التي تستوجب الرسوخ في العقل الإنساني إن أراد النجاح في حياته ، فالإيمان بالكمال عقدة الغرور، والإيمان بالعجز عقدة الضعف ، تجعلان الإنسان يفقد التوازن و يأتي على سلوكات لا تعبر عن النجاح . الذكاءات المتعددة والفوارق الفردية معادلاتان لا يمكن القفز عليهما في الحياة الإنسانية ، فنجد الفرد منا يتقد ذكاء في موطن و غباء في موطن آخر ، و الناجح هو من لا يغتر بذكائه المفرط في وجه من وجوه الحياة ولا يستسلم لغبائه في وجه آخر فيقعد صريع اليأس والعجز .
كثيرا ما يستغرق البعض في عمل حتى يكتسب نجاحا باهرا ، فنحصل على فنان ناجح أو كاتب ناجح ، أو فزيائي ناجح أو خطيب ناجح و غيرها من الحرف والمهن والهويات لكن إن بحثنا عن الإنسان فيه قد نجده غائبا متواريا وراء هالة غرور ، و نجد في الحين ذاته منحرفا **منجرفا **معقدا متسكعا مجرما سارقا فاقدا لصفة الإنسان وقد استسلم لجبنه وضعفه .
إن بحثت عن النجاح فاسأل عن التوازن ، ولا تنسى أنه قريب من البساطة والحكمة والتعامل بمرونة مع الصعاب والتمتع بالرخاء دون عربدة . الناجح إنسان يدع ما يريبه و يتبع ما يؤنسه ، يطور من مهراته الغير متمنعة ، و لا يسعى إلى الظهور على غير حقيقته ، يعرف متى يقول لا ومتي يستجيب بنعم . لا تركن نفسه إلى استغلال الناس و لا يستحلي كثرة انبطاح للغير .
الناجح يتفهم الناس و يسعى في حاجتهم دون أن ينسى واجبه نحو ذاته وأهله ، الناجح يتصف بالحب و لا تميل نفسه الى الحقد و الكراهية ، ينفس عن اشمئزازه بضحكة وبسمة وإن أحس في نفسه ضيقا غير المكان ومارس الرياضة ، الناجح هو مجرد إنسان .