يا بحر
يا بحر أيها الهادر كم هو رحب وواسع لك ذاك الصدر
يسع هموم كل من أتاك مثقلا بها يشكو قد قسا عليه الدهر
يا بحر أتذكر كم جئت ألهو فوق رمالك وأنا غض غر
وهأنا أعود إليك وقد استهلكتني العقود وانحنى لي الظهر
أعود منهكا بأثقال الزمن وقد ترهل البدن وأصابه منه الغدر
لأحكي حكاوي عمر تكالبت عليه المحن واشتكى منه الصبر
أتساءل هل كنت مضطلعا على شريط حياتي بطله العمر
هل عرفت فحواه وأخفيت سره عني إذ أضحى عليك حكر
اغبطك فكما رأيتك صبيا أراك ما تغيرت وقد تغير الصخر
تتراقص أمواجك زاهية لايعييها الزمن ولا يصيبك منه قهر
تعزف نفس اللحن في سامفونية خالدة ما مل من ترديدها الدهر
أتذكر كم تحديتك شابا معتدا بالفتوة جاهلا ما يخفيه العمر
أخرت الضحكة اضحك الآن شامتا فقد فزت وآل اليك النصر
ورفيقة العمر كم تلصصت علينا وعرفت سرا كان بيننا سر
نبني الأماني البيضاء وأنت تعرف أنها أحلام سيطلع عليها الفجر
وليال قمراء على شاطئك سهرناها وأغاني غنيناها طرب لها البدر
تغفو عيون السهارى عند الشروق منهكة لا يوقظها إلا الظهر
وتتم السمر تغازل الشمس تحكي لها حكايا عجز عن حكيها الشعر
ورفاق طيش الشباب شابوا تاهوا ولم يأتينا عنهم خبر أو ذكر
أيها المتقلب الهادئ من هدوئك يستلهم إبداعه الشعر والنتر
ومن غضبك ترتعش العواصف وتقصف الرعود ويدعر الذعر
إن أتيتك فقد أتيت أفرغ فيك صامتا هموما ناء بها الظهر
ما أتيت شاكيا فالشكوى مذلة لغير من بيده الحول و الأمر
وما كنت مطلعا على الغيب فمن ظن فيك ذلك فذاك شرك وكفر
إنما هي ذكريات عمر مضى أعرضها شاركتني فيها أيها البحر
سنان المصطفى/سلا
م.المغربية
18/12/2013
ح.م
نشر
ابنة الشاعر