من سخرية الجاحظ
-----------------------
قال الجاحظ:ما أخجلني إلا امرأتان: رأيت أحدهما في العسكر، وكانت طويلة القامة, وكنت على طعام, فأردت أن أمازحها،
فقلت: انزلي كلي معنا!
فقالت: اصعد أنت حتى ترى الدنيا.
وأما الأخرى فإنها أتتني, وأنا على باب داري،
فقالت: لي إليك حاجة وأنا أريد أن تمشي معي. فقمت معها إلى أن أتت بي إلى صائغ يهودي،
فقالت له: مثل هذا.... وانصرفت. فسألت الصائغ عن قولها،
فقال(الصائغ): إنها أتت إلي بفص، وأمرتني أن أنقش عليه صورة شيطان.
فقلت (الصائغ) : يا سيدتي ما رأيت الشيطان, فأتت بك!
**************
ومن طرائف الجاحظ كذلك ما حكي عنه أنه كان في أحد الأيام متوجها" إلى اليمن، و
دخل أسواقها و تجول في الكثير من أحيائها، و لكنه وجد الناس ينفرون منه لبشاعة شكله، و لم يستضيفه أحد،
فقرر العودة إلى البصرة، و في الطريق قابل أحد رفاقه، فسأله: كيف حال اليمن و أهلها؟
فأجاب الجاحظ ببيتين من الشعر عبرا عن شعوره أصدق تعبير:
منذ أن أتيت اليمنا لم أر وجها" حسنا
قبــــح الله بــــلـدة أجمل من فيها أنـــا
م ن