أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، وفي حال رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
إِنَ الحَمدَ لله نَحْمَدَه وُنَسْتعِينَ بهْ ونَسْتغفرَه ، ونَعوُذُ بالله مِنْ شِروُر أنْفْسِنا ومِن سَيئاتِ أعْمَالِنا ، مَنْ يُهدِه الله فلا مُضِل لَه ، ومَنْ يُضلِل فَلا هَادى له ، وأشهَدُ أنَ لا إله إلا الله وَحْده لا شريك له ، وأشهد أن مُحَمَداً عَبدُه وَرَسُوُله .. اللهم صَلِّ وسَلِم وبَارِك عَلى عَبدِك ورَسُولك مُحَمَد وعَلى آله وصَحْبِه أجْمَعينْ ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحْسَان إلى يَوُمِ الدِينْ وسَلِم تسْليمَاً كَثيراً .. أمْا بَعد ...
المشتاقون إلي الله
فإن العبادة الحقة هي التي يكون صاحبها بين الخوف والرجاء قال سبحانه : ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا﴾ (57) سورة الإسراء . كما قال في وصف هؤلاء المشتاقين إلى الله : ﴿أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ (9)سورة : الزمر .
فالمشتاقون إلى الله تعالى هم الذين تكون حياتهم بين الرغبة والرهبة كما قال تعالى في آل زكريا عليهم السلام : ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴾ (90) سورة : الأنبياء . فالعبد الصالح تارة يمده الرجاء والرغبة ، فيكاد يطير شوقاً إلى الله ، وطوراً يقبضه الخوف والرهبة فيكاد أن يذوب من خشية الله تعالى ، فهو دائب في طلب مرضاة ربه مقبل عليه خائف من عقوباته ، ملتجئ منه إليه ، عائذ به منه ، راغب فيما لديه . قال الشاعر:
خف الله وارجــــــوه لكــلِّ عظيمةٍ * * * ولا تطــع النَّفس الّلجوج فتندما وكن بين هاتين من الخوف والرَّجا * * * وأبشر بعفو الله إن كنت مسلما
ولقد ضرب الأنبياء الكرام مثلاً طيبا في حسن الشوق إلى الله تعالى , فها هو نبي الله موسى عليه السلام حين قال لله : ﴿رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ﴾ ( الأعراف 143 ) ، يطلب النظر إلى الله شوقاً إلى الله عز وجل لا شكاً في وجوده , ويدل عليه سؤال الله له وما تلك بيمينك, قال تعالى : ﴿وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى * قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى﴾ (17-18) سورة : طه. قال المفسرون : «وقد كان يكفى موسى - عليه السلام - في الجواب أن يقول : هي عصاي ، ولكنه أضاف إلى ذلك أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي. لأن المقام يستدعى البسط والإطالة في الكلام ، إذ هو مقام حديث العبد مع خالقه ، والحبيب مع حبيبه» . راجع: التفسير الوسيط 1/2818. قال ابن القيم :
أنا الفقيـــــر إلى رب البريات * * * أنا المسكين في مجموع حالاتي أنا الظلوم لنفسي وهي ظالمتي * * * والخيــر إن يأتنا من عنده يأتي لا أستطيع لنفسي جلب منفعة * * * ولا عن النفس لي دفع المضرات
والمشتاقون إلى الله هم السابقون بالخيرات إليه تصديقا لقوله سبحانه : ﴿فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا﴾ (4) النازعات . قال مقاتل: «هي الملائكة تسبق بأرواح المؤمنين إلى الجنة وقال الربيع هي أنفس المؤمنين تسبق إلى الملائكة شوقا إلى الله». وقال قتادة والحسن : «هي النجوم تسبح في أفلاكها» كما في قوله : ﴿وكل في فلك يسبحون﴾ وقال عطاء : «هي السفن تسبح في الماء وقيل هي أرواح المؤمنين تسبح شوقا إلى الله» .الشوكاني : فتح القدير 5/373. قال الشاعر:
قال الغزالي في بيان معنى الشوق إلى الله تعالى : «أعلم أن من أنكر حقيقة المحبة لله تعالى فلا بد وأن ينكر حقيقة الشوق إذ لا يتصور الشوق إلا إلى محبوب ونحن نثبت وجود الشوق إلى الله تعالى وكون العارف مضطرا إليه بطريق الاعتبار والنظر بأنوار البصائر وبطريق الأخبار والآثار» . إحياء علوم الدين 4/322. وعلي بن سهل بن الأزهر أبو الحسن الاصبهاني، كان أولا مترفا ثم صار زاهدا عابدا يبقى الأيام لا يأكل فيها شيئا، وكان يقول: «ألهاني الشوق إلى الله عن الطعام والشراب». البداية والنهاية 11/150.
ومن جميل ما قاله ابن القيم في إغاثة اللهفان (1 / 224 ) : «فلو سمع أحدهم القرآن من أوله إلى آخره لما حرك له ساكنا ، ولا أزعج له ظاهرا ولا باطنا ، ولا أثار فيهم وجدا ، ولا قدح فيهم من لواعج الشوق إلى الله زندا ، حتى إذا تلي عليهم قرآن الشيطان ، وولج مزموره أسماعهم ، فجرت ينابيع الوجد من قلوبهم على أعينهم فجرت ، وعلى أقدامهم فرقصت ، وعلى أيديهم فصفقت ، وعلى بقية أعضائهم فاهتزت وطربت ، وعلى أنفاسهم فتصاعدت ، وعلى زفراتهم فتزايدت».
قال عبد الواحد بن زيد يقول «يا إخوتاه ألا تبكون شوقا إلى الله ألا إنه من بكى شوقا إلى سيده لم يحرم النظر إليه يا إخوتاه ألا تبكون خوفا من النار ألا إنه من بكى خوفا من النار أعاذه الله منها يا إخوتاه ألا تبكون خوفا من العطش يوم القيامة ألا إنه من بكى خوفا من ذلك سقي على رؤوس الخلائق يوم القيامة يا إخوتاه ألا تبكون بلى فابكوا على الماء البارد أيام الدنيا لعله أن يسقيكموه في حظائر القدس مع خير الندماء والأصحاب من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ثم جعل يبكي حتى غشي عليه». ابن أبي الدنيا : الرقة والبكاء 5.
يقول ابن الجوزي في المواعظ 14 بعض العابدات كانت تقول: «والله لقد سئمت الحياة حتى لو وجدت الموت يباع لاشتريته شوقاً إلى الله وحباً للقائه، فقيل لها: على ثقةٍ أنت من عملك؟ قالت: لا والله؛ لحبي إياه وحسن ظني به، أفتراه يعذبني وأنا أحبه»:
قال وكيع قال سمعت سفيان يقول «لو أن اليقين استقر في القلوب لطارت شوقاً أو حزناً إما شوقاً إلى الله عز وجل وإما فرقاً من النار». مقدمة الجرح والتعديل ,لابن أبي حاتم 51. عن ابن جابر : «إن عَبد الله بن أَبي زكريا كان يقول : لو خيرت بين أن أعُمَر مئة سنة من ذي قبل في طاعة الله أو أن أقبض في يومي هذا ، أو في ساعتي هذه ، لاخترت أن أقبض في يومي هذا ، أو في ساعتي هذه شوقا إلى الله ، وإلى رسوله ، وإلى الصاحين من عباده». تهذيب الكمال , للمزي 14/523. قال الشاعر :
قومي هم صنعـوا التاريخ إذ ملكوا * * * أعفة عظمـــاء النفس والهمم مشوا إلى جنبات الأرض في يدهم * * * فرقان ربي يهدي الخلق للسلم دعـــــوا إلى الله فانقاد الأنام لهم * * * شوقًا إلى الله والتوحيد والقيم
المشتاقون إلى الله تعالى ... هم الذين يجعلون حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فوق كل شيء , فوق حبهم لأنفسهم وأزواجهم وأولادهم وأموالهم وآباءهم وأمهاتهم والناس أجمعين .. قال تعالى : ﴿وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ﴾ (165) سورة البقرة. قال تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ﴾ (54-56) سورة المائدة . عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ : أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا ، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ ِللهِ ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ ، كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُوقَدَ لَهُ نَارٌ فَيُقْذَفَ فِيهَا) أخرجه أحمد 3/103(12025) . والبُخَارِي 1/10(16) و\"مسلم\" 1/48(74) . وعَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ وَأَهْلِهِ ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) أخرجه البُخَارِي (15) و\"مسلم\" 77 و\"النَّسائي\" 8/115 . عَنْ أَبِي عَقِيلٍ ، زُهْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَدَّهُ عَبْدَ اللهِ بْنَ هِشَامٍ ، قَالَ:كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالَ : (وَاللهِ ، لأَنْتَ ، يَا رَسُولَ اللهِ ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلاَّ نَفْسِي ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ عِنْدَهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ نَفْسِهِ ، فَقَالَ عُمَرُ : فَلأَنْتَ الآنَ ، وَاللهِ ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : الآنَ يَا عُمَرُ) أخرجه أحمد 4/233والبخاري( 5/16(3694). قال الشاعر:
أتحب أعداء الحبيب وتدعى * * * حباً له ، ما ذاك في الإمكان وكذا تعادى جاهداً أحبابه * * * أين المحبة يا أخا الشيطان ؟! إن المحبة أن توافق من تحب * * * على محبتـــه بلا نقصانِ فلئن ادعيت له المحبة مع خلاف * * * ما يحب فأنت ذو بهتان
وقال آخر:
من يَدَّعِ حُبَّ النبي ولم يفد * * * من هديـــه فسفاهةُُ وهراءُ فالحب أول شرطه وفروضه* * * إن كان صادقاً طاعةُُ ووفاءُ أغيب وذو اللّطائف لا يغيب * * * وأرجــوه رجــاء لا يخيب
المشتاقون إلى الله تعالى ... هم الذين يعتزون بدينهم ويقدمون حبه والانتماء إليه على كل حب وانتماء عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:سئل النبي صلى الله عليه وسلم : (أَىُّ الأَدْيَانِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ) أخرجه أحمد 1/236(2107) و\"البُخَارِي\" في (الأدب المفرد) 287. عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه : (أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ، فَأَعْطَاهُ غَنَمًا بَيْنَ جَبَلَيْنِ ، فَأَتَى قَوْمَهُ ، فَقَالَ : أَيْ قَوْمِ أَسْلِمُوا ، فَوَاللهِ إِنَّ مُحَمَّدًا لَيُعْطِي عَطَاءً مَا يَخَافُ الْفَقْرَ ، فَقَالَ أَنَسٌ : إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيُسْلِمُ ، مَا يُرِيدُ إِلاَّ الدُّنْيَا ، فَمَا يُمْسِي حَتَّى يَكُونَ الإِسْلاَمُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا) أخرجه أَحمد 3/175(12821) و\"مسلم\" 7/74 (6087).
المشتاقون إلى الله تعالى ... هم الذين يحبون قراءة القرآن ويتخلقون بأخلاقه عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوفي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: (قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَىُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَالُّ الْمُرْتَحِلُ قَالَ وَمَا الْحَالُّ الْمُرْتَحِلُ قَالَ الَّذِى يَضْرِبُ مِنْ أَوَّلِ الْقُرْآنِ إِلَى آخِرِهِ كُلَّمَا حَلَّ ارْتَحَلَ) أخرجه الترمذي (2948). عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ: (جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : إِنِّي أُحِبُّ هَذِهِ السُّورَةَ ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : حُبُّكَ إِيَّاهَا أَدْخَلَكَ الْجَنَّةَ. - وفي رواية : قِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّ هَا هُنَا رَجُلاً لاَ يُصَلِّي صَلاَةً ، إِلاَّ قَرَأَ فِيهَا : ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) مِنْهَا مَا يُفْرِدُهَا ، وَمِنْهَا مَا يَقْرَأُهَا مَعَ سُورَةٍ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : وَمَا تُرِيدُ إِلَى هَذَا ؟ قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي أُحِبُّهَا ، قَالَ : حُبُّهَا إِذًا أَدْخَلَكَ الْجَنَّةَ) أخرجه أحمد 3/141(12459و\"الدارِمِي\" 3435 والتِّرْمِذِيّ\" 2901. عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ: (قَرَأْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ سُورَةِ النِّسَاءِ ، فَلَمَّا بَلَغْتُ هذِهِ الآيَةَ : ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيدًا﴾ قَالَ : فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ ، صلى الله عليه وسلم) أخرجه أحمد1/374(3551). قال الشاعر:
ألــذ من التلذذ بالغواني * * * إذا أقبلن في حلــل حسان منيب فرمن أهــــل ومال * * * يسيح من مكان إلى مكان ليخمل ذكره ويعيش فرداً * * * ويأخذ في العبادة في أمان تلذذه التلاوة أيــــــن ولى * * * وذكر بالفـــؤاد وباللسان
عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ . قَالَ : (أتيت عَائِشَةَ . فَقُلْتُ : يَا أم الْمُؤْمِنِينَ اخْبِرِينِي بخُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم . قَالَتْ : كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْانَ أما تَقْرَاُ الْقُرْانَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ . قُلْتُ : فَإِنِّي اُرِيدُ أَنْ اتَبَتَّلَ . قَالَتْ : لا تَفْعَلْ امَا تَقْرَاُ : ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ اُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ فَقَدْ تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ وُلِدَ لَهُ) أخرجه أحمد 6/91 وأخرجه النسائي 6/58 .
إليك عنا فمــــــا تحظى بنجوانا * * * يا غادرا قد لهـــــا عنــــا وقد خانا أعرضت عنا ولم تعمل بطاعتنا * * * وجئت تبغي الرضا والوصل قد بانا بأي وجه نراك اليــــوم تقصدنا * * * وطـــــــال ما كنت في الأيام تنسانا يا ناقض العهد ما في وصلنا طمع * * * إلا لمجتهد بالجــــــدّ قـــــــد دانا
يا قومُ فَرْضُ الهجرتَيْن بِحالِهِ**والله لَـــم يُنسَخْ إلى ذا الآنِ فالهجرةُ الأولى إلى الرحمنِ**بالإخلاصِ في سِرٍّ وفي إعلانِ حتَّى يكون القصدُ وجــهَ الله** بالأقـوالِ والأعمـالِ والإيمانِ ويكون كلُّ الدينِ للرحمنِ ما ** لِسِواه شيءٌ فيه من إنسانِ واللهِ هذا شَطرُ ديـــــنِ الله ** والتحكيمُ للمُختارِ شَطرٌ ثانِ والهجرةُ الأخرى إلى المبعُوثِ** بالإسلام والإيمان والإحسانِ أترون هذي هِجرةَ الأبدانِ لا** والله بلْ هي هِجرةُ الإيمان
المشتاقون إلى الله تعالى ... هم الذين يحبون لله ويبغضون لله ويعطون لله ويمنعون لله عنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِى أُمَامَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: (مَنْ أَحَبَّ لِلَّهِ وَأَبْغَضَ لِلَّهِ وَأَعْطَى لِلَّهِ وَمَنَعَ لِلَّهِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الإِيمَانَ) أخرجه أبو داود (4681). عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ: (إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ ، فَلْيُعْلِمْهُ أَنَّهُ يُحِبُّهُ) أخرجه أحمد 4/130(17303\". والبُخَارِي في الأدب المفرد 542 و\"التِّرمِذي\"2392 . قال الشاعر:
نوح الحمام على الغصون شجاني * * * ورأى العذول صبابتي فبكاني إن الحمام ينوح من خوف النوى * * * وأنــا أنــــوح مخافة الرحمن قال رجل لابن المبارك: صف لي الوالهين بالله فقال: هم كما أقول لك: مستوفدين على رحل كأنهم ركب* * * يريدون أن يمضوا وينتقلوا عفّت جوارحهم عن كل فاحشة* * * فالصّدق مذهبهم والخوف والوجل
إذا ما الليـــل أظلم كابدوه * * * فيسفر عنهــــم وهم ركوع أطار الخوف نومهم فقاموا* * * وأهل الأمن في الدنيا هجوع لهم تحت الظلام وهم سجود* * * أنين منــه تنفــرج الضلوع وخرس بالنهار لطول صمت* * * عليهم من سكينتهم خشوع
المشتاقون إلى الله تعالى ... هم الذين يحبون لإخوانهم ما يحبونه لأنفسهم ويكرهون لهم ما يكرهونه لأنفسهم عن حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: (آخَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ قُرَيْشٍ وَالأَنْصَارِ ، فَآخَى بَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ وَعَبْدِ الرَّحْمَانِ بْنِ عَوْفٍ . فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ : إِنَّ لِي مَالاً ، فَهُوَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ شَطْرَانِ، وَلِي امْرَأَتَانِ ، فَانْظُرْ أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ ، فَأَنَا أُطَلِّقُهَا ، فَإِذَا حَلَّتْ فَتَزَوَّجْهَا . قَالَ : بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ ، دُلُّونِي - أَيْ - عَلَى السُّوقِ . فَلَمْ يَرْجِعْ حَتَّى رَجَعَ بِسَمْنٍ وَأَقِطٍ قَدْ أَفْضَلَهُ) أخرجه مالك \"الموطأ\" 1570 و\"أحمد\" 3/190(13007) و\"البُخَارِي\" 2049 والتِّرْمِذِيّ\" 1933 و\"النَّسائي\" 6/119 . عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (يَا أَبَا ذَرٍّ ، إِنِّي أَرَاكَ ضَعِيفًا ، وَإِنِّي أُحِبُّ لَكَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسِي ، لاَ تَأَمَّرَنَّ عَلَى اثْنَيْنِ ، وَلاَ تَوَلَّيَنَّ مَالَ يَتِيمٍ) أخرجه أحمد 5/180(21896) . ومسلم 6/7(4747) و\"ابن حِبان\" 5564.
المشتاقون إلى الله تعالى ... هم الذين يحبون مصاحبة الصالحين ومجالسة المؤمنين ومرافقة المتقين عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ؛أَنَّ رَجُلاً قََالَ : (يَا رَسُولَ اللهِ ، مَتَى السَّاعَةُ ؟ قَالَ : وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لِلسَّاعَةِ ؟ قَالَ : لاَ ، إِلاَّ أَنِّي أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ ، قَالَ : فَإِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ) قَالَ أَنَسٌ : فَمَا فَرِحْنَا بِشَيْءٍ ، بَعْدَ الإِسْلاَمِ ، فَرَحَنَا بِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : (إِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ) قَالَ : فَأَنَا أُحِبُّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، وَأَبَا بَكْرٍ ، وَعُمَرَ ، وَأَنَا أَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ ، لِحُبِّي إِيَّاهُمْ ، وَإِنْ كُنْتُ لاَ أَعْمَلْ بِعَمَلِهِمْ. رواه أحمد (13419 و13886) ومُسْلم (7520).
المشتاقون إلى الله تعالى ... هم الذين يحبون لقاء الله تعالى , ولا يخافون الموت عَنْ أنس عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ قَالَتْ عَائِشَةُ أَوْ بَعْضُ أَزْوَاجِهِ إِنَّا لَنَكْرَهُ الْمَوْتَ قَالَ لَيْسَ ذَاكَ ، وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ بُشِّرَ بِرِضْوَانِ اللَّهِ وَكَرَامَتِهِ ، فَلَيْسَ شَىْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ ، فَأَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ وَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ ، وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا حُضِرَ بُشِّرَ بِعَذَابِ اللَّهِ وَعُقُوبَتِهِ ، فَلَيْسَ شَىْءٌ أَكْرَهَ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ ، كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ وَكَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ) أخرجه أحمد 5/316(23072) و\"البُخَارِي\" 8/132(6507) و\"مسلم\" 8/65(6918) . قال أبي محمد الأندلسي القحطاني:
المشتاقون إلى الله تعالى ... هم الذين يشتاقون للقاء الله تعالى ورؤيته في الجنة عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ: (تَلاَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم هَذِهِ الآيَةَ : ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ قَالَ : إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ نَادَى مُنَادٍ : يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ الله مَوْعِدًا يُحِبُّ أَنْ يُنْجِزَكُمُوهُ. فَيَقُولُونَ وَمَا هُوَ أَلَمْ يُثَقِّلْ الله مَوَازِينَنَا وَيُبَيِّضْ وُجُوهَنَا وَيُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَيُخْرِجْنَا مِنَ النَّارِ. قَالَ فَيُكْشَفُ الْحِجَابُ فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ فَوَالله مَا أَعْطَاهُمْ الله شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَيْهِ) أخرجه أحمد 4/332(19143) و\"مسلم\" 1/112(368).
عَن شَدُّادِ بن الْهَادِ؛ أَن رَجُلاَ مِنَ الأَعْرَابِ جَاءَ إِلى النبِي ، صلى الله عليه وسلم ، فَامَنَ بِهِ وَآتبَعَهُ ، ُثم قَالَ : (أُهَاجِرُ مَعَكَ ، فَأَوْصَى بِهِ النبِيُّ ، صلى الله عليه وسلم ، بَعضَ أَصحَابِهِ ، فَلما كَانَت غَزوَة ، غَنَمِ النبِيُّ ، صلى الله عليه وسلم ، سَبيًا ، فَقَسَمَ وَقَسَمَ لَهُ ، فَاَعْطَى أَصحَابَهُ مَا قَسَمَ لَهُ ، وَكَانَ يَرعَى ظَهرَهُم ، فَلَمُّا جَاءَ دَفَعُوهُ إِلَيهِ ، فَقَالَ : مَا هَذَا قَالُوا : قِسم قَسَمَهُ لَكَ اَلنبِي ، صلى الله عليه وسلم ، فَأَخَذَهُ فَجَاءَ بهِ إِلى اَلنبِي ، صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : مَا هَذَا قَالَ : قَسَمتُهُ لَكَ. قَالَ : مَا على هَذَا اتبَعْتُكَ ، وَلَكِني اتبعْتُكَ على أن أُرمى إِلَى هَاهُنَا ، وَأَشَارَ إِلَى حَلقِهِ ، بسَهم فَاَمُوتَ فَاَدخُلَ الْجَنةَ. فَقَالَ : إِن تَصْدُقِ الله يَصْدُقْكَ ، فَلَبِثُوا قَلِيلآ ، ثُم نَهَضُوا فِي قِتَالِ الْعَدُؤ ، فَاُتَي بِهِ النبِي ، صلى الله عليه وسلم يُحمَلُ قَد أَصَابَهُ سَهْئم حَيثُ أَشَار َ، فَقَالَ النبي , صلى الله عليه وسلم : أَهُوَ هُوَ قَالُوا : نَعم. قَالَ : صَدَقَ الله فَصَدَقَهُ ، ثُم كَفنَهُ اَلنبِي ، صلى الله عليه وسلم ، فِي جُبًةِ اَلنبِي ، صلى الله عليه وسلم ، ثُمَّ قدمَهُ فَصَلى عَلَيهِ ، فَكَانَ فِيمَا ظَهَرَ مِن صَلاَتِهِ ؛ أللًهُم هَذَا عَبْدُكَ ، خَرَجَ مُهَاجِرا فِي سَبيلِكَ ، فَقُتِلَ شَهِيداَ ، أَنَا شَهِيد على ذَلِكَ) رواه النسائي برقم (1927)، وصححه الألباني في صحيح النسائي برقم (1953). ورحم الله ابن القيم إذ يقول في وصفه للجنة:
يا سلعة الرحمن لست رخيصة * * * بل أنت غالية على الكسلان يا سلعة الرحمـــن ليس ينـالها * * * في الألف إلا واحد لا اثنان يا سلعة الرحمــــن ماذا كفؤها * * * إلا أولو التقوى مع الإيمان يا سلعة الرحمن سوقك كاسد * * * بين الأراذل سلفة الحيوان يا سلعة الرحمن أين المشتري * * * فلقد عرضت بأيسر الأثمان يا سلعة الرحمن هل من خاطب * * * فالمهر قبل الموت ذو إمكان يا سلعة الرحمن كيف تصبَّر الـ * * * خطَّاب عنك وهم ذوو إيمان يا سلعة الــرحمــــن لولا أنها * * * حجبت بكل مكاره الإنسان ما كان عنها قط من متخلف * * * وتعطـلت دار الجزاء الثاني لكنها حجبت بكــــــل كريهة * * * ليصد عنـها المبطل المتواني وتنالها الهمــم التي تسمو إلى * * * رب العـلى بمشيئة الرحمن
اللَّهُمَّ يا منْ هُوَ فـي جَلالِهِ عَظِيْم وبعِبَادِهِ رحِيْم، و بِمَنْ عَصَاهُ حَلِيْم، ولِمَنْ رَجَاهُ كَرِيْم، يا مَنِ امْتَدَّتْ إلَيْهِ أكُفُّ السَّائِليْنَ واخْتَلَطَتْ في دُعَائِهِ أصْوَاتُ المُلِحِّيْنَ، وتَطَلَّعَتْ لِمَعْرُوفِهِ أبْصَارُ المُؤَمِّلِيْنَ، يا منْ تَخْشَعُ لَهُ الأَصْوَات، يا منْ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عنْ عِبَادِهِ ويَعْفُو عنِ السَّيِّئَات. إلهَنَا لَيْسَ مَعَك إلَهٌ في الكوْنِ فَيُدْعَى، وليْس لك شَرِيْكٌ فَيُرْجَى، بِمَنْ نَسْتَغِيْثُ وأنْتَ الرَّحِيْمُ الغَافِرُ؟ وبِمَنْ نَسْتَنْصِرُ وأنْتَ القَوِيُّ النَّاصِرُ؟ وبِمَنْ نَسْتَجِيْرُ وأنْتَ القَوِيُّ القَادِرُ؟ يا منْ أمَرْتَنَا بِالإحْسَانِ إلى النَّاسِ أحْسِنْ إليْنَا بِالقَبُولِ مِنَّا، يا مَنْ أمَرْتَنَا بِالعفوِ عَمَّنْ ظَلمَنَا، ظَلَمْنَا أنْفُسَنَا فَاعْفُ عَنَّا.
اسعد الله ايامك جزاك الله كل خير وبارك في جهودك وأسال الله لك التوفيق دائماوان يجمعنا على الود والاخاء والمحبه وأن يثبت الله اجرك ونفعنا واياك بما تقدمه وجعله في موازين حسناتك اللهم امين