أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، وفي حال رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
كانت طفلة جميلة بريئة .. عاشت طفولة قاسية .. وحرمت من والدتها في سن صغيرة .. وتزوج والدها بإمرأة قاسية .. بل هي وحش في صورة إنسان ، ولكن كانت تظهر دوما أما والد هنادي واصحابه واهله أنها كالوردة الناعمة .. وكان شكلها للأسف عاملا رئيسيا في وصولها لما تريد ، فقد كانت في عنفوان شبابها وجمالها .. وكانت هنادي رغم الجوع والحرمان .. تبتسم وتلعب مع اخوتها الأربعه ..الذين عاشو ليسوا كأخوة بل كانوا اقرب لبعضهم البعض .. وكانت هنادي اصغرهم سناً ولكنها كانت لطيفة حنونة جذابه .. كانت تأتي لأخوتها وهم يبكون من تعذيب زوجة والدهم لهم ، وتمسح دموعهم بثوبها القصير ويديها الصغيرتين التي أرهقها العمل بالمنزل ، حيث انها كانت الوحيدة التي لا تذهب الى المدرسة ..فعمرها مازال صغير ولكن تبارك الرحمن فعقلها كان من طفولتها .. كبير وقلبها فريد ،، أحبها الكل ، وكان والدها طيب القلب ولكن زوجته القاسية غيرته على اولاده لدرجة انه لم يعد يراهم وهم معه في نفس المنزل ، وهي واطفالها يأكلوا ويشربوا ويلبسوا من افضل الماركاات .. وهنادي واخوتها .. اقسم بالله .. يقتسمن الخبز العادي الواحده الى خمسه أجزاء .. وكل واحد حبة من جبنة البقرة الضاحكة .. كانوا يبكون ليلا ونهارا فراق والدتهم ،، بل كانوا يتمنوا لو تعود من الموت ليحتضنوها .. فقد افتقدوها كثيرا .. مرت الايام وكبر الابناء رغم صعوبتها عليهم .. وتوظف الأولاد بعد اتمام دراستهم بعناء شديد .. وليست المعنى الدراسه الجامعية بل المتوسطة والثانوية فقط فلم تكن تريد ان يحصلوا على اي مؤهلات .. زوجة ابيهم .. فقط ابناؤها .. هم الاهم .. وكبرت الفتيات واصبحن عرائسا جميلات .. وكبرت بطلتنا هنادي .. واصبحت جميلة وناعمة وهادئة .. وجدا حنونة .. لقد جاء العريس وتقدم لخطبتها .. بل واخواتها الاكبر والاصغر .. وقام الوالد الحبيب بتزويجهم بغية اسعادهم ... والحقيقة كان الأهم ان يتخلص ويخلصهم من زوجة ابيهم .. عاشت هنادي سعيدة .. وحاولت جاهدة اتمام دراستها ، فقد كان زوجها طيب القلب ، ومتعلم ، ومتدين ، وليس متعصب دينيا .. ولم تحضى الا بالشهادة الثانوية ، وذلك لأنشغالها بأطفالها وبيتها وزوجها اللذي هم عنده في المقام الأول وبعده يترتب بقية الأدوار .. مرت الأيام ، واتهم زوجها بتهمة من اناس حاقدين ، وتم وضعه بالسجن ، وعندما عرفت .. صعقت ، ثم شعرت وكانها في غيبوبة ،، فلما افاقت علمت بأنه الواقع ،، وأن الايام الجميلة يأتي لها يوم ,, وتودعنا .. قامت المسكينة وقد شحب لونها ، وبدأت تفعل المستحيل لأنقاذه ، ثم توجهت للجهات المختصة ، وبعد عناء شديد ، والم كبير ، ودموع كالبحر ذرفتها ..كانت المفاجأة .. بل الطامة الكبرى ، فقد علمت من الجهات المختصة بعد بحث طااال مداه ، بأن زوجها الطيب الحنون ، متزوج .. كان الأمر اشبه بسقوطها من أعلى الجبال ، وظلت صامته تستمع الى باقي الموضوع .. فقام الضابط يتحدث وهو ينظر اليها بعين الرحمة .. ( فقد كانت تمتدح زوجها وكأنه ملاك ) فقال لها : بهدوء ورأفة حيث أنه إنسان محترم جدا : هل تحبي ان تستمعي الى مكالماته الهاتفية .. كانت ما بين نعم ولا .. كانت تريد ، وخئفة مما تريد .. فقالت نعم .. فقط لأنها لا تريد ظلم زوجها المحب .. تريد ان تتأكد انه ليس هذا الذي يتحدث ، بل أنتم ايها المحققون .. مخطئون .. فقام الضابط ، ووضع الشريط .. واداره .. وكانت هنادي واقفه من هول المفاجأة لم تستطع الجلوس .. وإذا بالشريط يدور وصوت زوجها يتحدث مع محبوبة ، واخرى ، واخرى ، الى أن وضعى الشريط الذي يثبت زواجه .. فقد تزوج فعلا .. تجمدت هنادي من الألم .. فقدماها لم تتعد تتحرك .. وقلبها الضعيف الحنون .. طعن بخنجر الغدر ،، بل مُزق بدون رحمة .. عيناها احمرتا من البكاء .. انفاسها تخرج بصعوبة .. تساؤلات عديده .. فليس فاجعتها فقط ان زوجه تزوج ، بل لأنه تزوج .. صديقتها الحبيبة .. صديقة عمرها ،، كاتمة اسرارها .. آآآآآآآآآآآآه ، قالتها هنادي بألم وحيرة .. يشوبهما الغضب .. وقامت بكبرياء امرأة .. ومسحت ادمعها .. وقالت .. نعم .. هذا زوجي ، والد اطفالي ، ورفيق دربي ،هو بعينه .. ولكن .. هنا كان آخر شيء له عندي .. ويعلم الله أني لم أخنه بالغيب .. والقت التحية على الضابط .. ودموعها تنهمر .. والضابط يرمقها بنظرات الشفقة .. وخرجت من ذلك المكان لـتأخذ عهدا على نفسها بأن الحب الذي كان بقلبها دخل الى هذا المكاااان ، وهناك انتهى .. وبدأت تطالب بالطلاق ، وحصلت عليه بفضل الله وجهودها الجبارة ، وقد كانت لأبنائها الأم والأب ، فقد كانت تعاملهم مثلما عاملت اخوتها وهم صغار ، بالحب والرحمة ، والحناااااان الكبير الذي يندر في هذا الزمااان ، اعطت الحب والحنان رغم أنها حُرمت منه لتكسر بذلك القاعدة التي تقول .. فاقد الشيء لا يُعطيه ،، لم يمنعها ذلك الظرف القاسى أن تنشئ أولادها تنشئة صالحه ، رغم انها كانت في اوج شبابها وحيويتها ،، وطبع الانسان المحب ،، انه يفتقد الحب ،، بل ويبحث عنه ، كافحت لأجل أولادها وبناتها ووقفت في وجه الصعوبات ، وواجهت في شتى المجالات ، فذاك تطلب منه وظيفه ،، يوافق من أجل مصلحة في نفسه يرجوها ،، والثاني يطلب منها الزواج فهي مميزه ، وليس الجمال فقط ما يُميزها بل الروح ، فهي طفله مع الصغير ، حنونة مع الأطفال والكبار ، مراهقة مع المراهقين ، شابه مع الشباااب ، وكهلة مع الكهول ، رغم ظروفها القاسية والامها العديدة .. تشرق على ثغرها تلك الابتسامة الرقيقة الدالة على الرضى بما كتب الله عليها .. ما أروعها تلك الانسانة ،،، إني كاتبة القصة أجدها ملاك .. كانت شامخة رغم قسوة حياتها وظروفها كشموخ الجبال .. بكت كثيرا ، واخفت الدموع عن أولادها ، وهاهم العصافير الصغار ، يجتهدوا بطلب العلم ، وهي تجتهد بالحب والعطاء ، لتجعل حياتهم اجمل وافضل ، وليكن لهم المستقبل بإذن الله مشرقاً .. وهاهم يجتهدوا ليكأفؤها باهتمامهم بدراستهم وبرهم لها ،، ويمسحوا دمعها ( إذا رأوها ) فقد كانت تحاول جاهدة إخفاؤه عنهم ،، أما هي فقد كانت تمسح دمع اليتيم والحزين والكبير والصغير وتزرع الحب والحنان والابتسامة في قلوب كل من عرفت .. فلله درك اخيتي .. يا شامخة كالجبال .. اسأل الله لها التوفيق والسداد .. ولي ولكم جميعا .. واعتذر للإطالة ..* كنت فقط ارغب بتوصيل فكرة مهمة .. أن الله مع الصابرين .. وأن ليس كل من يضحك فهو سعيد .. ولكن السعيد من وفقه الله وادخل الرضى بالقدر الى قلبه ..