يا دهرُ ما أقساكَ يا دهرُ | لم يحظَ فيك بطائلٍ حرُ |
أما اللئامُ فأنتَ صاحبُهم | ولهم لديكَ العطفُ والنصرُ |
يبقى اللئيمُ مدى الحياة ِ فلا | يرتاعُ منه لحادثٍ صدرُ |
تصفو له الدنيا بلا كَدَرٍ | ويطيعُه في عيشِه اليسرُ |
فمرامه سهلٌ وكوكبُه | سعدٌ وغصنُ سرورِه نضرُ |
وعلى الكريم يدٌ يسلّطُها | منكَ الجفاءُ المرُ والقَسرُ |
إن نابَ خطبٌ فهو عرضته | يفريه منه النابُ والظفرُ |
أو يبغِ معروفاً لديكَ غداً | ينحى عليه حادثٌ نكرُ |
مرعاه جدبٌ والحظوظُ له | حربُ وجانبُ عيشِه وعرُ |
وجناه شوكٌ والبحورُ له | وشلٌ وحشوُ فؤادِه جمرُ |
يا دهرُ دعْ ظلمَ الكرامِ فهم | عقدٌ لنحرِك لو درى النحرُ |
سالمهمُ واستبقِ ودهم | فهمُ نجومُ ظلامِكَ الزهرُ |