إلى كل باحثٍِ عن الســـــعادة !
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفرة ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله أما بعد
أحبتي في الله
إن السعادة مطلب كل إنسان على وجه هذه الأرض
فالسعادة شعور داخلي يحسه الإنسان بين جوانبه يتمثل في سكينة النفس ، وطمأنينة القلب ، وانشراح الصدر
، وراحة الضمير والبال نتيجة لاستقامة السلوك الظاهر والباطن – المدفوع بقوة الإيمان .
قال الله تعالى ((من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة))
فيا من يبحث عن السعادة ....ويامن يبحث عن الطمأنينة والسكينة ...!
إليكم كلماتي هذه من قلب يريد لكم وله سعادة الدنيا والأخرة رزقني الله واياكم اياها
إخواني وأخواتي
لنقف عند هذه المحطات ولنأخذ نماذج من هذا العالم الواسع الرحب ..
فمن الناس من يظن أن السعادة في جمع المال حتى ولو كان من الحرام فلايهمه مصدره فالمهم أنه يريد أن يجمع بأي سبيل كان ..
لانريد أحبتي أن نقلل من شأن المال بل قد يكون سبب السعادة في الدنيا والأخرة إن جمعه من حلال وصرفه فيما يرضي الله
وقد يكون سبب التعاسة والشقاء في الدنيا والأخرة إن جمعه من الحرام وصرفه فيما يغضب الله
ففي الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إنما الدنيا لأربعة وذكر منهم صلى الله عليه وسلم رجلا آتاه الله مالا وعلما
فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقا ) فهذا بأفضل المنازل عند الله تعالى
فيا أيها الأحباب ليس كل صاحب مال سعيد فها هو قارون خسف الله به وبماله الأرض فلم ينفعه ما كان عنده لما ضغى وتكبر
(إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ
إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ }القصص76
ومن الناس أيضا من يظن أن السعادة في الجاه والسلطان وقد يكون كذلك إن عرف وأيقن صاحبها بأن هذا الأمر أمانة
وأن هذه الأمانة مسؤول عنها يوم القيامة
كما في الحديث ( حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالأمير الذي على الناس راع عليهم وهو مسؤول عنهم
والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم
والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسئولة عنهم
والعبد راع على مال سيده وهو مسؤول عنه فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) صحيح
وفي الحديث الصحيح أيضا (عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله ألا تستعملني ؟
قال فضرب بيده على منكبي ثم قال يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة
إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها .)
ومن الناس من يظن السعادة في السفر واللهو إلى بلاد الغرب وغيرها
فأقول أحبتي لنسال أولئك الذين سافروا ولهوا وضيعوا أوقاتهم
بحثا عن السعادة المرجوة ...((أوجدوها )) لا والله لم يجدوها ولن يجدوها إلا في اثنتين
أولا (((( الايمان))))
فالإنسان أحبتي الذي يؤمن بالله تعالى وحده لا شريك له إيمانا كاملا صافيا من جميع الشوائب ،
يكون مطمئن القلب هادئ النفس ولا يكون قلقا متبرما من الحياة بل يكون راضيا بما قدر الله له شاكرا للخير صابرا على البلاء
(( الذين أمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ))
وصدق من قال إنه لتمر على القلب أوقات يرقص فيها طربا وليس في الدنيا نعيم يشبه نعيم الآخرة إلا نعيم الإيمان
ثانيا ((((العمل الصالح ))))
أحبتي في الله كم نجد من الراحة عند الوقوف بين يدي الله لأداء صلاتنا بخشوع وطمأنية
ألم يقل حبيبنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم (أرحنا بالصلاة يا بلال )
كم من الانشراح نجده في صدرورنا عند اكثارنا من ذكر الله ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب )
وكم من الفرح والسرور نجدوه في قلوبنا عند قيامنا لطاعة الله ((من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة))
أسأل الله تعالى أن يحيينا حياة السعداء
اخواني واخواتي في الله السعادة سعادتين
سعادة دنيوية مؤقتة بعمر قصير محدود من طلبها مجردة لوحدها فسيغمس غمسة واحدة في نار جهنم ينسى كل نعيم
كما في الحديث الذي رواه مسلم ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى يوم القيامة بأنعم أهل الدنيا من الكفار فيقال اغمسوه
في النار غمسة فيغمس فيها ثم يقال له أي فلان هل أصابك نعيم قط فيقول لا ما أصابني نعيم قط
ويؤتى بأشد المؤمنين ضرا وبلاء فيقال اغمسوه غمسة في الجنة فيغمس فيها غمسة
فيقال له أي فلان هل أصابك ضر قط أو بلاء فيقول ما أصابني قط ضر)
أما السعادة الثانية فهى سعادة أخروية دائمة خالدة لاانقطاع لها وهذه هى المطلوبة فلو حصل للإنسان في حياته ما حصل
من التعاسة والشقاء فسينسى وتزول كل الألام والتعاسة والشقاء بغمسة واحدة في الجنة
وقال تعالى : (( للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين))
اللهم اجعلنا واياكم من أهل الفردوس الأعلى من الجنة
فاعلموا أحبتي أن سعادة الدنيا مقرونة بسعادة الأخرة فلنسعى إليها ولنطلبها ...
وأختم كلماتي أيها الأحباب بقصة لأغنى امرأة في العالم ذكرها الشيخ الجليل محمد حسان حفظه الله
في شريط له ...
الفتاة كرستينا لما توفي أو هلك أبوها ورثت هذه الفتاة مع زوجة أبيها المليارات .. الأساطيل ... الشركات ...
تزوجت من رجل امريكي فعاشت معه فترة ثم طلقها أو طلقته
ثم تزوجت برجل يوناني عاشت معه فترة قصيرة ثم طلقها او طلقته
ثم تزوجت برجل روسي شيوعي فتعجب الصحفيون في حفل زواجها
وقالوا كيف تلتقي قمة الرأسمالية بالشيوعية فقالت بصدق ووضوح
((( أبحث عن السعادة )))
عاشت معه فترة أيضا ثم طلقها أو طلقته ثم تزوجت للمرة الرابعة برجل فرنسي
فتقدمت صحفية لتقول لها ...
هل أنت أغنى امرأة .. فقالت نعم أنا أغنى أمرأة لكني أشقى امرأة
ثم وجدوها جثة هامدة في احدى الشاليهات في دولة الأرجنتين
فيا أخي المسلم ويا أختي المسلمة السعادة كل السعادة في دين الله وطاعة الله ورسوله
قال تعالى (َمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً )
فالحمد لله الذي هدانا للإسلام وانعم علينا من نعمه التي لا تعد ولا تحصى
اللهم بشرنا بالجنان ...واجعلنا من الذين سعدوا في الدنيا والأخرة
اللهم أمين
والحمد لله رب العالمين وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينه محمد وعلى أله وصحبه أجمعين
منقووووووووول