الزهرة و الفلاح
وذات زهرة ٍمغرورةٍ عنيـــدة
أطلت ذات صبحٍ ؛ إذ هزتها النسمات
فتمـايلـت في زهوٍ سعـيـدة
صدحت بكلماتٍ تزهو بخيلائها ؛
وغنت.. وكانت بالأمس وليدة
قالت إني ذات حسنٍ ؛ إذ أُعطر الغابات
والجنائن ..وإن لي عطـرا فريـدا
إن الطيور لتشدو بحسني
والفراشات تنشد رحيق عطري
وأهب النحل الشهـدا اللذيذا
وإن كان فيماحولي جمالٌ
فإن نظارتي لتفوق أصنافا عديدة
قالت إن حسني لا يضاهى
وإنــي بحسنــي أتباهــى
فهذه الأنظــار تعـشـقنـي
و تغرد البلابل لروعتي تغريدا
ليس بي عيبٌ إلا قصر عمر ٌ
وإني لأرجو طول العمر المديدا
وإذ أتى الفلاح قال إني أرى في تلك الزهرةِ
روعةً .. إني أراها إلى النفس حبيبة
إني أرى أن أقدمهـا هديـةً لامـي
إن هذا لهـو الـرأي السديـدا
فأقترب منهـا.. فأرتجفـت
إذ مد منجـلـه الحـديـدا
وفي أقل من لحظةٍ ضمها إليه
وهي تبكي في صمتٍ كئيبة
كتمت أنينها فقد تقطعت أغصانها
وفي جوفها... إشتعل اللهيبا
وفي همس وحيرةٍ تسائلت صويحباتها
ما جدوى الحسنِ إذ سقطت على إثر
الحسن وغرورها ... قتيلةً شهيدة
منقول