أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، وفي حال رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
عمري 20 سنة وابن أكابر ومن عائلة غنية وشكلي وسيم كما يقول جميع الأصدقاء.. ساقط في الثانوية العامة للمرة الثانية.. لم أجد حلاً لهذا السقوط المتكرر سوى الهرب من وجه الأهل والأقارب ومن كلمة يا "ساقط" طفشت من البيت وأنا مصمم على عدم العودة. فكرت أن ألتحق بأي عمل وأعتمد على نفسي وأكسب قوتي وأدخل امتحان هذا العام وأذاكر وأجتهد ولا أعود للبيت إلا ناجحاً. كان الشيء الوحيد الذي أجيده هو قيادة السيارات.
وعن طريق صديق لي عملت سائقاً لدى عائلة مكونة من رجل يكاد يكون "أهبل" ويمكن "بيستهبل" وكان من الإقطاعيين وسنه 55 سنة وزوجة شابة عمرها حوالي 35 سنة. كنت على استعداد أن أقبل أي عمل بأي مرتب وحتى بدون مرتب مقابل المأكل والمسكن فقط، ولكنهم أكرموني وأعطوني 60 جنيهاً في الشهر، وغرفة صغيرة جميلة في حديقة الفيلا(هي في الواقع قصر) وأكثر من هذا كانت هناك خادمة تأتيني كل يوم بطعام جيد مرسل الي من الفيلا.
كنت في غاية السعادة في عمل جميل وعندي فرصة للمذاكرة وفي جيبي مبلغ اعتبرته ثروة ومصروف سخي يأتيني كل شهر. وكانت السيدة صاحبة ذلك القصر تطلب مني أن أخرج لها السيارة كل يوم لتعرفني بالأماكن التي يذهبون إليها فكنت أقود السيارة وتجلس هي خلفي وتظل طوال الطريق تسألني.. إنت ابن مين.. وليه سبت أهلك، وإيه نوع دراستك.. بإختصار عرفت عني كل شيء. كانت لا تتحدث معي إلا بالإنجليزية بعد أن عرفت أني أجيدها. إلى هنا وأنا أعامل كل من في المنزل سواء أصحابه أو الخدم بكل احترام وادب.
ثم بدأت ألاحظ أشياء غريبة، فالزوجة تستغل سفر زوجها (وهو دائم السفر) لتخترع أي مشاوير وتطلب السيارة وأنا بالطبع معها، أكثر من هذا كانت تطلب السيارة للخروج، وعندما أسألها على فين تقولي.. أنا عايزة أتفسح.. لف بالعربية كده قد ساعة ةارجع تاني. كان المفروض أن أشك في الموضوع ولكني كنت أقول إن بعض الظن إثم.. إلى أن كانت ليلة كنت جالسا في حديقة الفيلا ألاعب الكلب فخرجت هي من بلكونة غرفتها ونادتني فصعدت إليها.. إلتقيت بها في صالة الفيلا.. كانت تمسح عينيها وتقول إنها تعبانة ومش لاقية حد يجيب لها كباية المية تأخذ قرص الدوا (برغم أن المنزل مليء بالخادمات) فنزلت إلى الدور الأول وأحضرت لها كوب الماء وصعدت فلم أجدها في الصالة.. وسمعتها تناديني من غرفة داخلية وتدعوني للدخول. كانت نائمة على السرير في غرفة النوم بقميص نوم شفاف. وقفت مترددا على الباب.
شجعتني بإشارة من يدها. لاحظت أنها لا تلبس شيئا تحت القميص الشفاف. ومن هذه الليلة تطور علاقتنا زادت مرتبي عشرين جنيها وعرضت علي أن تحضر لي مدرسين لمعاونتي في دراستي، أصبحت تغازلني علنا مظهرة إعجابها بلون عيني وجمال شعري أمام زوجها الذي كنت أشك في رجولته، لأنه لم يكن يعبأ بكل هذا الذي تقوله زوجته.
كل هذا يا سيدي وأنا سارقاني السكينة زي المثل ما بيقول، إلى أن كانت ليلة فظيعة حاولت فيها أن أثور عليها وعلى العبودية والخضوع الذليل الذي وصلت إليه وقمت لأخرج من غرفتها فقامت هي وسدت الباب بجسمها وهددتني إذا حاولت الخروج أن تصرخ وتجمع حولنا الجيران والخدم وتدعي أني كنت أحاول أن أتهجم عليها في غرفة نومها في أثناء سفر زوجها.. عندئذ وفي تلك اللحظة فقط أفقت من سكرتي وعرفت أي ورطة وأي مصيبة وضعت نفسي فيها.
ولا تتصور يا سيدي كيف دارت بي الدنيا وكيف أصبحت خادما لها أسيرا لرغباتها على كره ونفور مني. وقد تقول لي وماذا يكرهك على البقاء في خدمتها.. لماذا لا تترك البيت وترحل، والاجابة أنها تهددني إذا تركت خدمتها أن تلفق لي تهمة سرقة (والمنزل به نقود سائلة تصل أحيانا الى عشرة آلاف جنيه عدا المجوهرات). أصبح فكري مشتتاً وأنقطعت عن المذاكرة.
أصبحت تسلط علي الخادمات وتهددني بأن تبلغ البك بأني اغازلهن وتلوح بأنها سوف تطلب البوليس، وسوف تطلب الكشف على الخادمة.. وسوف تزوجها في بالإكراه إذا اتضح بالكشف أني أفسدتها.. وهكذا أصبحت في دوامة التهديدات.. وأصبحت كالكلب المربوط بالسلاسل عند قدمي سيدته.. لا سبيل له الى فكاك. أفكر في الإنتحار أو قتلها لأتخلص من المأزق الذي وضعت نفسي فيه. كيف أنجو من هذا الفخ. لا تشتمني فأنا مش ناقص. حاول أن تدلني على طريقة أنقذ بها نفسي ومستقبلي.. ولك شكري..
*************
وكان رد الدكتور مصطفى محمود على هذا الخطاب كالآتي : _________________________________________
يبدو لي خطابك كأنه "حلم يقظة" من فبركة خيال تلميذ ساقط خيبان يحلم بأنه أصبح معشوق امرأة مليونيرة، وأنه أصبح يتمرغ في فلوسها وفي أحضانها على كره منه وعلى نفور واشمئزاز، وكالعادة يتصور أنه ضحية.. ضحية الست.. كما كان ضحية المدرسين الذين اضطهدوه وسقطوه.. وإنه ابن الأكابر المجني عليه.
والواقع أنه لا امرأة هناك ولا فلوس.. ولا عاشق ولا معشوق.. ولا خدم ولا حشم.. كل ما هناك هو الخيال المريض الذي يبني القصور والفيلات في الهواء.. ويصور لنفسه اللذات القريبة المنال وهو يرفضها وهي تطارده، وهو ينفر منها وهي تجري وراءه وتحاصره.. وهو في النهاية معذور مسكين غلبان يقارف هذه اللذات تحت التهديد. مسكين يعمل ايه.. مضطر لهذه اللذات المقرفة. لا أقول أن مثل هذه الحكايات لا تحدث. إنها يمكن أن تحدث..
وهي عادة تحدث بكثرة في الأفلام المصرية. وهي تحدث دائماً في خيال المراهقين الذين يعيشون في انطواء ووحدة وسوداوية تحت وطأة العادة السرية والعزلة والفشل والسقوط في حياة الواقع. وهي الغذاء الرئيسي لأحلام الفقراء. وفد تحدث في الواقع فتعتبر نادرة تروى.. ممكن..
ولكن إذا وقعت فحلها يكون سهلاً جداً لا يحتاج إلى كل هذه التشنجات.. فيمكنك أن تترك الخدمة التي لا تعجبك.. دون أي خوف، فلن تتقدم الست بأي شكوى من أي نوع.. فمثل هذه المرأة تكون جبانة جداً .. فهي سيدة مجتمع ولا يمكن أن تجلب لنفسها فضيحة للإحتفاظ بهلفوت مثلك ، وهي يمكن أن توظف غيرك في هذه الوظيفة المغرية ، ولو أعلنت عن طلب سائق لجاءها ألف، ولأمكن لها أن تنتقي ما تشاء أجمل وأرشق من سيادتك.. والمصابات بالشذوذ من أمثالها يعتمدون على خدمات الكلاب لا على السواقين اللى زيك. ولا أفهم كيف تكون ابن أكابر ومن عائلة غنية وتصف "غرفة السائق" في الفيلا على أنها قصر.. إن هذا خيال رجل فقير كحيان مش لاقي ياكل يبيت في غرفة خدم فيتصور أنها قصر لأن عمره ما شاف سرير.
ومثل هذه المرأة اللى في بيتها نقود سائلة أكثر من عشرة آلاف جنيه غير المجوهرات وعندها هذه العربة الفاخرة، وسنها 35 سنة، مثل هذه المرأة تكون مشتركة في عدة نواد ولها أكثر من معجب وأكثر من صديق.. ولا يمكن أن تكون مقطوعة ومتفرغة لواحد ساقط بكالوريا زيك أمثاله بالمئات على نواصي عماد الدين.. وكلهم بشعر مسبسب وعيون عسلي.. وما أكثر وأرخص هذه البضاعة وما أوفرها في مجتمعنا، والعشرة بصاغ يا لمون.. والمسألة مش محتاجة لكل هذا الحصار ووجع القلب. يا صديقي.. إنت بتحلم.
والحل بسيط جداً.. أن تفوق إلى نفسك وتبطل سرح وتفتح كتاب الإنجليزي وتقرا لك كلمتين ينفعوك بدل ما تحلم إنك بتكلم صاحبتك يالإنجليزي بطلاقة (أمال سقطت ازاي وأنت بتتكلم زي شكسبير، يا أخي فلقتني).