أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، وفي حال رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
"سبحان الله؛ كيف كان وكيف صار ! " .. "ما في جديد؛ مكانك سِرّ !" .. ومثلها الكثير من التعبيرات.
هي كلمات نسمعها من حين إلى حين .. منها ما يأتي في سياق المدح: وهو التحول من حال سيء إلى حال أفضل؛ وقد تأتي بمعنى مُعاكس: وهو التحول من حال طيب إلى حال سيء -والعياذ بالله-, ومنها ما لا يأتي إلا للمدح فقط أو للذم فقط.
ومثل هذه التعبيرات قد نسمعها من المحيط الخارجي (كالأحبة المقربين أو غيرهم), ولربما تكون صوت من الداخل يتحدث ولا يسمعه إلّا المُتحدث, وهو الصوت الأصدق بلا شك, وهذا هو الصوت الذي يستحق الإنصات وعدم التجاهل أكثر من غيره؛ بل يستحق التفعيل وعدم التعطيل.
لو تسألنا ما الفرق بين مَن تغير حاله إلى الأفضل وبين مَن تغير حاله إلى الأسواء أو مَن بقي على حاله بلا تقدم أو تأخر ؟ .. -في نظري- أجد الجواب حاضراً واضحاً وهو أن الأول بعكس الثاني والثالث لم يبخل على نفسهُ بمساحة للتفكير أو سميها إن شئت: مساحة مراجعة أو محاسبة .. أو غير ذلك مما يدل على النظر في حال النفس وما هي عليه وما ستؤول إليه.
لهذه المساحة أهمية كبيرة في حياة كل فرد وتأثير مؤكد على كل مُجتمع؛ فلو أن كل فرد أعطى نفسه المساحة الكافية ليتفكر في حال نفسه, ومن ثم همّ بتقويمها وتصويبها؛ لكانت المُحصلة مُجتمع متطور مُنجز يتقدم ولا يتأخر. وهذه المساحة ليست مره في العُمر وكفى؛ بل هي مساحة دورية نحن بحاجة لها من وقت إلى آخر حالها كحال الصيانة الدورية لأي مركبة أو جهاز.
ولا يخفى على مَن أتاه الله عقل حصيف أن في هذه الحياة من الجوانب ما يحتاج لهذه المساحة بشكل يومي مثل النظر في حال القلب وما هو معلق به والغاية العظمى التي تعلو فيه, والنظر في حال العبادات اليومية كالصلاة, والنظر في حال الأخلاق, وقِسّ على ذلك .. وهناك ما يحتاج لهذه المساحة بشكل شهري أو سنوي أو أكثر أو أقل والأمثلة على ذلك كثير منها: الهمة والاهتمامات, الأهداف والطموحات, البرامج والممارسات بأنواعها ( صحية, ثقافية, اجتماعية).
ولك أن تتخيل لو أن فرد ما أعطى هذه المساحة حقها في حياته, ماذا سينتهي إليه ؟ .. بإذن الله ومشيئته وتوفيقه: سيجد من الهمة ما لا ترضى بأي قمة, وسيجد من الثبات على المبادئ والطاعات والتوجهات ما لا تُأثر عليه العثرات, وسيجد من التطور والابداع والتقدم في الحياة ما لا يقف عند أي حد أو عند أي إنجاز.
ولا تنسى قبل هذا وبعد: كُن مؤمن القلب مُخلصاً فقيراً لله؛ عندها ستجد البركة والتوفيق والسداد فوق كل أرض وتحت كل سماء.
ومضة: هل تريد أن تعلم (الآن) إذا ما كُنت في تقدم أو تأخر في حياتك ؟؟ .. الجواب: فقط عليك أن تنصت ولا تتجاهل لذلك الصوت الصادق الذي يأتي من الداخل, وتصنع لنفسك تلك المساحة؛ عندها ستجد الجواب !