الكريمات المضادة للتجاعيد.. كيف نختار الأفضل؟!
تسعى كل فتاة للحصول على بشرة شابة وجميلة والحفاظ عليها من خلال منتجات العناية بالبشرة المنتشرة في الأسواق والتي صنعت بمقاييس خاصة لمقاومة التجاعيد حسبما تدعيه الشركات المنتجة لها. في الحقيقة تختلف هذه المنتجات في مدى فعاليتها تبعاً لعدد من العوامل.
*تكتظ رفوف المتاجر والصيدليات بتشكيلة واسعة من الكريمات والمستحضرات، كما أن الإنترنت يعج بالإعلانات التجارية التي تجذب آلاف الناس. في ماذا تشترك هذه المنتجات؟ تدعي هذه المنتجات في مجملها بأن لها القدرة على منع التجاعيد أو الحدّ من الخطوط الدقيقة التي تتكون بفعل الزمن ومعالجة ما ظهر منها وتجديد خلايا الجلد للكشف عن بشرة نضرة ومتألقة. ولكن هل تنجح هذه المنتجات فعلاً في تحقيق ذلك؟ وماهي المعلومات التي يجب على المستهلك معرفتها قبل شراء منتج العناية بالبشرة؟
- هنالك عدد لا محدود من العلامات التجارية وكلها تنتج كريمات المقاومة للتجاعيد إلا أن نسبة الفعالية هو الموضوع الحساس. وبينما تتفق البحوث نظرياً على أن مكونات بعينها هي المسؤولة عن معالجة التجاعيد وتحسين مظهرها إلا أن دراسات علمية بحتة لم تجر بهذا الخصوص.
*فهل يعني هذا أن يتجنب المستهلك تماماً الكريمات المقاومة للتجاعيد؟
-ليس بالضرورة. بطبيعة الحال، إذاكنت تبحثين عن وسيلة سريعة في ليلة وضحاها أو معجزة خارقة في عبوة أو زجاجة فإنك على الأرجح ستصابين بخيبة أمل. ولكن إذا كنت تسعين لتحسين مظهر البشرة من خلال الانتظام في استخدام المنتج والالتزام به لفترة طويلة من الزمن فإن بعض المنتجات ستفي بالغرض. إنها مسألة وقت مع ضرورة العلم مسبقاً بالهدف الذي تطمحين إليه من استخدامك للمنتج.
*ماهي المكونات الداخلة في الكريمات المضادة للتجاعيد؟
- نظراً لكثرة المنتجات الخاصة بمعالجة التجاعيد في الأسواق وتنوعها فإن من الصعب معرفة المكونات النشطة الأكثر فعالية في المنتج.
بعض المكونات الشائعة في تركيب المنتجات المضادة للتجاعيد:
الريتينول، هوفيتامينA المركب، وهو أول مادة مضادة للأكسدة تستخدم في الكريمات المضادة للتجاعيد المتوفرة في الصيدليات دون الحاجة لوصفة طبية. ويعمل عن طريق تحييد الجذور الحرة (جزيئات الأكسجين غير المستقرة التي تفتت خلايا الجلد مسببة التجاعيد)، مما يشكل بديلاً أقل قوة من المادة المعروفة باسم تريتينوينtretinoin. ويجب تجنب المنتجات القائمة على الريتينول خلال فترة الحمل، حيث ثبت زيادة احتمالات العيوب الخلقية.
أحماض الهيدروكسيHydroxy Acids، مثل ألفاوبيتا وأحماض هيدروكسيبولي، وهي أنماط اصطناعية من الأحماض المشتقة من الفواكه التي تحتوي على السكر. كما أنها معروفة بكونها فعالة في تقشير الجلد، وتحفيز خلايا البشرة لتنمو مما يجعلها ناعمة ومتجددة. ومن المهم توفير الوقاية اللازمة من أشعة الشمس لأن الجلد يصبح أكثر حساسية أثناء استخدام منتجات أحماض الهيدروكسي.
أنزيمQ10 يساعد على تنظيم إنتاج الطاقة في الخلايا. ويمكن استخدامه للحد من التجاعيد حول العينين أو لحماية البشرة من أضرار أشعة الشمس، ومنع تكوّن المزيد من التجاعيد.
ببتيدات النحاس والمواد القائمة على النحاس. النحاس هو عنصر موجود في كل خلية، وعند ما يقترن بجزيئات البروتين الصغيرة ينتج ما يعرف بالببتيدات. وهي تسرع من عملية الالتئام وتحفز من انتاج الكولاجين، ويمكنها أيضا أن تعزز فعالية مضادات الأكسدة القوية.
الكينتينKinetin هو عامل معروف في نمو النباتات، ويشاع عن قدرته في تحسين التجاعيد والتصبغات الجلدية. ويعتقد الباحثون أن الكينتين يساعد الجلد في الاحتفاظ بالرطوبة ويحفز إنتاج الكولاجين رغم أن كيفية عملها لا تزال غير واضحة. وقد يكون الكينتين أيضاً من مضادات الأكسدة القوية.
مستخلصات الشاي، وتشتهر بخصائصها المضادة للالتهابات. وبينما يستخدم الشاي الأخضر على نطاق واسع في المنتجات المقاومة للتجاعيد، إلا أن الشاي الأسود والصيني الاسود يحتويان أيضاً على مركبات ذات خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات.
* كيف يمكن الحكم على سلامة وفعالية المنتجات المضادة للتجاعيد؟
-نظراً لكونها من مستحضرات التجميل فإنها لا تخضع لاختبارات السلامة بدقة كما هو الحال مع العقاقير الطبية قبل الموافقة على إدخالها في الأسواق. وهكذا لا توجد أبحاث معتمدة رسميا لتحديد مدى فعالية هذه المنتجات مما يجعل من المتعذر إعطاء أي ضمانات حول صناعة المنتجات المقاومة للتجاعيد والمتاح شراؤها دون وصفة طبية.
النقاط المهمة عند اختيار الكريم المضاد للتجاعيد:
تحتوي المنتجات المتاحة دون وصفة طبية على جرعة أقل. وحيث إنها لا تستوجب وصفة طبية فإن المكونات النشطة في المنتج تكون ذات تركيزات منخفضة وهذا يعني أن نتائجها في كثير من الأحيان محدودة وقصيرة الأمد.
وتفتقر هذه الصناعة لكثير من الدراسات. وفي حين أجريت العديد من البحوث حول المكونات التي يعتقد بفعاليتها في مقاومة التجاعيد، لم تخضع المنتجات التي تصرف دون وصفة طبية إلى دراسات مماثلة وبالتالي لم تحدد فعاليتها بصورة علمية.
العلاقة بين سعر المنتج ونسبة فعاليته: أن يكون أحد المنتجات غالي الثمن لا يعني بالضرورة أنه الأكثر فعالية. ففي صناعة منتجات العناية بالبشرة ومستحضرات التجميل لا توجد علاقة حقيقية بين سعر المنتج ومدى فعاليته بأي شكل من الأشكال.
دقة الالتزام مقابل النتائج الضعيفة. تتطلب معظم منتجات البشرة لمقاومة التجاعيد الانتظام على استخدامها بصورة مستمرة عدة مرات في اليوم ولعدة أشهر قبل الحصول على نتائج ملموسة.
وجود أثار جانبية محتملة ومن أكثرها شيوعاً تهيج الجلد، والطفح الجلدي، والاحساس باللسع أو الحرقان، أوالاحمرار. وينصح بالاطلاع على التعليمات المرفقة مع المنتج واتباعها لتقليل فرص الإصابة بالمضاعفات والآثار الجانبية.
*ما الذي يتوجب علي فعله للتجاعيد الظاهرة على البشرة؟
- إذا كنت تفضلين استخدام الكريمات المضادة للتجاعيد دون وصفة طبية فلابد من الاهتمام بعدد مرات الاستخدام، ونوع وكمية المادة الفعالة، والنتائج المرجوة من استخدام المنتج. ولكن حتى مع اتباع الارشادات بدقة لا توجد ضمانات أكيدة بأن المنتج سيكفل تحسين بشرتك ويقضي على التجاعيد والخطوط الدقيقه.
ومع ذلك لايزال الأمل قائماً! حيث توجد طرق أخرى لتحسين البشرة والحفاظ على صحتها وشبابها. إليك بعض النصائح للحد من تجاعيد الجلد:
1. حماية البشرة من أشعة الشمس
وهي واحدة من أبسط الأشياء التي يمكنك القيام بها للتقليل من الآثار الطبيعية للشيخوخة، ولكنها الأهم. ويمثل التعرض للشمس أحدالأسباب الرئيسية لمشاكل الجلد والشيخوخة المبكرة. في الواقع ترجع معظم التغيرات غير المرغوب فيها المرتبطة بالشيخوخة إلى التعرض المستمر على مدى العمر للأشعة فوق البنفسجية الضارة، ومن تلك التغيرات ظهور التجاعيد، بقع العمر الداكنه، النمش، وجفاف الجلد وخشونته. ولكن تأثير أشعة الشمس الضارة لا يتوقف عند الناحية الجمالية للبشرة بل تسبب مضاعفات صحية أكثر خطورة مثل الإصابة بالسرطانات الجلدية.
ولتفادي الأشعة فوق البنفسجية الضارة ينصح الأطباء بحماية الجلد عن طريق استخدام واقي الشمس واتخاذه كجزء من نظام العناية اليومية بالوجه. بالإضافة إلى الحدّ من التعرض لأشعة الشمس خلال ساعات الذروة من الساعة العاشرة صباحاً وحتى الرابعة مساء. ومن الأفضل تغطية أجزاء الجسم مباشرة بالملابس والقبعات مع المحاولة على البقاء في الظل قدر الإمكان، واحرصي على استخدام كريم الوقاية من الشمس قبل التعرض لأشعة الشمس وتكرار استخدامه بانتظام.
وقد زودت العديد من مستحضرات التجميل بعامل حماية من الشمس بنسبة 15 أو 30 مما يعزز الوقاية من الأشعة فوق البنفسجية وهكذا ينصح باختيار مثل هذه المنتجات.
2. ترطيب البشرة
يساعد المرطب بعد غسل الوجه بماء دافئ أو بعد الاستحمام في استعادة الرطوبة الطبيعية للجلد، والحفاظ على بشرة صحية متألقة. هنالك عدد كبير من منتجات الترطيب في الأسواق، حاولي العثور على النوع المناسب لبشرتك، وتحري الانواع الخالية من الزيوت خاصة في منتجات العناية بالوجه وذلك لتجنب الظهور ببشرة دهنية أو الإصابة بالبثور.
3. عدم التدخين
يساعد التدخين على ظهور علامات الشيخوخة في وقت مبكر. ويؤدي استنشاق الدخان إلى التقليل من تدفق الدم، مما يحرم الجلد من الأوكسجين والمواد المغذية المهمة مثل فيتامينA الضروري لصحة الجلد. في الواقع، حتى التعرض اللا إرادي للدخان يساهم في تكون التجاعيد على البشرة ويفقدها المرونة ويقلل من قوتها ويتسبب في تكون التصبغات الجلدية. ومن المؤسف أنه لا سبيل للتعويض عن مرونة الجلد إذا فقدت أو استعادة انتاج الكولاجين إذا تعطل.
إذا كنت ترغبين في اتباع نظام شامل للعناية بالبشرة فمن الأفضل زيارة طبيب الجلدية. حيث يضع طبيبك أثناء الاستشارة خطة علاجية تقوم أولاً على تحديد نوع بشرتك وتقييم حالتها وبذل التوصيات حول المنتجات المناسبة لك. كما أنه الشخص القادر على تزويدك بمعلومات وافية عن الخيارات الطبية للحد من ظهور الخطوط الدقيقة والتجاعيد، مثل الكريمات العلاجية التي تصرف بوصفة طبية، وحقن البوتوكس، وتقشير البشرة وغيرها من الإجراءات التي تعمل على تجدد الخلايا وتحسين سطح البشرة.