لو فحصنا ما جاءت به الأديان السماوية من تشريعات وكتب سماوية لوجدنا الإسلام أنقى هذه الأديان جميعاً وأكملها في كل المجالات التى جاءت بها الأديان :
1 - فهو أنقى الأديان في العقيدة لأنه أتى بالتوحيد الخالص لله عز وجل ، فنزهه سبحانه عن صفات البشرية ، وعن الحلول في الإنسان أو الإتحاد بمخلوق ، أو العجز عن التصرف ، ووصفه بأكمل الأوصاف التى تليق بذاته الإلهية من تنزيه وعلو وقدرة وعظمة وغيرها
2 - وصف الإسلام الأنبياء جميعاً بأنهم مصطفون وأخيار ويتميزون بفرط الذكاء والفطانة والفصاحة والبلاغة والأمانة والبديهة ومع ذلك لم يخرجهم عن البشرية فغاية رفعتهم تظهر في قول الله تعالى {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ} الكهف110
3 - الإسلام هو الدين الوحيد من بين الأديان السماوية الذي أنزل تشريعاً محكماً متوازناً بين التشريعات التي تقنن العمل للدنيا والأعمال الصالحة التى تؤهل للسعادة في الدار الآخرة ، فالمسلم إنسان وسطي يعمل لدنياه ويعمرها ليبنيها كأنه يعيش أبداً ، ويجهز لأخراه بأعمال البر والخير والصالحات كأنه يموت غداً
4 - لم يأمر الإسلام أتباعه بالرهبانية وترك العمل للدنيا ولا بالإنهماك بالكلية بالدنيا ونسيان الموت والحياة الأخروية ، وإنما دعا إلى الوسطية والتوسط في كل الأعمال الدنيوية والأخروية {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً} البقرة143
5 - الكتاب الإلهي الذي نزل للمسلمين وهو القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذي حفظ من التغيير والتبديل والتحريف {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} الحجر9
بينما كتب الأديان السماوية الأخرى غيَّر فيها أهلوها وحرفوها وبدلوها حتى أن الأناجيل المعتمدة الآن من الكنيسة وهي أربعة أناجيل تم اختيارها من بين أربعمائة إنجيل كل واحد منها يغاير الآخر
6 - جعل الإسلام علاقة المسلم بربه مباشرة لا تحتاج إلى واسطة كأحبار أو رهبان أو كهان بين العبد وربه وأيضا يستطيع الإنسان المسلم أن يعبد ربه وأن يتقرب إليه في أي زمان ومكان قال صلى الله عليه وسلم {جُعِلَتْ لِىَ الأَرْضُ مَسْجِداً وَطَهُورًا}[1]
ولا تقتصر الطاعات والعبادات كالأديان الأخرى على الصوامع والمعابد والأديرة والكنائس
7 - إذا أخطأ المسلم أو أذنب وأراد أن يتوب فإنه يرجع إلى ربه مباشرة ولا يحتاج إلى بشر تتوقف توبته على رغبته في قبولها أو رده
8 - الإسلام هو التشريع الوحيد الذي جاء بما يحتاج إليه الإنسان في كل أمور حياته الدنيوية من الأحوال الشخصية إلى الميراث .. إلى المعاملات .. إلى الحكم والسياسة الدولية .. إلى أدق مظاهر الحياة نجد فيها ولها تفصيلاً لكل القوانين اللازمة لاحتياجاتها
لكل ذلك وغيره نجد الإسلام أشمل في مبادئه وأعم في تشريعاته وأكمل في عباداته من كل الأديان الأخرى فلذلك اخترناه على ما سواه من الأديان
{1} رواه الإمام أحمد والبيهقي وابن ماجة عن أبي هريرة