الضحك من نعم الله التي تترى على عباده ... نعمة لاغنى عنها ...ولكنها مقننة.... فكرثته تميت القلب ..... وكبته يُوغل في انكساره.... ولهذا شمله مبدأ الوسطية .. فلاافراط ولاتفريط ..... هذا في زمن الرخاء .. وصفاء الخاطر .. وبعده عن المكدرات ...
ولكن ماذا بعد عند نزول النكبات ... وحدوث الملمات ... وقدر الله بالمدلهمات .... هل يسمح الانسان لنفسه بالضحك ... المقنن منه أو المفرط ؟؟؟ أم يبقى أسير الأحزان ....وكدر الخاطر ... وألم التنهيدات التي تطلقها بين الفينة والأخرى ... حنجرة تحجرج بها .. وقد أضناها ... فراق حبيب ... أو ضياع أمل ... أو حرقة ندم ... أو هم مستقبل مجهول .... أو قهر رجال .... أو كيد نساء ... أو غلبة دين ... أو أرذل عمر ... أو مشاهدة دمعة يتيم أضنته متربة ... أو يد مسكين مُدت للغير ، دفعته لذك مسغبة ...أو ترنح أب مكلوم .. وأم ثكلى ......الخ
وبين هذا وذاك ... هل حق للإنسان ، أن يحزن في زمن السعادة ... و صفاء الخاطر ... وفرط الرخاء ... ودوام العافية ...... نعم .. قد يكون ذلك .. لمن يحمل بين جنبيه .. نفس تستشعر ألم معاناة الآخرين ... فتحزن ساعة فرحها .. وتشعر مع ذلك بالسعادة .... كونها نظرت إلى من هو دونها ... لامن هو فوقها...هي نفس تمتزج ملامحها بابتسامة .. تنم عن شكر نعمة مُسداة .... وفي ذات الوقت تتقمص معاناة نفس أخرى ... تعيش على هامش أفراح الآخرين .... كونها كُلمت بفقد عزيز لها ... ولكنها تحاول أن تصطنع الابتسامة ... تجملاً ؟؟؟ رغم جراحها العميقة التي ... قــــــــد ... يتراقص عليها الغير ....بيد أنها تحفي وراء ستار شفاف ... انكسار نفس جار عليها خطب الحياة ... وتناثر عليها كدر الزمن ... وعلاها غبار مداولة الأيام ....
هي نفس تتأرجح بين ضحك تجمل ... وحزن مستدام ... تتحلى معه بصبر .... يحتمل على ظهره حمل .... هو أشبه بجبــــــــال تهامة ... بصخورها الصماء... ووهادها السحيقة ... احتساباً لما عند الله ... بكل ماتحمله آيات الصبر من معنى .... ويسليها قول شعرنا العربي :
عسى الكرب الذي أمسيت فيه ........ يكون وراءه فرج قريب