السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ::
تهتم الأسرة بتقديم التغذية البدنية للأبناء وهو أمر ضرورى
ولكن التغذية العاطفية للطفل لا تقل أهمية بالنسبة له بل إن
الإخفاق والإهمال فيها قد تؤدى إلى أثار وخيمة على صحته
النفسية والجسمانية.
والشحن العاطفى للطفل أكثر أهمية من الغذاء نفسه فالحضن
الدافئ أرخص دواء لعلاج قلق الأطفال، بينما الكبت العاطفى
يفاقم ربو الأطفال.
والتنشئة السوية تستلزم أن يعيش الطفل فى جو أسرى سليم
بوجود الأب والأم فى بيئة مشبعة بالحب والعطف والأمان، كما أن
علاقة الطفل بأسرته لها تأثير كبير على التطور النمائى للطفل.
واتزان المثلث الأسرى المتكون من الأب والأم والطفل مهم للصحة
النفسية لأفرادها واختلال هذا الاتزان يولد غالباً اضطرابات نفسية للأطفال!
وفقدان أحد الوالدين أو كليهما يترك أثاراً سلبية كبيرة على الصحة
النفسية للأطفال وعدم تمتع الطفل اليتيم بجو أسرى متوازن
والطفل يتيم الأب فقط أو الأم فقط تقديره لذاته أفضل من يتيم
الوالدين معاً، ويعانى الطفل اليتيم غالباً من الجوع العاطفى بسبب
عدم إشباع حاجته للحب.
والجوع العاطفى يشوه نمو الطفل اليتيم النفسى، فهو يقارن حالته
بأقرانه خاصة فى المدرسة وينتابه الشعور بأنه مغضوب عليه
بدليل فقدان أمه أو أبيه أو كليهما! مما يقلل من ثقته بنفسه و شعوره بالعجز.
وعن البديل لإشباع الطفل اليتيم من العاطفة يجب أن يتمتع
الطفل اليتيم بحقوقه خاصة وهى الحق فى الحياة منذ الولادة
والحق فى الرعاية البديلة الملائمة، فالطفل اليتيم أكثر عرضة
لمخاطر انتهاكات الحماية خاصة غياب رعاية بديلة ولا تستطيع
أى مؤسسة إجتماعية أن تحل محل الأسرة.
لذا ينبغى توفير جو أسرى للأطفال الأيتام، حيث إن اليتامى الذين
يعيشون فى دور الأيتام تكثر لديهم غياب السعادة والسلوكيات
العدوانية خاصة لدى المراهقين والقلق والتوتر والشعور بالظلم
وانخفاض الروح المعنوية والإضطرابات السلوكية والوجدانية
وانخفاض التحصيل الدراسى، وهو يحتاج إلى الحق فى الحماية
من العنف والحق فى التنشئة الصحية السليمة.
:: تحيآتي ::