ولكن متى ستكون مع الله؟
د. عبدالسميع الأنيس
أيها اﻹنسان، حقِّقْ من نفسك الاستجابةَ قبل أن تتهم ربَّك تعالى بعدم الإجابة؛ فإن الله تعالى يقول : ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾ [البقرة: 186]، ولكن أكمل الآية : ﴿ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186].
من أسماء الله تعالى : المجيب، فهل أنت تحقَّقْتَ بوصف المستجيب؟!
المؤمن
العاقل هو الذي يوجه الاتهام إلى نفسه، ويطهِّر قلبه ولسانه من اتهام
ربه سبحانه!
ما أجمل أن تُخضِعَ مرادَك لمرادات الله تعالى! فأنت تعلم أن من أسماء الله تعالى الحكيم، والحكيم الرحيم يختار لك في العطاء، وفي إجابة الدعاء ما هو في صالحك من حيث الزمان، ومن حيث المكان؛ فطِبْ نفسًا، ونَمْ قريرَ العين مرتاح الضمير! ما أجمل أن ننزِّه الحق سبحانه عن النسيان، وعن الظلم والغفلة والإهمال! نعم، إنه يمهل لعلَّك تعود إلى رحابه، وتقف على أبوابه، وتتنعَّمُ بلذيذ مناجاته وخطابه، ولكن لا يهمل! الحق سبحانه إذا أعطى أدهشَ، فلا حدودَ لعطائه، ولكنه إذا حاسب فتَّشَ! فكن من الحليم على حذرٍ؛ أليس قد قال تعالى : ﴿ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ﴾ [آل عمران: 28].
إن الله سبحانه معك؛ فهو القائل : ﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ﴾ [الحديد: 4]، ولكن متى ستكون أنت معه؟!
أليس قد قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم عنه : ((أنا مع عبدي ما ذكرني، وتحرَّكتْ بي شفتاه)).