أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، وفي حال رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
الحياة ليست حالة طوارئ دائمة كما يعتقد معظم الناس .. وعلى مدى سنوات عرفت العديد من المرضى الذين كان لديهم كل شئ الا انهم كانوا يهملون اسرهم واحلامهم في الحياة وذلك بسبب ميلهم للاعتقاد ان الحياة حالة طوارئ متواصلة وهم دائما يعللون سلوكهم العصبي باعتقادهم انهم اذا لم يعملوا ثمانين ساعة اسبوعيا فإنهم لن يوفوا بكل ما عليهم وكنت احيانا اذكرهم انهم عندما يفارقون الحياة فإن جعبتهم لن تكون خالية. احدى زبائني وهي ربة منزل وام لثلاثة اطفال قالت لي ذات مرة لا استطيع ابدا تنظيف المنزل بالطريقة التي اريدها قبل ان يخرجوا جميعا في الصباح وقد كانت محبطة جدا لانها لا تستطيع اتمام كل ما عليها حتى ان الطبيب المعالج وصف لها ادوية مضادة للقلق .. لقد كانت دائما تتصرف كما لو ان هناك احدا يصوب مسدسا الى رأسها ويطلب منها الانتهاء من غسيل جميع الاطباق وتطبيق كل الفوط وإلا فإنه سيقتلها .. والموقف هنا يقول انها حالة طارئة ولكن الحقيقه هي انه ليس هناك احد سواها خلق لها هذا الضغط الذي تعيش فيه. لم اقابل في حياتي شخصا لم يجعل من الامور البسيطة حالات طوارئ بما في ذلك انا نفسي اننا نأخذ اهدافنا بجدية زائدة عن اللزوم وننسى ان نمرح قليلا او نعطي انفسنا بعض الراحة .. اننا ننظر الى الاشياء البسيطة التي نحبها ونعتبرها شرطا لتحقيق سعادتنا الشخصية وإلا فإننا نلوم ونعاقب انفسنا اذا لم نستطع تحقيق الاهداف التي خلقناها بانفسنا .. ان اول خطوة لكي نصبح اشخاصا ننعم بالسلام الداخلي هي ان نعترف اننا في غالب الاحيان نحن الذين نخلق لأنفسنا حالات الطوارئ .. فإن الحياة سوف تسير بشكل طبيعي حتى ان لم تسر الامور حسب ماهو مخطط لها ويفيدنا كثيرا ان نُذّكر انفسنا دائما بهذه العبارة: ( الحياة ليست طوارئ متواصلة ). المصدر : لا تهتم بصغائر الأمور فكل الأمور صغائر المؤلف : د. ريتشارد كارلسون