القراءة .. وشباب الألفية الجديدة
القراءة احتلت ولا تزال تحتل حيزاً كبيراً بما تقدمه من خدمة معرفية هائلة لمرتاديها من الصعب جداً أن يجدوها في غيرها وأجمع الخبراء المختصون بنسبة 78% على أنها تكاد تكون المصدر الوحيد للثقافة. وعلى مر الأزمان عرفنا أن الشباب يوليها من الاهتمام درجة لا بأس بها لكنها أقل بكثير عن قارئي الفئات العمرية الأخرى،ومع هذه الحقبة التكنولوجية الهائلة والتي تتصدرها الانترنت ثمة ضعف ملحوظ على إقبال الشباب على القراءة بشكل أكبر إذ انهم يعتقدون أن هناك بدائل لها قد تتوافر على الشبكة. فتحت باب التحقيق بدايةً من عند المحور الأساس وهم الشباب : حيث أكد خالد الزرقان -طالب جامعي-على أن" القراءة لها نصيب وافر لدينا نحن معشر الشباب لكنه بالتأكيد أقل من غيرنا لأنها تلتهم الوقت، وإلا لماذا سمي الشباب شباباً إذا كان سيقضي وقته كله في القراءة !
أما حمد الشمري - طالب جامعي- فيقول بأنه يقرأ في جميع المجالات و لكن دون التعمق بالشكل المطلوب.
و يبتسم عبد الله العتيبي-طالب ثانوي قبل أن يدلي بقوله:
" بالتأكيد أنتم تقصدون بالقراءة القراءة الجانبية أي غير الإلزامية،ولذلك أحببت أن أوضح أنني لا أجد الوقت الكافي حتى أقرأ ما أنا ملزم به فهو الأولى فبأي وجه حق يطالبونني بالأقل أهمية؟"
قراءة رخيصة
يعتقد البعض أنه لا توجد فائدة من محاولة حث الشاب على المطالعة لأنه و إن قرأ فسيتجه إلى رخيص المواضيع و أتفهها وتساندهم في ذلك الإحصائية التي تنص على المواضيع التي يقرئها الشباب:كتب معرفية ضخمة: 16% .قصص
ضعيفة المضمون): 37%. صحف و مجلات
مواضيع ضعيفة): 35%.صحف و مجلات
مواضيع جـادة): 18 %.
وفي تفصيل أكبر وجدنا أن الاهتمام بالأدب و الفنون لدى الشباب أكبر من غيره فسألنا بعض الشباب حيال ذلك فأجاب سعيد الحارث:
" نهتم بالأدب والفنون بشكل أكبر لأنهما يتميزان بالجمال و بالخفة و السلاسة في القراءة حيث أن هناك العديد من المحفزات التي تدفع الشاب لقراءتهما"
وقد كان للآباء رأيهم الخاص حيال هذه الإشكالية فقال السيد صالح المسلم-أب لثلاثة أطفال-":
"الحظ في أبنائي عدم توجههم للقراءة كما كنت أود لهم،فأنا ولله الحمد أوفر لهم الكتب والصحف من جميع الأنواع و الأصناف لكن وكما قال المثل تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.
أما السيد سلطان التمامي - أب لأربعة أولاد فيؤكد أن أبنائه يقبلون على القراءة والمطالعة بشكل يومي حيث أن المرء على ما نشأ عليه" وأنا أنشأتهم على ذلك فباتت القراءة لديهم كنوع من أنواع الترفيه و الأنس".
فيما يرى السيد سامي الطيار-أب لأبن واحد- أن العتب لا يقع على الشاب وحده في عدم قراءته بل يقع أيضاً على الأسرة التي لا تحترم الكتاب ووسائل القراءة الأخرى وتعتبرها شيئاً جانبياً،وبالطبع سيكون الشاب قد نشأ والكتاب بعيد أشد البعد عنه.
مجتمع لا يقرأ!
تفاجأنا عندما أخبرنا أستاذ علم النفس و الاجتماع:عبد الله العنزي وبكل ثقة:
المجتمع بأكمله لا يقرأ القراءة الصحيحة منهم إلا ما نسبته 38% أما البقية فإما قراءته مجرد تصفح أو لأنه ملزم بالقراءة لامتحانٍ ما وما إلى ذلك من الأسباب، أما القراءة الصحيحة المركزة و التي يريد بها الشخص التثقيف و المعرفة المحضة فأصحابها وكما سبق و أسلفت لا يتجاوزون تلك النسبة من عدد سكان المجتمع والشباب قد لا يتجاوز نصيبهم من تلك الفئة القارئة 11%.
إذاً من الجدير بنا قبل أن نوجه و نرشد الشباب إلى أهمية القراءة لمواكبة هذا الزمن الذي يحتاج إلى ثقافة كبيرة علينا إرشاد بقية فئات المجتمع إلى ذلك والشاب وبكل تأكيد سيلحظ هذا الاهتمام من قبل غيره وتفوقهم عليه عندها سيعيد التفكير في مسألة القراءة.