أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، وفي حال رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
كان الملوك يحضرون مجلسهم العام بعد حضور الناس، لكي يقوم الناس بجماعتهم لتعظيمهمولا يقومون لأحد، وفي يوم كان مع الداخلين بهلول العاقل، وكان ملك زمانه والخليفةالظاهري هارون الرشيد .
ولما دخل هارون وقبل جلوسه على كرسيه، قام بهلول وجلسعلى كرسي الملك قبله، وبقي هارون واقف، فأخذ الحرس بهلول و بدؤوا يجلدونه ويضربوهويركلوه أمام الملك والناس .
فأخذ بهلول بالبكاء بالعويل والصياح العالي والصراخ،وبعد فترة من الضرب والجلد والركل، أمر هارون الرشيد بالكف عنه . وقال له هارون : هل أوجعك الضرب والجلد؟ .. قال بهلول : لا !!. فقال له هارون : إذن، لماذا هذاالبكاء والعويل والصياح والصراخ، إذا لم يوجعك الضرب؟ !.. قال بهلول : بكيت عليك،و أعولت على حالك، ولم أبكي على نفسي !.. فقال هارون : وكيف والضرب والجلد وقععليك، والبكاء والصراخ صدر منك؟ !.. فقال بهلول : أنا جلست على هذا الكرسي أقل مندقيقة، فنالني من الضرب من الجند والحرس ما قد رأيت، ولولا لم تأمرهم بالكف عني لماكفوا.. وأنت جالس على هذا الكرسي سنين، فكم ستحصل عليه من الضرب والجلد من جند اللهتعالى وملائكته وحرس جهنم ولا يكف عنك، فلذا شغلني حالك عن حالي وبكيت عليك . فيقال : استحسنه الحاضرون، وأعتبر كلام بهلول حكمة علمية وعملية، مع مافيه من موقف طريف ونادر وعجيب، ويدل على الذكاء والفطنة في الوعظ، ولكن بتصرف يحسب[b]أوله من الجنون والبساطة .