يُحكى أنّه كان هناك مجموعة من القنافذ تُعاني البرد الشديد، فاقتربت من بعضها وتلاصقت طمعاً في شيءٍ من الدفء لكنّ أشواكها المُدبَّبة آذتها، فابتعدت عن بعضها فأوجعها البردُ القارس. فاحتارت ما بين ألم الشّوك والتّلاصق، وعذاب البرد، ووجدوا في النّهاية أنّ الحلّ الأمثل هو التّقارب المدروس بحيث يتحقّق الدِّفءُ والأمان مع أقل قدرٍ من الألم ووخز الأشواك.
فاقتربت لكنّها لم تقترب الإقتراب المُؤلم وابتعدت لكنّها لم تبتعد الإبتعاد الذي يُحطِّم أمنَها وراحتها.
الحكمة:
لكي تدوم الصّداقة يجب أن نحافظ على مساحةٍ بيننا وبين من نحبّهم تماماً كالخطوط المتوازية لا تلتقي حتّى لا تتقاطع ولا يعود هناك فرصة للقاء، هكذا هي حقيقة الرّفقة الصّالحة خطوطٌ مُتوازية والتّوسُّطُ في كلّ الأمور مطلوب.