( بَوْحٌ مِنْ جُرْح )
عَيْنَاكِ سَيِّدَتِيْ كَالْبَرْقِ فِي السُّحُبِ
عَيْنَاكِ تَسْحِرُنِيْ فِي الشِّعْـرِ وَالْأَدَبِ
.
تُحْيِي فُـؤَادِيْ إِذَا عَـسَّـتْ لِتَنْـظُرَنِيْ
كَالْغَـيْـثِ إِنْ زَارَ بِـذْرَ الزَّرْعِ لَـمْ يَخِـبِ !
.
فَيَرْقُصُ الْوَجْدُ فِي الْأَعْمَاقِ مُنْشَرِحًا
وَتَتْـرُكُ الْقَـلْـبَ مَحْـزُونًـا بِـــلَا سَـبَـبِ
.
كَـأَنَّ مَـبْـسَـمَـهَا شَـمْـسٌ مُحَـجَّـبَـةٌ
تَصْحُـو إِذَا ضَحِـكَـتْ ،فَالنُّـورُ لَمْ يَغِبِ !
.
تَرَى زُهُورَاً، جَمِيلُ الْحُـسْـنِ مَنْبَـتُـهَا
تَفُــوحُ بِالْمِسْـكِ مِنْ أَجْفَانِهَا الرُّضُبِ
.
وَجَبْهَةٍ مِـثْـلِ طَـرْفِ السَّيْـفِ نَـاصِعَةٍ
كَـأَنَّـهَـا سُـرُجٌ كَالـنَّـجْـمِ وَالشُّــهُـبِ
.
هَـــلَّا أَتَـيْـتِ بِـنَـهْرٍ قَــدْ ظَمِـئْـتُ لَـهُ
يَـلُـوحُـهُ الرِّيـحُ بَيْـنَ الْعَـزْفِ وَالطَّـرَبِ
.
تَفَتَّحَ النَّرْجِـسُ الْـوَرْدِيُّ حِـيــنَ أَتَـتْ
عَـلَـيْـهِ أَطْــرَافُ كَـفَّـيْـهَا بِـــلَا تَـعَـبِ
.
فَـبَـاتَ مُـبْـتَسِمًا يَحْـدُو عَـلَى نَـغَـمٍ
عَـذْبٍ مَـزَامِيـرُهُ فِي الْحَـزْمِ وَالْلَعِـبِ
.
عَـلَـوْتَ يَـا قَـلْـبُ فِي الْآَمَــالِ مَرْتَبَةً
فَهَلْ تُسَاوَى حِبَـالُ الصِّدْقِ وَالْكَذِبِ ؟
.
كَلَّا، وَمُهْجَـةِ مَـنْ بَـاتَـتْ تُشَـاطِرُنِيْ
فِي الْحَرْفِ وَالشِّعْرِ وَالْأَقْلَامِ وَالْكُتُبِ
.
لَا تَسْتَـوِي النَّـارُ جَنْبَ الْمَـاءِ مَعْقَلَةً
وَلَا يُسَـاوَى حَـدِيـدُ الْأَرْضِ بِالذَّهَـبِ !
.
وَلَا يَخِيـبُ صَبُـورَ الْنَـفْـسِ مَـنْـطِـقُـهُ
وَلَا يُـقَـاسُ عَظِيـمُ الشِّعْـرِ بِالْلَـجَـبِ
.
أُقِـيـمُ بَـيْـنَ ظُـنُـونِ الْقَـلْـبِ أَرْقُـبُـهَـا
فِي حَضْرَةِ الدَّمْعِ بَيْنَ الْحُزْنِ وَالرَّهَبِ
................
أيوب
منقول