أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، وفي حال رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين. أيها الإخوة الكرام، ونحن نتحدث بفضل الله عز وجل عن أسماء الله الحسنى نتحدث عن أهم جزء من العقيدة الإسلامية، فلا بد من أن نعرف الله، لأن أصل الدين معرفته، الاسم اليوم هو اسم ( الكبير )، حاجتنا لهذا الاسم: نحن في أمسّ الحاجة إلى هذا الاسم، ضعف التوحيد: ذلك لأن ضعف التوحيد يوهم أن هناك أقوياء بيدهم أمر البشر، والله عز وجل يقول: ﴿حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ﴾ [ سورة يونس: 24] الشاهد: ﴿ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا ﴾ لا أمرهم، ولحكمة بالغة بَالغة كل حركة في الصلاة تحتاج إلى تكبير، تكبيرة الإحرام، والركوع، والسجود، والقعود، الله أكبر، معنى الله أكبر: كلما فكرت في عظمته فهو أعظم، إلى أين وصلت في فهمك عن عظمته فهو أعظم، لذلك أيها الإخوة الكرام، ضعف النفس البشرية: الآن ندخل في علم النفس الإسلامي، النفس البشرية لها خصائص من أبرز خصائصها: ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ ﴾ [ سورة المعارج ] ﴿ إِنَّ الإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً ﴾ ، وقد شرح الله معنى الهلوع بقوله: ﴿ إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الخَيْرُ مَنُوعاً ﴾ ، يخاف أن يذهب الخير من يده فيحرص عليه، فالإنسان جزوع، والإنسان ضعيف، والإنسان عجول، هذه تركيبة الإنسان، وهذه النقاط نقاط الضعف لصالحه، الله عز وجل قوي، والله عز وجل غني، والله عز وجل متكبر، والله عز وجل كبير، والله عز وجل جبار. ضعف النفس البشرية لصالح الإنسان: الآن أيها الإخوة الكرام، ضعف الإنسان يقتضي جهة قوية يحتمي بها، ضعف الإنسان وفقره يقتضيان جهة غنية يطمئن إليها، فضعف الإنسان وجهله وفقره هذه تقتضي أن يؤمن بإله كبير غني قوي. إذاً هذه النفس لا يرمّم ضعفها إلا إذا عرفت ربها، ومن دون أن تعرف الله عز وجل فهي خائرة القوى، من دون أن تعرف الله عز وجل هي جاهلة، فقيرة، ضعيفة. إن أصل تصميم الإنسان أنه ضعيف، والله قوي، فالضعيف يحتاج إلى قوي، إذاً أنت مجبول على صفات لا تسعد بها إلا إذا عرفت نقيضها، أنت ضعيف تحتاج إلى القوي، أنت فقير تحتاج إلى الغني، أنت لا تعلم تحتاج إلى من يعلم، وقف رجل بين يدي الحجاج، و الحجاج يريد أن يقتله، فقال له كلمة بليغة، قال له: أسألك بالذي أنت بين يديه أذل مني بين يديك، وهو على عقابك أقدر منك على عقابي. كلمات نرددها فقدت معناها: ويا أيها الإخوة الكرام، الكلمات الإسلامية التي نكثر تردادها، هذه الكلمات مع مضي الزمن، ومع ضعف الإيمان، ومع ضعف التوحيد فَقَدَتْ معناها. الله أكبر، كلمة نقولها في العيد، نقولها في كل صلاة، نقولها مع كل حركة في الصلاة، معنى الله أكبر: أي أن الله أكبر من كل كبير، الآن أليس في الأرض أقوياء هم كبراء ؟ أليس هناك شعوب تخافهم، وترتعد مفاصلك من تهديدهم ؟ إذا آمنا بالله الإيمان الحق فهو أكبر منهم، أليست هناك قوة شرقية عندها من القنابل ما يكفي لتدمير القارات الخمس خمس مرات ؟ كيف أن هذه القوة العملاقة الكبيرة التي كانت على طرف آخر كيف أنها تهاوت، وتداعت من دون حرب، من دون مقاومة، الله عز وجل كبير، فإذا آمنت أنه كبير فهو أكبر من كل كبير، ومهما تصورت أنه كبير فهو أكبر من تصورك. إبتعادنا عن معنى الله أكبر: الآن لو دخلنا في التفاصيل، أيّ إنسان يقول: الله أكبر، ويطيع مخلوقاً، ويعصي خالقاً ما قالها ولا مرة، ولو رددها بلسانه ألف مرة. المشكلة الآن كلمات نرددها لسنا بمستوى معناها إطلاقاً، إبتعادنا عن معنى الله أكبر في الصلاة: أنت في الصلاة تقول: الله أكبر أيْ أنّ شيء يشغلك في الصلاة الله أكبر منه، محلك، حساباتك، زوجتك، سفرك، مادامت الصلاة خواطر لا علاقة لها بالاتصال بالله فهناك مشكلة، لذلك تقول: الله أكبر يعني أن كل هم أهمني، وكل شغل شغلني، وكل موضوع أقلقني يجب أن تؤمن أن الله أكبر منه، وبيده حله. الذي يطيع مخلوقاً، ويعصي خالقاً ما قال: الله أكبر ولا مرة، ولو رددها بلسانه ألف مرة. إبتعادنا عن معنى الله أكبر في في المعاملات: الآن دقق، هناك إنسان يحاول أن يغش المسلمين، هو ماذا رأى ؟ رأى أن المبلغ الذي سيأخذه من غش المسلمين أكبر عنده من الله، هذه الحقيقة، لو أنه رأى عظمة الله، ورأى أن الله كبير يرزقه من حيث لا يحتسب، ويحفظه، لما عصاه، إذاً الآن المشكلة ليست فيما نقول، بل فيما نفعل، وكم من فعل يناقض القول، وما آمن بالقرآن من استحل محارمه، ورب تال للقرآن والقرآن يلعنه. كلمة الله أكبر لها مقتضيات: إذاً: أهمّ نقطة في هذا الدرس أنك إذا أطعت مخلوقاً، وعصيت خالقاً فعقلك الباطن يرى أن هذا المخلوق، أو أن إرضاء هذا المخلوق أعظم عندك من إرضاء الله، ولو أرضيت زوجتك فيما يغضب الله ؟ الجواب: أنك رأيت بعقلك الباطن أن إرضاء الزوجة أكبر نفعاً من إرضاء الله، إذاً: الله أكبر لها تداعيات، الله أكبر لها مقتضيات، لمجرد أن ترى جهة إرضاؤها على حساب طاعتك لله غنيمة فأنت على نوع من الشرك، وهذا الشرك الخفي الذي ذكره القرآن الكريم، قال تعالى: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ﴾ [ سورة يوسف ] أنت أيها الإنسان ينبغي أن تجالس الكبراء، الله كبير، لكن علمك محدود، فجالس من هو أكبر منك، من هنا كان من توجيهات النبي عليه الصلاة والسلام: (( انظر لمن هو أدنى منك فذلك أحرى أن لا تحتقر نعمة الله عليك )) [الجامع الصغير عن عبد الله بن الشخير بلفظ قريب منه ] في شؤون الدنيا انظر لمن هو أدنى منك، فهذا يبعدك أن تحتقر نعمة الله عليك، وفي أمور الآخرة انظر لمن هو أقرب إلى الله منك، وأكثر علماً، هذا من أجل أن تحفز إلى السير في طريق البطولة. معاني الله أكبر: أيها الإخوة الكرام، كلمة: ( الله أكبر ) في عقلنا معناها لا نخاف إلا الله: والمؤمن لا تأخذه في الله لومة لائم، ولا يخشى إلا الله، والله يعاتب بعض المؤمنين، قال تعالى: ﴿أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [ سورة التوبة ] لأن الأمر كله بيده، ولا يمكن أن نضعف إلا بسبب نوع من الشرك، كلمة: ( الله أكبر ) تعني أن يد الله تعمل وحدها، وأنه ما من إله إلا الله، وأن الأمر كله بيد الله، وأنه ما رميت إذا رميت ولكن الله رمى، وأن يد الله فوق أيديهم، وأن الله عز وجل يقول: ﴿وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ ﴾ [ سورة الأنفال ] الكافر لا يمكن أن يفعل شيئاً إلا إذا سمح الله له أن يفعله: لذلك قالوا: خطة الله تستوعب خطة الكافر، من هنا: لكل واقع حكمة، وقد يكون الموقِع مجرماً، لكن لكل واقع حكمة، ومن أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه، وأرضى عنه الناس، ومن أسخط الله برضى الناس سخط الله عنه، وأسخط عنه الناس. أنا أتمنى أن نعود إلى هذه الكلمات التي نذكر ترديدها، مثلاً: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، هذه سماها بعض العلماء الباقيات الصالحات، يعني إنك إن سبحته ونزهته ومجدته وحمدته ووحدته وكبرته فقد عرفته، وإن عرفته عرفت كل شيء، وإن غفلت عنه فاتك كل شيء، قال تعالى: ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً ﴾ [ سورة الكهف ] الله أكبر من كل كبير: وفي الأثر: " أنا ملك الملوك، ومالك الملوك، قلوب الملوك بيدي، فإن العباد أطاعوني حولت قلوب ملوكهم عليهم بالرأفة والرحمة، وإن هم عصوني حولتها عليهم بالسخطة والنقمة، فلا تشغلوا أنفسكم بسب الملوك، وادعوا لهم بالصلاح، فإن صلاحهم بصلاحكم". النفس متناسبة مع أسماء الله الحسنى: أيها الإخوة الكرام، بقيت فكرة، أن خصائص النفس متناسبة مع أسماء الله الحسنى، أنت في أصل تصميمك تعظم الكبير، دقق، في لقاء فيه عشرة أشخاص، أحدهم كبير، إما في قوته، أو ماله، أو علمه، الأنظار كلها تعقد عليه، وتتجه إليه، دون أن تشعر، في أي جلسة، في أي لقاء، الأنظار تتجه إلى القوي، قد تكون قوته قوة مالية، أو قوة في منصبه، أو قوة في علمه، لكن الإنسان في أصل تصميمه يعظم القوي، والله هو القوي، إذاً هناك تناسب بين خصائص النفس وأسماء الله الحسنى. أيها الإخوة الكرام، الإنسان خلق ليكون عبداً لله، فإذا لم يكن عبداً لله كان عبداً لعبد لئيم، وفي هذه الظروف الصعبة التي يمر بها المسلمون هم في أمسّ الحاجة إلى اسم ( الكبير )، لأن هناك أناساً تألهوا، ويظنون أنهم يفعلون ما يريدون، وأن هؤلاء البشر لهم أن يحيوهم أو يميتوهم، هذا الوضع الصعب نحن في أمسّ الحاجة إلى أن نؤمن الإيمان الحقيقي باسم (الكبير ) إن امرأة في عهد الصحابة طلبت من زوجها شيئاً من الدنيا لا يقدر عليه، فقال لها: " اعلمي أيتها المرأة أن في الجنة من الحور العين ما لو أطلت إحداها على الأرض لغلب نور وجها ضوء الشمس والقمر، فلأن أضحي بك من أجلهن خير من أن أضحي بهن من أجلك " ِ. فأنت حينما تؤمن أن الله كبير لا ترهب أيّ كبير، ولا تطيع أيّ كبير، لأنك تعلم علم اليقين أن الله أكبر منهم، وأن الأمر كله بيد الله، وترون أن الإنسان كل مكانته وهيمنته على قطر شريانه التاجي، ميليمتر وربع، وكل هيمنته على نمو خلاياه، وكل هيمنته على صورة دمه، يكون شخصاً كبيراً، فإذا هو في ثانية خبر، كان شخصاً فصار خبراً. أيها الإخوة الكرام، خصائص النفس البشرية متوافقة توافقاً تاماً مع أسماء الله الحسنى، وهذه النفس لا تطمئن، ولا يستقر لها حال إلا إذا عرفت ( الكبير )، واحتمت به، والتجأت إليه، واعتمدت عليه، وتوكلت عليه . والحمد لله رب العالمين منقول
اللهم لاتجعلنا من بدع وابتدع ولا ممن ظل وأظل اللهم خذ بنواصينا الي البر والتقوي ومن العمل ماترضي واهدنا لطريقك المستقيم وثبتنا عليه جزاك الله خير علي ماتقدمه من جهد متواصل نفع الله بك واثابك الاجر