تعلمْ من الحياة فهي مدرسة بالمجان.
سألَ حكيمٌ نملةً يوماً بعد أن أمسك بها قائلاً لها:
كم حبةً من القمح تأكلين في العام الواحد ؟
فقالت له:
آكل ثلاث حبات.
وضع ذلك الحكيم النملة في علبة، ووضع لها ثلاث حبات من القمح ثم أغلق عليها بإحكام. و بعد تمام العام.
فتح الحكيم العلبة،
فوجد النملة و قد أكلت من حبات القمح، حبة و نصف فقط.
تعجب من فعلها، و قال لها:
ما لي أراك قد أكلت حبة و نصف و لم تأكلي الثلاث مثلما زعمتِ ؟؟!!
فقالت له:
قد كنت أفعل ذلك في العام، لعلمي بأن الله ربي و لن ينساني، فلما صرت بين يديك حبيسة؛ اقتصدت لعلمي بأنك ستنساني،
فقررتُ أن ادخر ما تبقى للعام التالي.
فتبسم من قولها ضاحكاً و أطلق سراحها.
فكم منا إخوتي و أخواتي من يثق في المخلوق أكثر من ثقته في الخالق.
و من منا من لم يأخذْ يوماً وعيدَ رؤسائه على محمل الجد؟؟
و من منا من لم يستبشرْ فرحاً بوعدٍ قطعه له مخلوقٌ بالعطاء ؟؟!!
و من منا من لم يثقْ بما في يده أكثر مما في يد خالقه؟؟!!
تلك أسئلة تكشف لنا بما لا يدع مجالاً للشك عن نقص و عيب خطيرين فينا.
فلنتعلمْ من الحياة فهي مدرسة بالمجان.