أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، وفي حال رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
لى من يشكو قسوة القلب، والرجوع الى الذنب، ونكث العهد مع الرب، والبعد عن الله بعد القرب: ألم تسمع أبداً قبل عن وعظ القبور؟! يقول أديب الإسلام "مصطفى صادق الرافعي": منهرب من شيء تركه أمامه إلا القبر، فما هرب منه أحد إلا وجده أمامه، وهوأبداً ينتظر غير متململ، وأنت أبداً متقدم إليه غير متراجع. عنعمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:أكثروا من ذكر هادم اللذات. قلنا: يا رسول الله، وما هادم اللذات؟ قال:الموت. قال علماؤنا رحمة الله عليهم: أكثروا ذكر هادماللذات الموت، كلام مختصر وجيز قد جمع التذكرة وأبلغ في الموعظة فإن منذكر الموت حقيقة ذِكره، نغّص عليه لذته الحاضرة، ومنعه من تمنيها فيالمستقبل وزهّده فيما كان منها يؤمل، ولكن النفوس الراكدة، والقلوبالغافلة تحتاج إلى تطويل الوعاظ، وتزويق الألفاظ، وإلا ففي قوله عليهالصلاة والسلام: أكثروا ذكر هادم اللذات مع قوله تعالى: ( كُلُّ نَفْسٍذَائِقَةُ الْمَوْتِ ) ما يكفي السامع له، ويشغل الناظر فيه. وكان أميرالمؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه كثيراً ما يتمثل بهذه الأبيات:
لا شيء مما ترى تبقى بشاشته ..... يبقى الإله ويودي المال والولد لم تغن عن هرمز يوماً خزائنه ..... والخلد قد حاولت عاد فما خلدوا ولا سليمان إذ تجري الرياح له ..... والإنس والجن فيما بينها ترد أين الملوك التي كانت لعزتها ..... من كـل أوب إليها وافـد يفد؟ حوض هنالك مورود بلا كذب ..... لا بد من ورده يوماً كما وردوا فحقاكلنا واردين عليه لا يُستثنى منه ملك أو عبد، ولكن كثير منا تشغله الحياةبهمومها شديد الذكاء في التخطيط لمستقبله الدنيوي، ولكنه لم يخطط يوماًللحياة الأخرى التي لابد منها.. وسيختلف حاله لو فكّر بقول النبي صلى اللهعليه وسلم: الكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت. والعاجز من أتبع نفسههواها، وتمنى على الله الأماني ولنتأمل سوياً مقولةللإمام الحسن البصري حيث قال: إن قوماً ألهتهم الأماني حتى خرجوا منالدنيا وما لهم حسنة. ويقول أحدهم: إني أحسن الظن بربي. وكذب لو أحسن الظنلأحسن العمل. وتلا قوله تعالى: ( وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُمبِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ ) وقال سعيد بن جبير: [ الغرّة بالله أن يتمادى الرجل بالمعصية، ويتمنى على الله المغفرة ]. ولكننا اعتدنا على التأجيل فنقول: سوف أعمل أو سوف استغفر الله أو سوف أحاول التقرّب إلى الله، نقول سوف وما أدراك ما سوف؟ ومنّامن يقول أنه يحسن الظن بالله، ولكن كيف أيها الغافل تُحسن الظن بالله وأنتلا تعمل ما يجعلك تحسن الظن؟! مثله كمثل الذي يقسم على الله أن يدخلهالجنة وهو لا يعمل لها
ولنتأمل بقلوب وجلة ما قالالدقاق: من أكثر من ذكر الموت أكرم بثلاثة أشياء: تعجيل التوبة وقناعةالقلب، ونشاط العبادة. ومن نسي الموت عوقب بثلاثة أشياء: تسويف التوبة،وترك الرضى بالكفاف، والتكاسل في العبادة فهل فكرالمغرور في الموت وسكرته، وصعوبة كأسه ومرارته، فيما للموت من وعد ماأصدقه، ومن حاكم ما أعدله، كفى بالموت مقرّحاً للقلوب، ومبكياً للعيون،ومفرقاً للجماعات، وهادماً للذات، وقاطعاً للأمنيات.. هلتفكرت يا ابن آدم في يوم مصرعك، وانتقالك من موضعك، ومن سعة إلى ضيق،وخانك الصاحب والرفيق، وهجرك الأخ والصديق، وأخذت من فراشك وغطائك إلىعرر، وغطوك من بعد لين لحافك بتراب ومدر، فيا جامع المال، والمجتهد فيالبنيان ليس لك والله من مال إلا الأكفان، بل هي والله للخراب والذهابوجسمك للتراب والمآب. فأين الذي جمعته من المال؟ فهل أنقذك من الأهوال؟كلا بل تركته إلى من لا يحمدك، و قدمت بأوزارك على من لا يعذرك. فماهو حالي بعد هذه الكلمات؟ أنها كلمات توقظ القلب من غفلته وتنبه العقل عنركوده وتجدد العزم على التوبة. ليكون القبر روضة من رياض الجنة، لا حفرةمن حفر النار والعياذ بالله فهيا بنا نعمل لآخرتناكأننا نموت غداً ونعمل لدنيانا كأننا نعيش أبداً. فلا نترك أنفسنا إلىالدنيا تأخذنا إلى الطريق الذي لا رجعة منه بسلام، ولنكن أذكياء فىتجارتنا مع الله وختاماً أختم بكلمات كتبها أبو عمير الصوري إلى بعض إخوانه: أما بعد ) فإنك قد أصبحت تؤمل الدنيا بطول عمرك، وتتمنى على الله الأماني بسوء فعلك. وإنما تضرب حديداً بارداً والسلام ))
يا قارىء خطى لا تبكى على موتى .. فاليوم أنا معك وغدا فى التراب فإن عشت فإنى معك وإن مت فتبقى للذكرى .. ويا مارا على قبرى لا تعجب من أمرى .. بالأمس كنت معك وغدا أنت معى .. أموت ويبقى كل ما كتبته ذكرى .. فيا ليت كل من قرأ خطى دعا لى