محمد بن سرين .. تاجر الإسلام الأمين
محمدبنسيرين أبوبكر محمد بن سيرين البصري التابعي الكبير الإمام القديرفيالتفسير، والحديث، والفقه، وتفسير الرؤيا، والمقدم في الزهد والورعوبرالوالدين ...
توفي 110 للهجرة عن عمر يناهز الثمانين عاما
واستخلصتبعضمواقف من حياة بن سرين حتى تكون دروسا مستفادة للمسلمين في هذهالأيام،خاصة أنه كان تاجرا شريفا وفقيها يصوم يوماً ويفطر يوماً، كما أنهاشتهربالورع وكان عالما بارعا بتأويل الرؤى فضلا عن معرفته بالحساب.
كان ابن سرين يعمل بالتجارة، عندما قام بشراء كمية كبيرة من الزيت من تاجر أخر ودفع جزءا من المال وأجل الباقي حتى يبيع الزيت.
ولمارأيبن سيرين بعدما اشتراه رأى فيه فأرا ميت أفسد الزيت، وكان بمقدورهإرجاعالزيت الفاسد للتاجر ويسترد أمواله ولا يكلف نفسه بأموال أجلة، إلاأنه خافأن يقوم التاجر ببيعه مرة ثانية لتاجر أخر، فقام بالتخلص من الزيت.
وتعرضبنسرين لضائقة مالية جراء هذا الأمر نظرا للأموال التي كانت عليه منثمنالزيت، وفشل في دفع بقيتها للتاجر الذي قام بحبسه ولم يكن رحيما معه.
ودخلالرجلالعظيم الصادق مع نفسه وليس في قلبه حقدا، وكان يقضى يومه بالسجنفيالعبادة وكثرة الدعاء وقراءة القران، حتى تعرض لموقف غريب في يوممنالأيام وهو جالسا في سجنه.
وتجسدهذاالموقف في عرض السجان عليه الذهاب يوميا إلى بيته للمبيت هناكوالعودةمبكرا في الصباح قبل أن يراه أحد، إلا بن سرين رفض اقتراح السجانوقال له: "والله لا افعل، فدهش السجان من رده وسأله عن السبب فقال له حتىلاأعينك على خيانة ولى أمرك".
وكانمحمدبن سرين تقيا ورعا إذا طلع الفجر يذهب إلى المسجد يفيد ويستفيد منالناسهناك ثم يذهب للسوق ليعمل وإذا اقبل الليل يتعبد الله كثيرا ويبكىخوفا منعقاب الله.
وتميزبنسيرين كونه عالميا في تأويل الأحلام وبالجرأة والشجاعة حيث أنه فيأحدالمرات عندما ذهب إلى العراق مع أبن أخيه، جاءه رجلا وقال له انهيحلمبأنه أسد الزقاق، فقال بن سيرين مع من حوله أن هذا الرجل يخنقالصبيان،وفى جرابه آله الخناق، فتبعه الرجال وكشف جرائمه وسلموه إلىالسلطانوقتها، فأقر بأنه يخنق الصبيان.
وكانبنسرين يوصي أهله دائما بالإسلام، حيث أن وصيته قبل وفاته لأهله وبنيهأنيتقوا الله ويصلحوا ذات بينهم وأن يطيعوا الله ورسوله إن كانوامؤمنين،وأوصاهم بما أوصى به (إبراهيم بنيه و يعقوب يا بنيّ إن الله اصطفىلكمالدين فلا تموتن إلا وأنت مسلمون) ...
وأوصاهم ألا يدعوا أن يكونوا إخوان الأنصار ومواليهم في الدين، فإن العفاف والصدق خير وأبقى وأكرم من الزني والكذب.