هل أنت سعيد بالحب؟
كما يعلم الجميع أن الحب أنواع وأشكال يتنوع حسب دوافعه وأهدافه
وأسبابه ومسبباته . ولست هنا للبحث في ذلك وتقرير الصالح من الطالح ,
وسأُركز مقالي على السؤال الذي عنونة به لهذا المقال .
هل أنت سعيد بالحب ؟
سؤال جدير بالإجابة أتمنى من
كل إنسان يقرأه , أن يجب عليه بكل شفافية ووضوح مع نفسه لأنني في الواقع
لا أريد أن تكون الإجابة للملأ بل لك أنت أيها المجيب .
من الناس من يحب المال ويعشقه
حتى الثمالة , ومن الناس من يحب السلطان والإمارة , ومنهم من يحب الزوجة
الحسناء , ومنهن من تحب الرجل الكريم , ومنهم من يحب الأولاد , ومنهم من
يحب الأرض والدار, وعدد ما شئت أن تعدد.
فماذا كانت نتيجة هذا الحب ؟
هل قاد أولئك إلى السعادة والرضا, ومعلوم أن الحب هو غاية الرضا .
الواقع يقول غير ذلك عند الكثير من الناس .
فنحن نرى في عالم الواقع من
أحب المال وقد شقي به , ومن أحب الجاه فكان هلاكه فيه , ومن أحب الأولاد
فكانوا سبب تعاسته , ومن أحب الحسناء فكانت مصدر شقائه , ومن أحبت الرجل
الكريم فخذلها فشقيت بحبه .
وهو الحب كذلك يقتل المحبين !!!
نعم يقتل المحبين الذين لم يحملوا الحب في قلوبهم من أجل الحب ذاته بل اتخذوه مطية ووسيلة إلى غاية لا تتناسب معه .
إن من يحمل الحب بين أضلعه ,
وتسامى على نزوته وشهوته سيسعد بالحب لا محالة , لأنه لم يحمل الحب إلا
لهدف واحد وهو الحب . وهذا هو الحب بدون شروط, فهو يحب في كل الأحوال ,
يحب الصديق إن أخطأ أو أصاب ويحب الزوجة إن أطاعت وإن عصته في بعض الأحيان
.
قد نبغض السلوك الخطأ ولكننا لا نبغض الشخص ذاته وهنا فرق كبير بين من يحب بشروط وبين من يحب بدون شروط . هذا هو حالنا مع الحب .
فيا ترى إن كنا سعداء بالحب فهل الحب سعيد بنا
أم أن حاله معنا كحالنا معه إن كان كذلك
فعسى ربي أن يعين الحب والمحبين