أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، وفي حال رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
قرأتقبل فترة موضوعاً عن السيدة المعجزة هيلين كيلر , قمت بعده بالبحث عن مزيدمن التفاصيل حول قصة حياتها , وتنوعت مصادر المعلومات بين ما اطلعت عليهفي الشبكة العنكبوتية , وما شاهدته في أحد الأفلام التي يحكي قصتها , وماقرأته في كتابها الرائع " قصة حياتي " لأتوصل إلى مجموعة من المعلوماتالغريبة والعجيبة عن هذه المعجزة الإلهية التي أمامنا , متمنياً أن تكونالتدوينة مختصرة ووافية .
ولدتهيلين كيلر فى ريف ايفين جرين بولاية الاباما الامريكية من اليوم 27 منشهر يونيه لعام 1880م , وعندما بلغت 19 شهراً أصيبت بمرض التهاب السحاياوالحمى القرمزية مما جعلها تفقد أعظم حواسها السمع والبصر , وتقول في وصفحالتها : كان كثير من الناس يؤكدون أنني كائن حي أبله ، وكنت كائناً لمينتقل من عالم النور إلى عالم الظلام، بل وإنما إلى عالم السكون والحزن . عاشت الطفلة السنوات الأولى من عمرها في وضع مأساوي يصعب فيه التواصل بينها وبين عائلتها التي عاملتها بالكثير من الحنان والشفقة .
نافذة أمل عندمابلغت السابعة من عمرها , اقترح العالم الشهير جراهام بل مخترع التليفونعلى والدها بأن يستقدم لها معلمة من معهد يركينز للمكفوفين بمدينة بوسطنبولاية ماساشوستس , وقام والدها بمراسلة مدير المعهد يطلب مشـــورته ،فأرسل له المربية ( آن سوليفان ) .
من هي آن سوليفان ؟ هيابنة أسرة أيرلندية مهاجرة فقيرة ولدت في 14 أبريل 1866م ، ماتت أمها وهيفي الثامنة من عمرها، تاركة ثلاثة أطفال ، مات أخوها جيمي وهو في الثامنةبمرض السل، أما أختها الصغرى ماري فقد أقامت في رعاية بعض أقاربها , وكانتتشكو من تعب في عينيها .
لم تلق آن سوليفان أي اهتمام من أحد ولميكن لها أصدقاء إلا بعض المتسولين ، وبعد مرور أربع سنوات، أفلحت في الهربمن الملجأ ، بعد أن ألقت بنفسها على أحد الزائرين صارخة : أريد أن أذهبإلى المدرسة !!
وفي معهد (بركنز) للمكفوفين تعلمت آن طريقة برايلفي القراءة وتعلمت الأبجدية، وعندما بلغت الرابعة عشر من عمرها وبعدالعملية التاسعة استطاعت أن تبصر بشكل جزئي ، ولكنها بقيت في المعهد نفسهست سنوات أخرى .
حنان وصرامة وصلتآن سوليفان إلى منزل هيلين كيلر , ولكنها لم تعجب بالطريقة التي تعامل بهاالأم ابنتها وحنانها الزائد لأنها كانت تؤمن أن الإنسان مهما كان لديه منعاهات يستطيع أن يتعلم ويصبح إنسانا عاديا . حاولت ( آن ) تعليم ( هيلين ) اللغة ولكنها تمردت عليها وأصابتها كثيراً , وكسرت أسنان معلمتها ولكن ( آن ) كانت صارمة ولم تيأس .
بداية التعليم توصلتالمعلمة ( آن ) إلى طريقة مميزة للتعامل مع ( هيلين ) وتعليمها خاصة وأن (هيلين ) لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم , فبدأت بتعليم ( هيلين ) الحروفالهجائية باللمس داخل كف اليد ، وقد وجدت المعلمة في طريقة برايل فرصةلتتعلم ( هيلين) القراءة . وبعد عامين من الجهد تمكنت الطفلة من إجادةالقراءة بطريقة برايل، وأجادت الطباعة أيضاً على الآلة الكاتبة المصممةبنفس حروف برايل , وتمكنت ( هيلين ) من الإطلاع على العديد من الكتبوكتابة عدد من الكتب والمقالات الخاصة بها.
تقول هيلين : ذهبناإلى البئر وكان هناك شخص يضخ الماء، ووضعت معلمتي يدي تحت المضخة ، وفيحين كان تيار من الماء البارد ينهمر على إحدى يدي كانت معلمتي تكتببإصبعها على يدي الأخرى كلمة water في البداية ببطء ثم بعد ذلك بسرعة ,وقفت ساكنة وكل تركيزي منصب على حركة إصبعها، وفجأة شعرت بحالة وعي ضبابيةلشيء كان منسياً، بالإثارة المصاحبة لفكرة عائدة، وهكذا تكشف أمامي غموضاللغة، وكم كانت فرحة هيلين عظيمة وقد انفتح لها باب العالم الخارجي الذيكان موصداً دونها، ولم تعد إلى البيت إلا بعد أن سألت عن اسم كل شيء مررتبه .
عندما وصلت ( هيلين ) إلى العاشرة من عمرها أصرت على تعلمالكلام والنطق فاستجابت المعلمة لطلبها وذلك بعد أن لاحظت أن ( هيلين )يمكنها فهم الأصوات وتمييزها عن طريق لمس حنجرة المعلمة وتحسس الذبذباتالصوتية بواسطة اللمس .
التعليم الجامعي عندمابلغت هيلين كيلر السادسة عشرة من عمرها استطاعت أن تذهب إلى الجامعة ودخلتفي كلية (رادكليف) لدراسة العلوم العليا فدرست النحو وآداب اللغةالإنجليزية، كما درست اللغة الألمانية والفرنسية واللاتينية واليونانية،وكانت معلمتها آن تجلس إلى جوارها وتنقل بأصبعها كل ما يقوله الأساتذة فيالمحاضرات، وكانت تجهد عينيها بالقراءة لتنقل لها كل ما تقرأه . تخرجت من الجامعة عام 1904م حاصلة على بكالوريوس علوم في سن الرابعة والعشرين .
قبول هيلين كيلر في الكلية عام 1899
صورة جماعية لطلاب المعهد عام 1899م
كتب ومؤلفات نشرتهيلين كيلير 18 كتابا , ومن أشهر مؤلفاتها (قصة حياتى ) , (العالم الذىأعيش فيه ) , (أغنية الجدار الحجرى ) , ( الخروج من الظلام) , (تفاؤل ) ,( ايمانى ) ، (الحب والسلام) ،( فلنؤمن) و (هيلين كلير فى اسكتلندا)وغيرها , وترجمت كتبها إلي 50 لغة .
حول العالم قامتهيلين كيلر بزيارة إلى 35 بلدا في القارات الخمس بين 1939 و 1957 , والتقتبالكثير من الشخصيات السياسية والاجتماعية المعروفة .
قامت بزيارة الجرحى والمصابين و عندما تعجب الناس منها ، قالت لهم : إنيأستطيع أن انتقل وأنا عمياء وصماء وأنا سعيدة لأني أصبحت أقرأ أعمال اللهالتي كتبها بحروف بارزة لي ، فدائما عجائبه ومحبته تشملني.
وفاء بين اثنتين ماأعظم هذا الوفاء الذي استمر عمره 49 عاماً ظلت هيلين وفية لذكرى معلمتها ،و ألفت كتاباً كاملاً اسمته Teacher , وتقول هيلين في كتابها The Story ofMy Life عن معلمتها :
كم هي قريبة إلى نفسي (معلمتي) لدرجة أنينادراً ما أفكر في نفسي بمعزل عنها، لا أدري فيما إذا كان استمتاعي بجمالالأشياء من حولي يعود في أغلبه إلى أمر فطري لديّ، أو بسبب تأثيرها في،وأشعر أن وجودها لا يمكن فصله عن وجودي، أفضل ما عندي ينتمي إليها، ولاتوجد في داخلي موهبة، أو أمنية، أو متعة إلا أيقظتها بلمستها الحانية.
وقالت عن معلمتها : كانتكلماتي القليلة قد تبددت، وكان عقلي مغلولاً في الظلام، وجسمي الناميتحكمه دوافع حيوانية، ولم تكن الصدفة هي التي حررت عقلي من قيوده، بل إنذلك يعود إلى مدرسة موهوبة هي "آن سوليفان". لم تكن آن سوليفان من طرازالمدرسات العاديات، وإنما كانت امرأة شابة ذات حيوية ولها خيال منطلقيتلمس تحقيق أحلام كبيرة لكائن أعمى وأصم، لينقله من حياة السكون إلىالحياة الحقيقية ويجعله نافعاً وإنساناً فريداً .
وتقول المعلمة آن سوليفان : لو كنت فقط مؤهلة لهذه المهمة العظيمة ؟ كليوم أشعر بقصوري , عقلي مليئ بالأفكار, أعلم ان تعليم هذه الطفلة سوف يكوناهم حدث في حياتي , كم هو عظيم ان تشعر بأنك ذو فائدة في هذا العالم , وأنوجودك مهم لشخص ما .
نهاية حياة توفيت هيلين كيلر فى شهر يونيه من العام 1968م , عن عمر ناهز ثمانية وثمانين عاماً .
مختارات فوتوغرافية
صورة جماعية أمام البيت الأبيض عام 1932 م
مع معلمتها آن سوليفان
من مقولاتها : لقد وهبني الله الكثير حتى أنني ليس لدي وقت للحزن على ما حرمني إياه
مع الرئيس الأمريكي جون كيندي , عام 1960 م
نصب تذكاري في مبنى الكونجرس الأمريكي
ساُلوها يوما ( اذا ابصرت … ما هو اول شى تريدين رؤيته ؟ فقالت ان ارى الناس الذين ساعدونى وشجعونى برحمتهم وصداقتهم )
هيلين مع مدير معهد المكفوفين
هيلين تتحسس غصن شجرة عام 1887 م
" أن حاسة الشم لدي من أثمن وأهم ما أملكه في حياتي اليومية فإن الجو ممتلئ بالروائح التي لا حصر لها , أعرف منها الأماكن والأشياء"
مع الممثل الكوميدي شارلي شابلن عام 1887 م
رسالة بخط يدها 20 يونيه 1887 م
من روائعها : الحياة إما أن تكون مغامرة جرئيه … أو لا شيء
تحمل جائزة الأوسكار عام 1955م
هيلين تلعب الشطرنج مع معلمتها آن , عام 1900 م
من مقولاتها الخالدة : ” إن العمى ليس بشيء وإن الصمم ليس بشيء، فكلنا في حقيقة الأمر عمي وصم عن الجلائل الخالدة في هذا الكون العظيم”
مشهد حقيقي يوضح تعلم هيلين كيلر من معلمتها آن سوليفان
فيلم " The Miracle Worker "
أحدالأفلام التي تحكي قصة هيلين مع معلمتها انتج عام 1962 , من بطولة آنبانكروفت، باتي دوك، فيكتور جوري، إنجا سوينسن، أندرو براين وإخراج آرثربين .