فاضت عيون ( فرّوخ ) شكراً وفرحاً وتدحرجت دمعتان ساخنتان على خديه ثم انطلق مسرعاً تجاه بيته لا يلوي...
استقبلته زوجته وبقايا الدموع مازالت عالقة في عينيه، تسأله مدهوشة: مابك يا أبا عبد الرحمن، أحدث مكروه لا قدّر الله؟ خيراً؟!!
فروخ: خيراً والحمد لله، لقد شاهدت ولدنا في مقام لم أحلم أن أراه به وهذه الدموع دموع فرح والحمد لله رب العالمين.
هنا أضاءت عيون أم ربيعة وقالت باسمة: أيهما أحب إليك يا أبا ربيعة: الدراهم، أما ما رأيت عليه ولدنا ؟
رد فرّوخ بلا تردد: ما رأيت عليه ولدنا يعدل كل أموال الدنيا.
قالت أم ربيعة: لقد أنفقت المال على ما رأيت فهل طابت نفسك؟
قال فروخ: نعم، والحمد لله على أن رزقني زوجة تحرص على العلم وتربي أولادها عليه، هكذا تكون الأمهات، وجزاك الله خيراً يا أمة الله.