أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، وفي حال رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
الــــــكــــــــــــــوجــــــــــــــــــيــــــ ـــــــــتــــــــــــــــــــو هو المبدأ الذى انطلق منه ديكارت لاثبات الحقائق بالبرهان وهو عبارة عن قضية منطقية ترجمتها بالعربيةهى (انا اشك اذن انا موجود) وهذه هى ترجمتها الصحيحة لان البعض يترجمها (انا افكر اذن انا موجود) وهذه ترجمة خاطئة لها.وهذه القضية تحتاج لشرح وافى وواضح لانها كانت وما تزال محل للالتباس ومظنة لسؤ الفهم واول ما نبدأ به هو ان نقول ان ديكارت هنا اثبت وجوده بالبرهان وطبعا انت تستغرب هذا الامر فهل يمكن ان يشك الانسان فى وجوده وهل هناك ما هو اظهر من كونى موجودا فانا ااكل واشرب واحب واكره وانام واستيقظ واكتب واقرأ فكيف لا اكون موجودا.فهذا هو رد فعلك الباطن تجاه الكوجيتو وان لم تصرح به ولولا انك عرفت منذ الصغر ان ديكارت رجل علم عظيم لسخرت منه واتهمته بالجنون فتبجيل العالم لديكارت وتعظيمه وكثرة مدح كتب التاريخ له هو الذى يمنعك من التصريح بما فى باطنك من استنكار لهذا الكوجيتو وكذلك خوفك من اتهام الناس لك بالجهل وقد يتظاهر بعض المثقفين بالشك فى وجوده على سبيل التجمل حتى يوصف بالعبقرية كما وصف ديكارت فى التاريخ ولكن اعلم عزيزى القارئ ان لديك الحق فى السخرية من هذا الكوجيتو لان معرفتك بوجود نفسك هى اظهر من ان تطلب بالبرهان ولكن هذا لايمنع ان التعمق فى الفكر سوف يجعلك تشك فى وجودك فهذه حالة ممكنة ولكنها نادرة وندرتها لا تعنى استحالتها وهى حالة يصاب بها الفلاسفة لكثرة تحيرهم فى الفكر وبطلان كثير من العلوم التى كانوا يعتقدون فيها وقد كان ديكارت ممن وصلوا لهذه الحالة فقد شك فى كل شئ حتى فى وجوده وفى مشاعره الباطنة وفى المحسوسات ولكنه لم يشك فى شئ واحد وهو كونه يشك فقوله (انا اشك) كانت بمثابة قضية اولية لا تقبل الشك عنده ثم بدأ يستعمل هذه القضية الواضحة اليقينية عنده فى اثبات الامور التى شك فيها مثل اثبات وجوده واثبات وجودالله واثبات وجود العالم وقد سبق ديكارت مذهب يعرف بالسوفسطائية وهم نفاة الحقائق وو صلت درجة شكهم الى قول احدهم (انى اشك .واشك اننى اشك. واشك فى كونى اشك فى اننى اشك)وهذا معناه ان الكوجيتو ليس على هذه الدرجة من اليقين التى ظنها ديكارت فما الذى يفصل بينه وبين السوفسطائية عندما قالوا انهم يشكون فى كونهم يشكون فاذا كان المبدأ الذى انطلق منه ديكارت مشكوكا فيه فقد بطل كل يقين فيما اثبته وانهار مذهبه كله وفى لمحة واحدة ( وما زال بنيانهم الذى بنوا ريبة فى قلوبهم الا ان تقطع قلوبهم) صدق الله العظيم ديكارت و الشك المنهجى لم يكن ديكارت هو أول من ابتدع المنهج المسمى " الشك المنهجى " بهدف الوصول إلى الحقيقة , فقد سبقه إلى ذلك فلاسفة مثل سقراط (469-399 ق.م) فى منهجه " التهكم و التوليد " , و كذلك أتى الإمام أبو حامد الغزالى ( 450- 505 هـ) فى كتابه المنقذ من الضلال بشك مماثل مناظر له فى الشكل مخالف له فى الطبيعة , فلقد كان شك ديكارت شكا عقليا , بينما كان شك الغزالى حالة نفسية .. لكن شك كليهما كان سبيلا للوصول إلى الحقيقة . و قبل الدخول إلى هذه الميادين , أرى أنه لا بد أن نورد أن الشك انقسم إلى نوعين رئسيين : 1- الشك المذهبى : * و كان يهدف إلى هدم الحقيقة و المعرفة - و الأخلاق أحيانا . * من ممثليهم : السوفسطائيون , بيرون (360 ق.م) ,أناسيداموس , أغريبا , ***توس امبريكوس ..الخ 2- الشك المنهجى : * و كان يهدف الوصول إلى الحقيقة بعد هدم الأوهام و الخزعبلات حتى تقوم الحقيقة على أساس واضح لا يخالجه أدنى شك . * و من ممثليهم : سقراط , الغزالى ( بحكم الأسلوب ) , و ديكارت ... الخ و قد سبقت ديكارت فترة طويلة من الركود الفكرى كانت نتيجة لإيمان الكنيسة بفلسفة أرسطو , و اعتمادها فى البرهنة على القضايا الدينية بالمنطق الأرسطى – خاصة القياس , و حرمت الخروج عليه و اتهمت من يفعل ذلك بالهرطقة .. فكبلت بذلك العقل , و حرمته من الإبداع و الاختراع . و فى هذا المجال يذكر ما قامت به الكنيسة بإزاء الفيلسوف برونو الذى أحرقته الكنيسة حيا لمعارضته أرسطو , و ما كادت أن تفعله مع جاليليو الذى قال بدوران الأرض حول الشمس مخالفا بذلك أرسطوالذى كان يقول إن الشمس هى التى تدور حول الأرض , فقد كاد يلاقى نفس مصير برونو .. لولا أن تراجع و تاب و أناب … و لكنه اقتناعا برأيه ضــرب الأرض بقدمه قائلا: ( و لكنها تدور ). لقد كانت أوربا تعيش فترة من اليقين الدوجماطيقى (القطعى – الذى لا يقبل مناقشة ) .. فكان لا بد من ظهور حركة تعيد للعقل احترامه و للعلم أساليبه … فظهر ديكارت فى فرنسا , و فرانسيس بيكون (1561-1626) فى انجلترا .. الأول اهتم بالعقل و الفكر و أساليبه و أساليب تطهيره من الخرافات و استخدم فى ذلك منهج الشك المنهجى .. و بيكون قام ليضع للعقل أسلوبا تجريبيا يتقدم به العلم .. إذا كان منهج ديكارت منهجا تأمليا , فإن منهج بيكون منهج تجريبى .. الأول يقوم على الحدس و الاستنباط و الثانى يقوم على التجربة و الاستقراء و الأسلوب العلمى …مع اعتيار أن كليهما بدأ منهجه بمهاجمة أرسطو و منهج أرسطو و اتهامه بالعقم . نعود إلى ديكارت ومنهج الشك المنهجى , فنقول إنه أسلوب اصطنعه ديكارت ( لغربلة الأفكار ) ليسقط منها الخاطئ و الخرافى و لا يتبقى إلا ما هو يقينى .. فهو شك بناء , يريد أن يقيم الحقيقة على أساس من اليقين البديهى , بعكس الشك المطلق الذى لا يهدف إلا إلى الهدم .. هدم الحقيقة , و العلم و الأخلاق م/ن
يا قارىء خطى لا تبكى على موتى .. فاليوم أنا معك وغدا فى التراب فإن عشت فإنى معك وإن مت فتبقى للذكرى .. ويا مارا على قبرى لا تعجب من أمرى .. بالأمس كنت معك وغدا أنت معى .. أموت ويبقى كل ما كتبته ذكرى .. فيا ليت كل من قرأ خطى دعا لى
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين اخوكم انور ابو البصل