بسم الله الرحمان الرحيم
إن الحمد لله ، نحمده و نستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله
من شرور انفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له
ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم
بإحسان الى يوم الديـــن وسلم تسليما كثيرا
أما بعد
فأحييكم بتحية الاسلام
فالسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
وأنا أتجول بين المقاطع
الدينية لعلمائنا الاجلاء في موقع اليوتوب إذا بي أقع على فيديو للدكتور
عمر عبد الكافي حفظه الله وزاده علما يحكي فيه قصة جد
رائعـة ومليــــــئة بالحكم والمواعظ
دخل
سفيان الثورى رضى الله عنه على الإمام جعفر الصادق رضى الله عنه- وهو حفيد
علي ابن أبي طالب رضي الله عنه -وقال له علمنى شيئا مما علمك الله إياه
فقال الإمام جعفر إذا تظاهرت عليك الذنوب فعليك بالاستغفار وإذا تظاهرت
النعم فعليك بالشكر وإذا تظاهرت عليك الهموم فقل لاحول ولا قوة إلابالله
العلى العظيم فخرج سفيان الثورى وهويقول ثلاث وأي ثلاث
اللـــه أكبر
ماأجمل هذه الموعظة وماأعظم العمل بها
ثلاث وصايا وجب كتابتها من ذهب[
الوصية الأولى
إذا تظاهرت عليك الذنوب فعليك بالاستغفار أي إذا تكاثرت عليك الذنوب فعليك بالاستغفار كيف لا والله يقول فى سورة الزمر أية 53 " قل ياعبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا "
روى الطبراني من طريق الشعبي عن سنيد بن شكل أنه قال: سمعت ابن مسعوديقول: إن
أعظم آية في كتاب الله "الله لا إله إلا هو الحي القيوم"، وإن أكثر آية في
القرآن فرجاً في سورة الزمر "قل يا عبادي الذين أسرفوا...".
وأخرج ابن جرير عن ابن سيرين قال: قال علي رضي
الله عنه ما في القرآن أوسع آية من قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ
أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ
اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
[الزمر:53
قال الشوكاني رحمه الله: واعلم أن هذه الآية أرجى آية في كتاب الله سبحانه، لاشتمالها على أعظم بشارة...
وليس معنى هذا أن نقلل
من شأن الذنوب أو أن نقلل من أثر المعاصي فإن الذنوب سموم قاتله وآفات
مدمرة تؤدي إلى فوات المحبوب وحصول المكروة أهمها
1-
حرمان العلم: فإن العلم نور يقذفه الله في القلب والمعصية تطفئ ذلك النور
قال الشافعي لرجل أني أرى الله قد ألقى على قلبك نوراً فلا تطفئه بظلمة
المعصية.
2 - حرمان الرزق: وفي المسند إن العبد يحرم الرزق بالذنب يصيبه. فكما أن تقوى الله مجلبة للرزق بالمثل ترك المعاصي.
3 - وحشة فى القلب: وحشة يجدها العاصي في قلبه بينه وبين الله وهذا أمر لا يحس به إلا من كان في قلبه حياة وما لجرح بميت إيلام.
4 - تعسير أموره عليه فلا يتوجه لأمر إلا ويجده مغلقاً دونه أو متعسراً عليه.
5 - ظلمة يجدها في قلبه حقيقة يحس بها كما يحس بظلمة الليل فالطاعة نور والمعصية ظلام.
6
- حرمان الطاعة: فلو لم يكن للذنب عقوبة فكفاه انه صد عن طاعة الله
فالعاصي يقطع عليه طاعات كثيرة كل واحدة منها خير من الدنيا وما فيها.
الخ من الاضرار التي لا تعد ولا تحصى
ولقد وضح الإمام جعفر
الصادق لسفيان الثورى العلاج فى حالة كثرة المعصىة فقال له :فعليك
بالاستغفار والاستغفار المطلوب لابد أن يكون مصحوبا بالندم على الذنب
والصدق والإنابة إلى الله تعالى يقول عز وجل فى سورة طه آية 82 " وإنى لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى " روى االإمام البيهقى عن أنس رضى الله عنه - أن رسول الله رضى الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قال " ألا أدلكم على دائكم ودوائكم ؟ ألا إن داءكم الذنوب ودواءكم الاستغفار :" رواه أبو داود والنسائى عن عبد الله بن عمر - رضى الله عنهمايقول تعالى في سورة نوح فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا ) أيات 10-11-12
الوصية الثانية
وإذ تظاهرت عليك النعم
فعليك بالشكر ولابد أن نقيد النعمة بالشكر فهو من صفات المصطفين الأخيار
ومن صفات أولى العزم من الرسل وكان من أخص صفات رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقد قال : للسيدة عائشة رضي الله عنهت حين قالت له : إن الله قد غفر
لك ماتقدم من ذنبك وما تأخر وكان يطيل صلاة الليل حتى تورمت قدماه قال لها
:اقلا أكون عبدا شكورا " ولذلك لا يطيق الشكر إلا القليل قال - تعالى : " وقليل من عبادي الشكور "أية 13 سورة سبأ
وحقيقة
الشكر فى العبودية هو ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده ثناءا واعترافا
وعلى جوارحة انقيادا وطاعة فللشكر قواعده المتينه وهى خضوع الشاكر للمشكور
وحبه له واعترافه بنعمته وثناؤه عليه بها وألا يستعملها فيما يكره
وذلك بأن لايستعين بشيء من نعم الله على معصيته
فالشكر زيادة في النعم قال الله تعالى "لئن شكرتم لازيدنكم " سورة إبراهيم أية 7
الوصية الثالثة
وإذا تظاهرت عليك الهموم أو الغموم فقل لا حول ولاقوة إلا بالله العلى العظيم وهيكلمة عظيمة قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه: ((ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة: لا حول ولا قوة إلا بالله)) رواه البخاري في الدعوات، ومسلم في الذكر
ماأجمل هذه النصائح
التى نطق بها الإمام جعفر الصادق رضى الله عنه - وماأعظم العمل بها حيث
إنها مستوحاة من القرآن الكريم والسنة الصحيحة وعلينا أن نعلم أن استجابة
الدعاء عند الله مرتبط بترك المعاصى وبالعمل بهدى رسول الله صلى الله عليه
وسلم
أسأل الله أن يفقهنا في ديننا كما يحب ويرضى[/size]