أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، وفي حال رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
بسم الله الرحمن الرحيم .. الوالدان..وما أدراك ما الوالدان .. الوالدان، اللذان هما سبب وجود الإنسان، ولهما عليه غاية الإحسان.. الوالد بالإنفاق.. والوالدة بالولادة والإشفاق.. فللّه سبحانه نعمة الخلق والإيجاد.. ومن بعد ذلك للوالدين نعمة التربية والإيلاد.. من روائع هذا الدين تمجيده للبر حتى صار يعرف به ، فحقا إن الإسلام دين البر الذي بلغ من شغفه به أن هون على أبنائه كل صعب في سبيل ارتقاء قمته العالية ، فصارت في رحابه أجسادهم كأنها في علو من الأرض وقلوبهم معلقة بالسماء ..
وأعظم البر ( بر الوالدين ) الذي لو استغرق المؤمن عمره كله في تحصيله لكان أفضل من جهاد النفل ، الأمر الذي أحرج أدعياء القيم والأخلاق في دول الغرب ، فجعلوا له يوما واحدا في العام يردون فيه بعض الجميل للأبوة المهملة ، بعدما أعياهم أن يكون من الفرد منهم بمنزلة الدم والنخاع كما عند المسلم الصادق.. وقد قال الله تعالى في بر الوالدين : ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾ (الإسراء: 23-24) . وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة قلت من هذا ؟ فقالوا :حارثة بن النعمان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كذلكم البر كذلكم البر [ وكان أبر الناس بأمه ] ) .. عن عبدالله بن مسعود أنه قال: سألت رسول الله ، قلت : يارسول الله ،أي العمل أفضل ؟ قال : ( الصلاة على ميقاتها ) قلت : ثم أي ؟ قال : ( ثمبر الوالدين ) قلت : ثم أي ؟ قال الجهاد في سبيل الله ) . فسكت عن رسول الله صلىالله عليه وسلم ، ولو استزدته لزادني. (البخاري)
ومن أقوال الشعراء : *العيش ماضٍ فأكرم والديك به.. والأم أولى بإكرام وإحسانِ.. *وحسبها الحمل والإرضاع تدمنه.. أمران بالفضل نالا كل إنسان..
*أطع الإله كما أمر.. واملأ فؤادك بالحذر.. *وأطع أباك فإنه.. رباك من عهد الصغر.. ومن أجمل القصص في بر الوالدين قصة أحد الطلاب عندما أخبرهم أستاذ المادة في الجامعة بضرورة تسليم المشروع الذي قاموا به بداية الدراسة ضمن بحث التخرج وأكد عليهم أنه سيشكل نسبة كبيرة من العلامة النهائية, في نهاية المحاضرة لحق هذا الطالب بالدكتور وسأله بقلق: هل لي بعمل مشروع آخر سيدي؟ تعجب الدكتور من هذا الطلب فمشروع هذا الطالب كان من أفضل المشاريع ونال عليه تقديرا جيدا فسأله عما أصاب مشروعه؟ فأجاب الطالب بشيء من الحياء قائلاً : مشروعي يا سيدي تحتفظ بهِ والدتي فوق ثلاجتها. إن من اكبر الجرائم أن يطغى الابن والولد على احد والديه أوكلاهما ويقع في شراك وشباك عقوق الوالدين؛ بأي ماء وجه وبأي قلب وبأي حال وبأي عذرا وبأي حجج وبأي كذب سيواجه هذا المجرم رب العالمين.. وستفضح الملائكة الشداد تصرفاته المرعوصة الرعنة بالصوت والصورة؛ إذا كانت كلمة أف لهما هي من العقوق فكيف بالشتم والضرب واللعن يا ربِ استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض. كيف ينسى أو يتناسى الواحد منا الأيام الشداد والأيام الصعاب التي واجهها الوالدين في سبيلنا من حمل في بطن أمهاتنا ولمدة تسعة أشهر ومن رضاعة حليب لنا ولمدة سنتين ومن تربية ورعاية وبذل للمال والنفس ولسنين طوال فلقد وهبوا لنا كل حنانهم ودعوا لنا بالخير والأمان وبدون منٍ ولا أذى وبدون مقابل ولا يريدون منا إلا البر اليسير والاحترام والتقدير والمداراة الجميلة البسيطة. هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟ أنقابل هذا العرفان بهذا الجحود وبهذا الذنب العظيم ؟ ماذا لو كنا لقطاء من آباء مجهولي الهوية من سيرحمنا ومن سيشفق علينا!! ماذا لو كنا أبناء زناة هل سيضحى من اجلنا؟؟!! ماذا لو كنا من عائلات غير مسلمة وعائلات مجرمة هل سنغذى بالحب والحنان؟؟؟!!! طبعا لا وألف لا ؛ لن نحصل على أي من الحب والحنان ولا التضحية ولا الرحمة ولا الشفقة لأنها نعم جليلة وبركات متجلية من لدن حكيم خبير رحيم (جل جلاله) التي لا يهبها رب العالمين إلا إلى الوالدين وهي فيوضات وأنهار من اسم الله الرحيم جل في علاه..
أيها الجاحد لهذه النعمة الجليلة والبركة العظيمة.. ساعات ثمينة بذلت من اجلنا نحن الأولاد بل قل سنين عديدة لتنشئتنا على الأخلاق السوية والتصرفات المتزنة.. كانت مرحلة امتحان واختبار وابتلاء للوالدين تجاه أولادهم؛ مرت أيام وسنين وها قد وصلوا الوالدين إلى مرحلة العجز والكبر بل رجعوا إلى مرحلة الطفولة ويحتاجون إلى من يرعاهم؛ إلى من يتحدث معهم؛ إلى من يضحي لأجلهم؛ إلى من يتذكر الوفاء لهم فقد تغيرت وانقلبت صيغة الامتحان والاختبار فتوجب على الأولاد والأبناء أن يبروا والديهم ويحترموهم بالسمع والطاعة وبالخدمة الطيبة المباركة؛ ها قد انحنت ظهورهم واعتلى رأسهم الشيب والشعر الأبيض وسقطت اغلب أسنانهم وهاهم قد تهيئوا للقبور فليتغمدهم ربنا برحمته الواسعة..
فلنذكر أنفسنا وإخواننا الأعزاء بمنزلة الوالدين وان وجودهم معنا لهو بركة للبيت وللأطفال فالله جل جلاله قدرهم وأعطاهم منح عظيمة وجليلة منها الدعاء المستجاب ومنها البركة في البيت وما يعم من خير ورزق لساكني هذا البيت ومنها الحفظ من الشرور ومن البلاءات بإذن الله وغيرها كثير. فختاما نسال ربنا ومولانا العظيم الخالق أن يدخلهم الجنة ونسأله جل جلاله أن يقال لهم يوم القيامة : طبتم وطاب سعيكم فادخلوها سالمين غانمين والحمد لله رب العالمين وصلى الله على من أرسل رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم..
يا قارىء خطى لا تبكى على موتى .. فاليوم أنا معك وغدا فى التراب فإن عشت فإنى معك وإن مت فتبقى للذكرى .. ويا مارا على قبرى لا تعجب من أمرى .. بالأمس كنت معك وغدا أنت معى .. أموت ويبقى كل ما كتبته ذكرى .. فيا ليت كل من قرأ خطى دعا لى