فجأة وهو يمشي وقد فاحت رائحة
الدخان من حوله ويداه في جيوبه ورأسه محنيٌ للريح التي تتلاعب بشعره وسمعه
كاد ان يتجمد من شدة البرد ... محتارٌ الى اين يذهب فقدماه اخذته الى نِعله
في اشتياقٍ للمسير
سمع صوتاً وصل لنصف المتجمده في رأسه ... صوتٌ يأتي من بعيد او هو قريبٌ وخافت
الفضول سيطر على حالته في تلك اللحظه
مشى صوب ذاك الصوت في الاتجاهات الأربعه كان كمن يُمشط الارض بقدميه , كلما
اقترب هو يبتعد ذاك الصوت . ولكنه مشى غير مدركٍ بأنه وقع في مصيدةٍ لا
يعرف ما نهايتها
لا شيء ولا حتى الطريق مألوفٌ له .. وكأنه في عالمٍ اخر
احتار ايكمل الطريق حيث الصوت ؟
ام يرجع ؟ والى اين ؟ وكيف ؟
لاح له بعد ثوانٍ من التفكير بالرجوع الى اللاشيء .. ضوءٌ خافت
كأنها نارٌ او ضوء مصباح ..
اتجه صوب ذاك النور. واثناء المسير اخترق صوت الرعد ذاك الجمود الذي التف حول سمعه
وضوء البرق اخفى ذاك الضوء الخافت
.... انها تمطر ....
ركض نحو ما كان قد رأه من نور. وقد اختفى
تفاجىء بغرفةٍ محطمةٍ او شبه غرفه
رِجلٌ الى الامام ورِجلٌ الى الخلف تتعثران بأنفاسه التي تسقط منه وبأفكاره التي تزدحم امامه
ولكن ما العمل ؟
يريد ان يحتمي من رحمة الله ...
بابُ الغرفة او شبه الباب يستند على ما تبقى له من اطارٍكان يحتويه في غابر الزمان
مفتوحٌ من الاسفل , اخشابه مُتأكله ...
دفع الباب الى الداخل .. فهو لا يحب الا الداخلين
احدث فتحُ الباب ضجة عاليه اهتزت الجدران من ذاك الصوت
نظر لداخل الغرفة وهو يستمع لصوت موسيقى لم يسمع مثلها من قبل
صوت حبات المطر وهي تحط على الاواني ...
وجد سريراً بالياً ووجد غطاءاً قد تأكل
ولكن ما العمل ؟
جلس على طرف السرير والافكار تهزه وتهز السرير
الصقيع قد استوطن اجزاءه ودخل في عظامه
رمى بنفسه والتحف بالغطاء البالي , اشتم منه رائحة نتنةٌ ذكرته بمن اغتابهم
في غابر الزمن ...
ولكن ( من اضطر غير باغٍ ولا عادٍ فلا اثم عليه )..
وضع جسده تحت الغطاء ورأسه مكشوفاً ... واصبحت الافكار تصول وتجول في ميادين الندم
قطع التفكير صوتُ طرقٍ على شباكٍ قد اُقفل بأحكام بخشبتين مُدعمتين بمسامير على شكل صليب
احد هذه المسامير بارزٌ وقد عُلق عليه ثوبٌ على امل ان يعود صاحبه اليه ولكن.....
لم يتجراء ان ينهض من فراشه لينظر ما الخطب.!!
بقي في فراشه الى ان دخل وقت الفجر واعتلت السماء عن الارض مقدار رمحٍ
قد غُرز بصدره ...
دخلت مع هذا الرمح خيوط الشمس الذهبيه من بيت جدران الغرفه.. ولكن رائحة
الارض التي انتشرت اعطته حافزاً لان يقوم رغم الالم والحيره التي تلاعبت به
اشعل سيجارته وفتح الباب ... واذ
بـــ الصوت الذي سمعه البارحه يناديه من جديد من بين الاشجار..
اقترب لا تخف كنتُ انتظرك ...
استغرب الامر ولم يصدق ما يسمع ونصف ما يرى
من انتِ ؟
قالت انا قدرك .....