أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، وفي حال رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق عائشة رضي الله عنها
1. نسبها و نشأتها 2. فضائلها 3. زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم 4. أحب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم 5. علمها 6. زهدها 7. عبادتها 8. أحداث في حياتها 9. وفاتها
أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- نسبها و نشأتها رضي الله عنها ::
هي أم عبد الله، عائشة بنت أبي بكر، عبد الله بن أبي قحافة. ينتهي نسبها إلى تَيم بن مرة بن كعب بن لؤي. فهي تيمية قرشية. أما أمها فهي أم رومان بنت عامر بن عُويمر، وقيل بنت عمير بن عامر، من بني دهمان بن الحارث بن غالب بن مالك بن كنانة . ولدت في السنة الرابعة بعد البعثة . و تزوجها الرسول محمد بن عبد الله – صلى الله عليه و سلم- بعد وفاة زوجته الأولى خديجة بنت خويلد، وكان ذلك قبل الهجرة بسنتين، وكان عمرها ست سنين، و توفي محمد – صلى الله عليه و سلم- وهي في الثامنة عشرة من عمرها، وقد عاشت معه ثمانية أعوام وخمسة أشهر.
فضائلها رضي الله عنها ::
إنها عائشة بنت الصديق المبرأة من فوق سبع سماوات من حادثة الإفك، وكانت أم المؤمنين من أحب نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قلبه . وفي فضل عائشة- رضي الله عنها- قال صلى الله عليه وسلم: (فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام) .
الراوي: أنس بن مالك المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2446 خلاصة حكم المحدث: صحيح
زواجها من النبي ::
أريتك قبل أن أتزوجك مرتين ، رأيت الملك يحملك في سرقة من حرير ، فقلت له : اكشف ، فكشف فإذا هي أنت ، فقلت : إن يكن هذا من عند الله يمضه ، ثم أريتك يحملك في سرقة من حرير ، فقلت : اكشف ، فكشف ، فإذا هي أنت ، فقلت : إن يك هذا من عند الله يمضه أي سيكون. الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7012 خلاصة حكم المحدث: [صحيح] و لما توفيت خديجة ولم يكن عنده غيرها عرضت عليه امرأتان ثيب وبكر أما الثيب فسودة بنت زمعة إحدى السابقات إلى الإيمان وأما البكر فعائشة وكانت صبية بنت ست سنين فقط فوافق النبي صلى الله عليه وسلم على العرض أما سودة فتزوج بها ودخل بها وأما عائشة فعقد عليها ولم يدخل بها لصغر سنها. و لما هاجر إلى المدينة وبلغت من العمر تسع سنين دخل بها النبي صلى الله عليه وسلم مرجعه من غزوة بدر غالباً منتصراً، وكانت عائشة تلعب على أرجوحة لها فجاءها النساء فزينها وأصلحنها له ثم أهدينها لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
أحب الناس إلى النبي صلى الله عليه و سلم ::
عن النبي صلى الله عليه وسلم : قالوا يا رسول الله أي الناس أحب إليك قال عائشة قالوا إنما نعني من الرجال قال أبوها
الراوي: أنس المحدث: الدارقطني - المصدر: تاريخ دمشق - الصفحة أو الرقم: 30/136 خلاصة حكم المحدث: غريب من حديث حميد عن أنس تفرد به المعتمر
علمها رضي الله عنها ::
كانت أكثرهن تلقيا للعلم عنه صلى الله عليه و سلم فقد كانت- رضي الله عنها- من أعلم الناس بتعاليم الإسلام. قال الزهري: (لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أمهات المومنين وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل .
زهدها في الدنيا ::
كانت- رضي الله عنها- زاهدة في الدنيا، فقد أخرج ابن سعد من طريق أم درة قالت: (أتيت عائشة بمائة ألف ففرقتها وهي يومئذ صائمة فقلت لها أما استطعت فيما أنفقت أن تشتري بدرهم لحما تفطرين عليه فقالت: لو كنت ذكرتيني لفعلت) . وعن هشام بن عروة بن القاسم بن محمد: سمعت ابن الزبير يقول: (ما رأيت امرأة قط أجود من عائشة وأسماء، وجودهما مختلف: أما عائشة فكانت تجمع الشيء إلى الشيء حتى إذا اجتمع عندها وضعته مواضعه ..) وكانت تأتيها الأموال العظيمة فتفرقها ولا ترقع ثوبها رضي الله عنها.
عبادتها رضي الله عنها ::
كانت من أتقى الناس لله وأخوفهم له كانت تذكر بعض أمورها فتبكي حتى تبل دموعها خمارها خوفاً من الله وخشية منه ، فقد نذرت مرة ألا تكلم ابن أختها حتى يفرق بينهم الموت بسبب إساءة نالتها منه ثم قبلت شفاعة بعض الناس فكلمته وأعتقت لعدم وفائها بنذرها أربعين رقبة وبقيت إذا ذكرت ذلك بكت بكاء يرحمها له من عندها.
أحداث في حياتها ::
زعموا : أن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج سفرا أقرع بين أزواجه ، فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه ، فأقرع بيننا في غزاة غزاها ، فخرج سهمي فخرجت معه ، بعد ما أنزل الحجاب ، فأنا أحمل في هودج وأنزل فيه ، فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوته تلك وقفل ، ودنونا من المدينة ، آذن ليلة بالرحيل ، فقمت حين آذنوا بالرحيل ، فمشيت حتى جاوزت الجيش ، فلما قضيت شأني ، أقبلت إلى الرحل ، فلمست صدري ، فإذا عقد لي من جزع أظفار قد انقطع ، فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه ، فأقبل الذين يرحلون لي ، فاحتملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب ، وهم يحسبون أني فيه ، وكان النساء إذ ذاك خفافا لم يثقلن ، ولم يغشهن اللحم ، وإنما يأكلن العلقة من الطعام ، فلم يستنكر القوم حين رفعوه ثقل الهودج فاحتملوه ، وكنت جارية حديثة السن ، فبعثوا الجمل وساروا ، فوجدت عقدي بعد ما استمر الجيش ، فجئت منزلهم وليس فيه أحد ، فأممت منزلي الذي كنت به ، فظننت أنهم سيفقدونني فيرجعون إلي ، فبينا أنا جالسة غلبتني عيناي فنمت ، وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني من وراء الجيش ، فأصبح عند منزلي ، فرأى سواد إنسان نائم فأتاني ، وكان يراني قبل الحجاب ، فاستيقظت باسترجاعه ، حين أناخ راحلته ، فوطئ يدها فركبتها ، فانطلق يقود بي الراحلة ، حتى أتيناالجيش بعد ما نزلوا معرسين في نحر الظهيرة ، فهلك من هلك ، وكان الذي تولى الإفك عبد الله بن أبي ابن سلول ، فقدمنا المدينة ، فاشتكيت بها شهرا ، يفيضون من قول أصحاب الإفك ، ويريبني في وجعي : أني لا أرى من النبي صلى الله عليه وسلم اللطف الذي كنت أرى منه حين أمرض ، وإنما يدخل فيسلم ، ثم يقول : ( كيف تيكم ) . لا أشعر بشيء من ذلك حتى نقهت . فخرجت أنا وأم مسطح قبل المناصع ، متبرزنا ، لا نخرج إلا ليلا إلى ليل ، وذلك قبل أن نتخذ الكنف قريبا من بيوتنا ، وأمرنا أمر العرب الأول في البرية ، أو في التنزه ، فأقبلت أنا وأم مسطح بنت أبي رهم نمشي ، فعثرت في مرطها ، فقالت : تعس مسطح ، فقلت لها : بئس ما قلت ، أتسبين رجلا شهد بدرا ، فقالت : يا هنتاه ألم تسمعي ما قالوا ، فأخبرتني بقول أهل الإفك ، فازددت مرضا إلى مرضي ، فلما رجعت إلى بيتي ، دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم ، فقال : ( كيف تيكم ) . فقلت : ائذن لي إلى أبوي ، قالت : وأنا حينئذ أريد أن أستيقن الخبر من قبلهما ، فأذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيت أبوي ، فقلت لأمي : ما يتحدث به الناس ؟ فقالت : يا بنية ، هوني على نفسك الشأن ، فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة ، عند رجل يحبها ، ولها ضرائر ، إلا أكثرن عليها . فقلت : سبحان الله ، ولقد يتحدث الناس بهذا ؟ قالت : فبت الليلة حتى أصبحت ، لا يرقأ لي دمع ، ولا أكتحل بنوم ، ثم أصبحت فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد ، حين استلبث الوحي ، يستشيرهما في فراق أهله ، فأما أسامة فأشار عليه بالذي يعلم في نفسه من الود لهم ، فقال أسامة : أهلك يا رسول الله ولا نعلم والله إلا خيرا ، وأما علي بن أبي طالب فقال : يا رسول الله ، لم يضيق الله عليك ، والنساء سواها كثير ، وسل الجارية تصدقك ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة ، فقال : ( يا بريرة ، هل رأيت شيئا يريبك ) . فقالت بريرة : لا والذي بعثك بالحق ، إن رأيت منها أمرا أغمصه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن ، تنام عن العجين ، فتأتي الدواجن فتأكله . فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من يومه ، فاستعذر من عبد الله بن أبي ابن سلول ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهلي ، فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا ، وقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا ، وما كان يدخل على أهلي إلا معي ) . فقام سعد بن معاذ فقال : يا رسول الله ، أنا والله أعذرك منه : إن كان من الأوس ضربنا عنقه ، وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا فيه أمرك . فقام سعد بن عبادة ، وهو سيد الخزرج ، وكان قبل ذلك رجلا صالحا ، ولكن احتملته الحمية ، فقال : كذبت لعمر الله لا تقتله ، ولا تقدر على ذلك . فقام أسيد بن الحضير فقال : كذبت لعمر الله ، والله لتقتلنه ، فإنك منافق تجادل عن المنافقين . فثار الحيان : الأوس والخزرج ، حتى هموا ورسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر ، فنزل فخفضهم ، حتى سكتوا وسكت ، وبكيت يومي لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم ، فأصبح عندي أبواي ، قد بكيت ليلتين ويوما ، حتى أظن أن البكاء فالق كبدي ، قالت : فبينا هما جالسان عندي وأنا أبكي ، إذ استأذنت امرأة من الأنصار فأذنت لها ، فجلست تبكي معي ، فبينا نحن كذلك إذ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس ولم يجلس عندي من يوم قيل في ما قيل قبلها ، وقد مكث شهرا لا يوحى إليه في شأني شيء ، قالت : فتشهد ، ثم قال : ( يا عائشة ، فإنه بلغني عنك كذا وكذا ، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله ، وإن كنت ألممت بشيء فاستغفري الله وتوبي إليه ، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه ) . فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة ، وقلت لأبي : أجب عني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت لأمي : أجيبي عني رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال ، قالت : والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالت : وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيرا من القرآن ، فقلت : إني والله لقد علمت أنكم سمعتم ما يتحدث به الناس ، ووقر في أنفسكم وصدقتم به ، ولئن قلت لكم إني بريئة ، والله يعلم إني لبريئة ، لا تصدقوني بذلك ، ولئن اعترفت لكم بأمر ، والله يعلم أني بريئة ، لتصدقني ، والله ما أجد لي ولكم مثلا إلا أبا يوسف إذ قال : فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون . ثم تحولت إلى فراشي ، وأنا أرجو أن يبرئني الله ، ولكن والله ما ظننت أن ينزل في شأني وحيا ، ولأنا أحقر في نفسي من أن يتكلم بالقرآن في أمري ، ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله ، فوالله ما رام مجلسه ، ولا خرج أحد من أهل البيت ، حتى أنزل عليه الوحي ، فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء ، حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق في يوم شات ، فلما سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضحك ، فكان أول كلمة تكلم بها أن قال لي : ( يا عائشة ، احمدي الله ، فقد برأك الله ) . فقالت لي أمي : قومي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : لا والله لا أقوم إليه ، ولا أحمد إلا الله ، فأنزل الله تعالى : إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم . الآيات ، فلما أنزل الله هذا في براءتي ، قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه : والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا ، بعد ما قال لعائشة . فأنزل الله تعالى : ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة - إلى قوله ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم . فقال أبو بكر : بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي ، فرجع إلى مسطح الذي كان يجري عليه . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل زينب بنت جحش عن أمري ، فقال : ( يا زينب ، ما علمت ، ما رأيت ) . فقالت : يا رسول الله ، أحمي سمعي وبصري ، والله ما علمت عليها إلا خيرا . قالت : وهي التي كانت تساميني ، فعصمها الله بالورع .
الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2661 خلاصة حكم المحدث: [صحيح] وفاتها رضي الله عنها ::
بعد حياة حافلة بالتقوى والصلاح ونشر العلم وبذله معمورة بالعبادة والقدوة الصالحة توفيت عائشة ليلة الثلاثاء السابع عشر من رمضان من السنة السابعة والخمسين للهجرة, وأوصت أن تدفن بالبقيع ليلا. صلى عليها أبو هريرة بعد صلاة الوتر، ونزل في قبرها خمسة: عبد الله وعروة ابنا الزبير بن العوام من أختها أسماء بنت أبي بكر والقاسم وعبد الله ابنا أخيها محمد بن أبي بكر، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر، وكان عمرها يومئذ سبعا وستين سنة .
وبذلك طويت صفحة من صفحات المجد والمثل العليا التي قل أن تتكرر في تاريخ البشرية، ماتت عائشة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا وزوجته في الجنة ولكن علمها لم يمت وسيرتها لم تدفن. فلا تزال سيرتها نموذجاً يحتذى به، ولا زال علمها ميراثاً يروى .