في ليلة من ليالى الشتاء الباردة وبعد
انطفاء مصباح الغرفة ..خيم الظلام ..وتحت وطأة البرد القارس تلففت في
عباءتي وشرد فكري في التأمل في هذا العالم ..
تذكرت وسط هذا الصقيع العارم والزمهرير الشديد ليلة وحدتي ووحشتي في القبر ذلكم البيت الذي ينتظر كل انسان على وجه البسيطة.
تذكرت أول ليلة في زيارة منزلي الجديد الذي أخطو كل يوم سعيا اليه ..هل يكون واسعا أم ضيقا منيرا أم مظلما مخيفا أم آمنا
كيف سيتم استقبالى وأنا ضيف عالم البرزخ؟ وأنا خالي الوفاض الا من كفن يستر
عورتي ومن عمل ألقى به الله وقد تركت كل متاعي وأولادي وأموالي وأصحابي
ظهريا
وبدأت مخيلتي فى استذكار ما سلف من ذنوبي التي لايعلمها الا الله لا اتذكر
ذنبا الا وافتكرت ذنبا غيره وبدأت ذاكرة صباي وشبابي تتراءى امام عيني
كانها مسلسل...
فخفت عاقبتي واجهشت بالبكاء والعويل وأنا وحيد غرفتي’ وزاد في وجلى صوت
الرعد والامطار الطوفانية التي كانت تغمر المنطقة. تذكرت حينذاك سطوة
الجبار سبحانه وأيقنت من ضعف قوتي وقلة حيلتي وعرفـت أن لا خلاص لي
الااللجوء والنجوء الى الله عسى ان يغفر لي ما سلف من ذنبي...
وتذكرت صالح أعمالي وان قلت... وقلت في نفسي هل تقبلها الله مني أم ردت
علي...احترت في أمري وأسلمت نفسي للنوم مستغفرا ومهللا بعد ان قرأت ما تيسر
لي من القرآن الكريم طامعا من الله ان يكون شفيعي (يوم لا ينفع مال ولا
بنون الا من اتى الله بقلب سليم)ولازلت اذكر الله الا أن سمعت أذان الفجر
فهممت الى الوضوء واسرعت الى المسجد لأحضر صلاة الغذاة
وتقبلوا تحياتي