الأمير عبد القادر الجزائريعبد القادر ابن محي الدين المعروف
بالأمير عبد القادر أو
عبد القادر الجزائري (1122 هـ / 6 سبتمبر 1808 بمعسكر - 26 مايو 1883 بدمشق)، الامير عبد
القادر بن محي الدين مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة.خاض معارك ضد الحتلال
الفرنسي للدفاع عن الوطن وبعدها نفي إلى دمشق وتفي فيها عبد القادر عالم
دين، الشاعر، الفيلسوف، السياسي والمحارب في آن واحد. اشتهر بمناهضته
للاحتلال الفرنسي للجزائر.
النشأة
ولد
الامير عبد القادر بن الأمير محيي الدين بن مصطفى بن محمد بن المختار بن
عبد القادر بن أحمد بن محمد بن عبد القوي بن يوسف بن أحمد بن شعبان بن محمد
بن أدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن عبد الله (الكامل) بن الحسن المثنى بن
الحسن (السبط) بن فاطمة بنت محمد رسول الله وزوجة علي بن أبي طالب ابن عم
الرسول.
[1][2][3][4] وأيضا من عائلة رسول الإسلام محمد.
[5]تم تحقيق النسب الشريف
الصحيح للأمير عبد القادر في كتاب (الإحياء بعد الإنساء) يصدر بمعرض
القاهرة الدولي للكتاب 2011 م للمحقق الشريف عبد الفتاح فتحي أبو حسن شكر
(الحدين ــ كوم حماده ــ بحيرة ــ مصر)
لأدرج ضمن خطة احتفالية
«دمشق عاصمة للثقافة العربية»، ترميم وتأهيل عدد من البيوت الشهيرة في دمشق
بعضها كانت الدولة قد وضعت اليد عليها من أجل تحويلها إلى منشآت سياحية
وثقافية، مثل قصر العظم، ودار السباعي، والتكية السليمانية، وغيرها. ويذكر
أن بعض البيوت في دمشق القديمة كانت قد تحولت إلى مطاعم سياحية، كبيت
الشاعر شفيق جبري، وبعضها لا تزال تنتظر ليبتّ بأمرها، والبعض الآخر،
استثمرتها سفارات بعض الدول الأوروبية وحولتها إلى بيوت ثقافية، مثل «بيت
العقاد» الذي تحول إلى المعهد الثقافي الدنماركي في حي مدحت باشا.
واليوم وبالاتفاق بين
المفوضية الأوروبية والإدارة المحلية والبيئة، وضمن برنامج تحديث الإدارة
البلدية، يجري تأهيل بيت الأمير عبد القادر الجزائري الواقع في ضاحية دمر،
غرب دمشق، والقصر هو مصيف كان للأمير في «الربوة»، على ضفاف بردى، وسط روضة
من الأشجار الوارفة.
القصر كما أفادنا
المهندس نزار مرادمي الذي نفذ الترميم، يعود بناؤه إلى حوالي 140 سنة، سكنه
الأمير عبد القادر مع عائلته عام 1871، ثم سكنه أبناء الأمير وأحفاده،
وكان آخرهم الأمير سعيد الجزائري، رئيس مجلس الوزراء في عهد حكومة الملك
فيصل، بعد الحرب العالمية الأولى. وصار القصر مهملاً مهجوراً، شبه متهدم،
منذ عام 1948. والقصر اليوم مملوك لصالح محافظة دمشق لأغراض ثقافية
وسياحية. تبلغ مساحة القصر المؤلف من طابقين 1832 متراً مربعاً. ويقول
المهندس نزار، إن العمل تم في القصر ومحيطه، بعد إزالة البناء العشوائي،
وسيتم افتتاح القصر رسمياً في شهر مايو (أيار) من العام الجاري. وسيضم
القصر بعد ترميمه، قاعة كبيرة خاصة بتراث الأمير عبد القادر، بالتعاون مع
السفارة الجزائرية بدمشق، التي عبرت عن استعدادها بتزويد القصر بكل ما
يرتبط بتراث هذا المجاهد الذي يكن له الجزائريون كما السوريون والعرب كل
التقدير، ليس لكونه مجاهداً ومصلحاً وحسب، بل أيضاً لكونه عالماً وفقيهاً
وشاعراً، وداعية دؤوباً للتآخي بين شعوب الشرق.
ويذكر أنه بعد استقلال الجزائر، تم نقل جثمان الأمير، من دمشق إلى الجزائر عام 1966.
وقال المهندس نزار
مرادمي ان عملية الترميم، تتركز على بعدين: ثقافي وبيئي. ويراد من ترميم
القصر تحويله إلى بيت للثقافة، يزوره الناس مع ما يحمله اسم صاحب القصر من
دلالات، والبعد الآخر سياحي، حيث يتم إنشاء حديقة بيئية أمام القصر وفي
محيطه، وهذا يندرج ضمن المساعي القائمة لتحسين مظهر المدينة وتأهيل المعالم
السياحية فيها.
ويذكر بهذا الصدد أن هذا
القصر لم يكن المنزل الوحيد للأمير، ولم يكن محل إقامته الدائم. فمن
المعروف أن منزله هو الذي منحته إياه السلطات العثمانية في حي العمارة
بدمشق القديمة، والمعروف بـ«حارة النقيب» وهو الحي الذي ضم آل الجزائري حتى
اليوم..
في منفاه بدمشق
استقر الأمير عبد القادر
الجزائري في دمشق من عام 1856 إلى عام وفاته عام 1883، أي 27 سنة. ومنذ
قدومه إليها من إسطنبول تبوأ فيها مكانة تليق به كزعيم سياسي وديني وأديب
وشاعر.. وكانت شهرته قد سبقته إلى دمشق، فأخذ مكانته بين العلماء والوجهاء،
فكانت له مشاركة بارزة في الحياة السياسية والعلمية. قام بالتدريس في
الجامع الأموي، وبعد أربعة أعوام من استقراره في دمشق، حدثت فتنة في الشام
عام 1860 واندلعت أحداث طائفية دامية، ولعب الزعيم الجزائري دور رجل
الإطفاء بجدارة، فقد فتح بيوته للاجئين إليه من المسيحيين في دمشق كخطوة
رمزية وعملية على احتضانهم. وهي مأثرة لا تزال تذكر له إلى اليوم إلى جانب
كفاحه ضد الاستعمار الفرنسي في بلاده الجزائر.
الأمير عبد القادر أثناء حمايته للمسيحيين في دمشق
وهو بالإضافة إلى مكانته
الوجاهية في دمشق، مارس حياة الشاعر المتصوف، شبه نجده لا سيما في قدومه
من المغرب متجولاً في المشرق وتركيا، ثم اختياره لدمشق موطناً حتى الموت.
وربما ليس من باب المصادفة أن يدفن الأمير عبد القادر بجانب ضريح الشيخ
الأكبر في حضن جبل قاسيون.
من جهة أخرى عبر الفنان
السوري أسعد فضة، عن رغبته في تجسيد شخصية الأمير عبد القادر الجزائري في
فيلم سينمائي ضخم، بالتعاون مع وزارة الثقافة الجزائرية. وسبق للروائي
الجزائري واسيني الأعرج أن قدم رواية تاريخية بعنوان «مسالك أبواب الحديد»
عن الأمير عبد القادر وسيرة كفاح الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي.
عن هذا الاهتمام اللافت
بالأمير، سواء في سوريا أو في الجزائر، يرى النحات آصف شاهين، رئيس تحرير
مجلة أبولدور الدمشقي: إن هذا الاهتمام وإن جاء متأخراً إلا أنه ضروري لرجل
يستحق، وهو، أي الأمير، صاحب سيرة حافلة بالكفاح امتدت من المغرب العربي
إلى المشرق، وإن كان الأوروبيون يشاركوننا في هذا الاهتمام، فقد كان الأمير
عبد القادر رجل حوار وتحرر. وإن كان كافح الاستعمار الأوروبي، فقد عرفته
بعض الشخصيات الأوروبية كمحاور متميز وواحد من أعلام الإسلام في ذاك العصر.
يرى المهندس هائل هلال
أن الأمير عبد القادر لم ينل حقه من الإنصاف، وقلما يذكر إلا كمجاهد قديم،
جاء من الجزائر إلى الشام ليستريح في أفياء غوطتها الغناء بينما في حقيقة
الأمر، يقول هلال: إن الرجل كان أحد أكبر أعلام تلك المرحلة، وأنه هو
وأحفاده فيما بعد، دخلوا التاريخ السوري من بابه الواسع.
ولد في 23 رجب 1222هـ /
مايو 1807م، وذلك بقرية "القيطنة" بوادي الحمام من منطقة معسكر "المغرب
الأوسط" الجزائر، ثم انتقل والده إلى مدينة وهران.
لم يكن محيي الدين (والد
الأمير عبد القادر) هملاً بين الناس، بل كان ممن لا يسكتون على الظلم،
فكان من الطبيعي أن يصطدم مع الحاكم العثماني لمدينة "وهران"، وأدى هذا إلى
تحديد إقامة الوالد في بيته، فاختار أن يخرج من الجزائر كلها في رحلة
طويلة.
كان الإذن له بالخروج
لفريضة الحج عام 1241هـ/ 1825م، فخرج الوالد واصطحب ابنه عبد القادر معه،
فكانت رحلة عبد القادر إلى تونس ثم مصر ثم الحجاز ثم البلاد الشامية ثم
بغداد، ثم العودة إلى الحجاز، ثم العودة إلى الجزائر مارًا بمصر وبرقة
وطرابلس ثم تونس، وأخيرًا إلى الجزائر من جديد عام 1828 م، فكانت رحلة تعلم
ومشاهدة ومعايشة للوطن العربي في هذه الفترة من تاريخه، وما لبث الوالد
وابنه أن استقرا في قريتهم "قيطنة"، ولم يمض وقت طويل حتى تعرضت الجزائر
لحملة عسكرية فرنسية شرسة، وتمكنت فرنسا من احتلال العاصمة فعلاً في 5
يوليو 1830م، واستسلم الحاكم العثماني سريعًا، ولكن الشعب الجزائري كان له
رأي آخر.
لوعة الفراق
أقول لمحبوبٍ تخلّف من بعدي
عليلاً بأوجاع الفراق والبعد
أما أنت حقا لو رأيت صبابتي
لهان عليك الأمرُ من شدة الوجد
وقلت أرى المسكين عذبه النوى
وأنحله حقا إلى منتهى الحدّ
وساءك ما قد نلت من شدة الجوى
فقلت وما للشوق يرميك بالجد
وإني وحق اللَه دائم لوعةٍ
ونار الجوى بين الجوانح في وقد
غريقٌ أسيرُ السقم مكلوم الحشا
حريقٌ بنار الهجر والوجد والصد
غريقُ حريق هل سمعتم بمثل ذا
ففي القلب نار والمياه على الخد
حنيني أنيني زفرتي ومضرتي
دموعي خضوعي قد أبان الذي عندي
ومن عجب صبري لكل كريهة
وحملي أثقالا تجلّ عن العد
ولست أهاب البيض كلا ولا القنا
بيوم تصير الهام للبيض كالغمد
ولا هالني زحف الصفوف وصوتها
بيوم يشيب الطفل فيه مع المرد
وأرجاؤه أضحت ظلاماً ويرقه
سيوفا وأصوات المدافع كالرعد
وقد هالني بل قد أفاض مدامعي
وأضنى فؤادي بل تعدّى عن الحدّ
فراق الذي أهواه كهلا ويافعا
وقلبي خليّ من سعاد ومن هند
فحلّت محلا لم يكن حل قبلها
وهيهات أن يحلل به الغير أو يجدي
وقد عرفتني الشوق من قبل والهوى
كذا والبكا يا صاح بالقصر والمد
وقد كلفتني الليل أرعى نجومه
إذا نامه المرتاع بالبعد والصد
فلو حملت رضوى من الشوق بعض ما
حملت لذاب الصخر من شدّة الوجد
ألا هل لهذا البين من آخر فقد
تطاول حتى خلت هذا إلى اللحد
ألا هل يجود الدهر بعد فراقنا
فيجمعنا والدهر يجري إلى الضد
وأشكوك ما قد نلت من ألم وما
تحمّله ضعفي وعالجه جهدي
لكي تعلمي أم البنين بأنه
فراقك نار واقترابك من خلد