أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، وفي حال رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
القاهرة - محمود عطوان: الشبت أو "الشمر" أحد أهم النباتات والأعشاب الطبية التي اشتهرت عبر العصور, لما له من فوائد طبية تساهم في علاج الكثير من الأمراض منها تسكين الآلام, واضطرابات الأمعاء, والامساك, كما يحتوي على مضادات الأكسدة التي تعمل على وقاية الجسم من تكون الخلايا السرطانية. حول أهمية الشبت وفوائده وقيمته العلاجية, واستخداماته الغذائية, يدور تحقيق "السياسة" التالي. يقول المهندس الزراعي عبد الفتاح محمد, خبير النباتات والصناعات الغذائية: الشبت أو "الشمر" من النباتات العشبية المعمرة التي تتبع الفصيلة الخيمية, ويرجع موطنه الأصلي لبلدان دول حوض البحر الأبيض المتوسط, ثم نقله الأسبان الى أميركا الجنوبية ومنها الى الولايات المتحدة, ومن أكثر الدول العربية المنتجة له مصر وسورية, كما زرعه الصينيون والهندوس والرومان قديما, وكان أحد أفضل النباتات الطبية التي يتم استخدامها في العصور الوسطى, وهو نبات يتميز بكثرة الأغصان وأوراقه تتدلى الى الأسفل, ولونها مائل الى الزرقة, وأزهاره مظلية الشكل لونها يتراوح ما بين الأخضر الى الأصفر, كما يصل ارتفاعه بين متر ومترين, وساقه مبرومة ذات لون أحمر داكن, كذلك تعتبر جذوره الغضة وبذوره من أهم الأجزاء المستخدمة فيه, حيث تضاف الى بعض الأطعمة والخضروات, وتستعمل في تجهيز أنواع مختلفة من السلطات وتؤكل طازجة, كما اضيف الى بعض المخبوزات ليمنحها طعما خاصا ونكهة مميزة. ويدخل الشبت في صناعة بعض الأكلات بصورة أساسية, منها محشي الشبت في بعض القرى في مصر, حيث يتم تجهيزه بخلط الشبت بالأرز ليكون وجبة شهية وغنية بقيمة غذائية كبيرة مفيدة للجسم, كما ينصح باضافته لبعض وصفات الأعشاب التي تعالج الانتفاخات, وبذوره من المواد المكسبة للطعم التي تضاف بكثرة للأطعمة كنكهات, مشيرا الى أن من يحرصون على تناول الشبت في أغذيتهم يتمتعون بصحة أفضل من غيرهم, كما أن من يعتمدون عليه بصفة خاصة من دون باقي أنواع التوابل تكون نسبة أصابتهم بالأمراض الخبيثة قليلة. ويفضل أن يشرب مغلي الشبت مرتين يوميا صباحا ومساء لعلاج الامساك والاضطرابات الهضمية, كما أن مسحوق جذوره اذا اضيف الى كوب ماء مغلي وتم تناوله مرتين يوميا فانه يعالج المشكلات البولية مثل حصى الكلى, كما يستعمل مغلي النبات في علاج الالتهابات التي تصيب الفم واللثة, وأوراقه الطازجة تفيد في علاج التسلخات التي تصيب الأعضاء التناسلية أو المناطق المحيطة بها.
صيدلية متنقلة
من جانبه يعتبر الدكتور سعيد شلبي, رئيس قسم الطب التكميلي بالمركز القومي للبحوث وأستاذ الباطنة, أن الشبت بمثابة صيدلية متنقلة لغناه بكثير من الفوائد الطبية والزيوت العطرية الطيارة التي تعالج آلام الأمعاء, ويقي من التقلصات, ومدر للبول, ويساعد في تفتيت الحصوات, كما يوصف كمسكن للذين يعانون من آلام القولون والبطن, لأنه يحتوي على نسبة عالية من الألياف والفيتامينات التي تسهل عملية الهضم, ويكافح بكتيريا الأمعاء, مشيرا الى أنه يحتوي على فيتامين سي بكثرة, لذلك يفضل اضافته الى وجبات الخضروات المطهية, أو السلطة. ويعد الشبت من أهم المواد الطبيعية المفيدة في علاج الأمراض المختلفة التي تصيب المعدة, حيث يعمل على تهدئة المغص, ويهدئ من عسر الهضم, وله فعالية في التخلص من الغازات, ويعالج التهابات المثانة, علاوة على فاعليته الكبيرة في تقليل الوزن, والعمل على ادرار اللبن لدى المرضعات, كذلك يؤخر ظهور أعراض الشيخوخة, وله رائحة عطرية زكية, ومن أهم الفوائد التي وصلت لنا من القدماء استخدامه كمادات لعلاج تورم العين, فهو بالفعل لديه القدرة والفاعلية في علاجه مثل هذه التورمات, علاوة على المساعدة في تحسين حالة الرؤية.
يحفظ الأطعمة
وتؤكد د.هناء محمد أستاذ علوم الأغذية بكلية الاقتصاد المنزلي بجامعة حلوان, على أهمية الشبت كقيمة غذائية وعلاجية كبيرة, لاحتوائه على فيتامينات "أ" و"ج" و"ب", وعدد من العناصر المهمة لوقاية الجسم من الأمراض, ومن أهم هذه المعادن, الكالسيوم, والحديد, والماغنسيوم, والبوتاسيوم, بالاضافة الى انه يحتوي على بعض المركبات الطبيعية المعروفة علميا ب¯ "الفيتو كيميائية" التي تفيد صحة الانسان العامة, بجانب احتوائه على نسبة عالية من المركبات "الفلافونويدية" التي تعمل على خفض مستوى الكولسترول الضار في الجسم, أما الزيوت المستخلصة منه فتعمل كمطهر ومضاد للتقلصات, كما تعتبر من مضادات الأكسدة الطبيعية التي تحافظ على المنتجات الغذائية من التلف. وعلاوة على ما سبق فانه يتميز بمحتواه العالي من مادة "الكاروتين" التي تساعد في تقوية حاسة النظر والحفاظ عليها, بجانب غناها بكثير من الألياف النباتية التي تلعب دورا في امتصاص السكريات والدهون وتنشط الأمعاء وتساعد على وقايتها من الاصابة بالأورام السرطانية, كما تساهم في تقليل امتصاص الكولسترول الضار, فضلا عن أنه يحد من تكون الخلايا السرطانية, لاحتوائه على مضادات الأكسدة التي تنشط أنزيمات الجليوتاسيون, كذلك يعتبر من الأطعمة التي تحارب هشاشة العظام لغناه بالكالسيوم, ويستعمل كفاتح للشهية لمذاقه المحبب ونكهته الطيبة, وزيوته العطرية المنعشة.
الزراعي أفضل
يقول الدكتور محمد فتحي الباحث بقسم بحوث الخضر بالمركز القومي للبحوث, الشبت نوعان الأول زراعي والثاني بري, يحتوي النوع الأول على بعض الزيوت الطيارة والمواد النيتروجينية التي تجعله من المواد التي تدخل في صناعة المخللات, وبعض أنواع المنظفات والعطور, كما يدخل في صناعة بعض الأدوية المعنية بعلاج الانتفاخ والمغص الذي يصيب الرضع والأطفال, ويصنع منه أيضا بعض المعاجين الخاصة بالأسنان, كما أنه مهدئ للأعصاب, وأيضا يعتبر الشبت من أشهر التوابل التي يتم اضافتها لعدد كبير من الأغذية, حيث يتم اضافته الى الأسماك البحرية والحساء والسلطات ليضفي عليها نكهة طيبة ومذاقا رائعا, وزيته كان من ضمن الزيوت الطبيعية التي تم استخدامها قديما لدهان الأجسام لاكسابها رائحة عطرة, ويعتبر من أهم الزيوت المفيدة لجمال البشرة ورونقها, ويعالج تساقط الشعر.
يعالج الصلع
ويؤكد د.محمد مدبولي أخصائي الجلدية والتجميل, أن الاكثار من تناول النباتات والخضروات الغنية بالزيوت الطيارة ينعكس بشكل كبير على صحة الجسم والبشرة, ويعد من المصادر الطبيعية المفيدة جدا في الحفاظ على نضارة البشرة وجمالها, ويعتبر الشبت أحد هذه النباتات, فزيته يعمل على اطالة الشعر وتنعيمه وله قدرة على علاج الصلع, لذلك يصفه بعض الأطباء للذين يعانون من مشكلة الصلع, وهناك "ماسك" يتكون من خليط من زيت الشبت مع بعض الأعشاب الأخرى يعمل على تنظيف البشرة وازالة أي عيوب بها, ناصحا عدم الافراط في استعمال زيت الشبت, لأنه اذا تم استخدام جرعات عالية منه فقد يؤدي الى ظهور بعض أعراض الطفح الجلدي أو بعض نوبات التشنج التي تشبه نوبة الصرع