أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، وفي حال رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
اضطر 6 رواد فضاء في محطة الفضاء الدولية مؤخرا إلى الانتقال الى المركبة الفضائية الروسية المأهولة "الاتحاد" لكي يتجنبوا قطعة من نفايات الفضاء قد تصطدم بمحطة الفضاء الدولية. وهذه المرة الثالثة التي تحدث فيها مثل هذه الحوادث منذ 12 عاما.وكانت آخر مرة اضطر فيها رواد الفضاء لمغادرة محطة الفضاء الدولية لتجنب نفايات الفضاء في يونيو من العام الماضي، حيث سقطت قطعة من نفايات الفضاء على مسافة 250 مترا من محطة الفضاء.
مع التطور المستمر لمشاريع الفضاء أصبحت نفايات الفضاء مسألة تثير القلق بإستمرار. ومنذ خمسينات القرن الماضي إلى الآن قام الانسان بقرابة 4600 عملية اطلاق ، الأمرالذي أدى إلى تراكم تدريجي للنفايات في الفضاء، ومنها أقمار صناعية متعطلة وصواريخ وأجزاء من المراكب الفضائية، خاصة نفايات الحياة لرواد الفضاء. وحسب البيانات الصادرة عن وكالة الفضاء الأمريكية ناسا لعام 2010 فإن عدد قطع النفايات الفضائية التي بفوق قطرها 1 سنتمتر قد تجاوز 110 ألف قطعة، وفاق عدد قطع النفايات التي بفوق قطرها 1 ملم 370 ألف قطعة. ويزداد عدد نفايات الفضاء سنويا بنسبة 2% إلى 5%. يبدو أن الفضاء واسع ولا حدود له، ولكن مساره القريب من الأرض قد أصبح مزدحما جدا!
معظم نفايات الفضاء أحجامها ليست ضخمة، ولكنها تشكل تهديدا خطيرا على سلامة الأقمار الصناعية والمراكب الفضائية المأهولة في المسار بسبب سرعة الطيران العالية التي تبلغ 6 إلى 7 كيلومترات في الثانية الواحدة. وفي حال وقوع حوادث تصادم بين الأقمار الصناعية فمن المحتمل تدمير نظام الاتصالات في الأرض، كما سيسبب التصادم سلسلة من ردود الفعل ويجلب المزيد من الحطام الفضائي. بينما سيهدد إزدحام المدار القريب من الأرض بالنفايات الفضائية على عمليات اطلاق المراكب الفضائية في المستقبل.
في الوقت الحالي يعد الإحراق الوسيلة الأفضل لمعالجة نفايات الفضاء، أما الوسيلة الأخرى فهي إطلاق الأقمار الصناعية المتلفة إلى المدار الأعلي الذي يسمي ب"مدار المقبرة" ويحتوي على عدد قليل من المراكب الفضائية، الأمر الذي يخفض من امكانية حدوث التصادمات بصورة كبيرة.
ولمواجهة هذا الوضع طرحت بعض الدول خططا لإزالة نفايات الفضاء. حيث أعلن مؤخرا فرع لوزان من المعهد الفيدرالي السويسري للعلوم التطبيقية أنه يتم الاستعداد حاليا لإطلاق قمرا صناعيا يقوم بجمع النفايات وإدخالها إلى المحيط الجوي الأرضي لإحراقها. وتتعاون مصلحة الفضاء اليابانية واحدى الشركات لتصنيع الشبكات لصنع "شبكة الصيد في الفضاء" تقوم "بإنتشال" نفايات الفضاء التي طفت على مدار الأرض. وقدمت شركة لوكهيد مارتن الأمريكية لتصنيع الطيران والفضاء خطة لاتباع النفايات العائمة في الفضاء،ومن المتوقع تشغيلها لأول مرة في عام 2015.
ولكن تنفيذ اجراءات إزالة الحطام الفضائي أصعب وتكاليفه أغلى من الخسائر الاقتصادية الناجمة عن إصابة الأقمار الصناعية بالحطام الفضائي، لذلك فإن "التخفي" بات الوسيلة الرئيسية للوقاية من نفايات الفضاء، أو انتظار دخولها بنفسها إلى المحيط الجوي لإحراقها.
إزالة نفايات الفضاء اليوم تتطلب من كل الدول أن تبذل مزيدا من الجهود. في الأوضاع الحالية الشديدة يكون تحسين القانون الدولي باستمرار وتعزيز تنفيذ القانون الدولي ضروريا، من ثم سيصبح الفضاء نظيفا وآمنا تدريجيا.