::: السلا م عليكم..::
وإن طـال ليـل الصـابرين
إلا انة ليل يغشــاه نـور على نـور ..
ذلك أن مشعـل اليقين يلــوح في سمـائنـا دومــا..
نعــم ..
لنكن على يقين أن الله يـرانـا ويسمعنـا ويعلـم جـراحــات قلوبنــا..
يسمع أنين تـوجعنـا ودعــــــاء تضـرعنـا..
يسمع خفقـات قلوبنـا وخفي دعــائنــا .. يثقل ألسنتنا عن اللهـج بـه..
يسمـع زفـرات الصـدر المثقـل .. ويرى دمعـات العين الملتهبــة ..
ويعلـم سـر شكوانـا وحقـائق أحوالنـا وهـو اللطيـف الخبيـر
ماابتلانـا إلا ليعـافينـا,وماحـرمنـا إلا ليعطينـا,وماأظمأنـا إلا ليسقينـا..
يقلـب القلـوب الضعيفــة بألـوان البلايـا حتى تشفـى من عللهـــا,
وتحيـا حيـــاة طيبــــــــة في عبوديتهــــا لربهـــا..
يقلبهـــا ويـذيقهـــا صعوبـــة المجـاهــــدة وألــــم التمحيـــص
حتـى يميــز الخبـيـث من الطيـب..
(( وليمحص الله الـذين آمنـوا ويمحـق الكافرين ))
لابـد من لسعـة المجـاهــدة حتى لايبقى في القلب إلا الله,
ولايحلـو للسـان أن يترنـم إلا بلاإلـه إلا الله..
إن الله يأخـذ بأيـدينـا إذا ثقلت علينـا مشقــــة المجـاهــــدة,
ويطـوي الأرض إذا طـال مسيرنـا في الليل المـدلهــم لأنه يريـدنا أن نصل إليه
فوالله لو أنه يريد لنـا العـذاب ماهـدانـا لطاعتـه,ولاأكرمنا لنكون من عباده,
ولكنهــا الأمانـــة لايحملهـــا إلا قلوب ذاقت مـــرارة الحيـــاة,
ولسعتهــــا جمـــــــرة الابتـــلاء..
ولنخطئ مـــرة ولنتعثــر مــرات في الطريــق..
لتضعف قوانـــا مــرة وتتلاشــى مــرات ..
ولكن..
لنبقى متصلين بحبـل الله,نشــد بأكفنـا على العــروة الوثقـى ..
مستسلمين لله قلبـا وقالبـا..جاهــدين لـه بالاحسـان مااستطعنـا..
(( ومن يسلـم وجهــه إلى الله وهو محسـن فقد استمسك بالعـروة الوثقـى
وإلى الله عـاقبــة الأمـور ))
.. لـه عاقبتهـــا فيـرى من سعـى ممن استسلـم لحــال نفســـه,
ويئــس من رحمــــة ربـــه..
وكـل حركــــة يائســـة لاثمــرة لهـــا إلا زيـــادة الكـرب والضيـق,
ولكننـا عنـدمـا نسيـر بثقـة ورجـــاء نتـذوق أول الثمــــار وهي:
الطمـأنينـــة بالله ..
فلنكـن ممن صنـع من ألمــــه سلمـا لنجـاتـه من ضيق الـدنيــا
إلـى سعــة الآخــرة والله لايضيـع أجـر المحسنين..
وإنـه من أعظم احسـان العبــد لنفســه أن يـدفع الضر عنهـا بكل وسيلـة..
ولنكـن ممن يأخــذ الحـق بقـوة ويعطيــه بقـوة..
كما قال سبحانـه:
(خـــذوا ماآتيناكــم بقـــوة )
لاتحزن ،
إذا منع الله عنك شيئا تحبه .
فلو علمتم كيف يدبر الرب أموركم !
لذابت قلوبكم من محبته ..
لِنُحسِن الظنّ بالله سُبحـانه .
فـ لُربّما منع أبواب السّماء أنْ تُفتَح لـ دعواتنا لذنبٌ عصينا الله به
ومَع ذلك لا تحزن ,, فـ لُطف الله وإحسـانه أعظم مما يُخيّل للنّفوس وتتصوّره !
فـ حتّى الدّعوات سـ نراها يوم القيامة حسناتٍ نتمنّى
في حينها أنّها لم تُستجب
لَنا في الدّنيا دعوةٌ وآحده ..
وهكذا .. عطاءٌ عظيمٌ باذخ لسنا نُحصِيَهُ ..
يآالله .. ماألطفك وماأكرمك ..
ماأعظم إحسانك .. وماأجود عطاءَك ..
وإن طال ليل الصابرين ..
إلا أنه ليل يغشاة نور على نور ..
منقول للفائده لي ولكم