أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، وفي حال رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
عباد الله للإخلاص ثمار عديدة نذكر منها القليل اولاً: دخول جنات النعيم ويدل على ذلك قول المولى سبحانه وتعالى ( إلا عباد الله المخلصين *أولئك لهم رزق معلوم * فواكه وهم مكرمون* في جنات النعيم ) أي فعباد الله المخلصين غير ذائقي العذاب الأليم بل هم في الجنه منعمين لأنهم أخلصوا أعمالهم لله تعالى فجتباهم سبحانه واختصهم برحمته وجاد عليهم بلطفه . ثانياً: ومن ثمرات الإخلاص قبول العمل الإخلاص شرط قبول العمل قال ابن كثير (فإنه تعالى لا يقبل العمل حتى يجتمع هذين الركنين : ان يكون خالصاً لله وان يكون صواباً موافقاً للشريعة قال الساجي ( خمس خصال بها تما العلم وهي : معرفة الله عز وجل ‘ومعرفة الحق‘ وإخلاص العمل لله‘ والعمل على السنه‘ وأكل الحلال‘ فاذا فُقدت واحدة لم يرفع العمل ) ه وقال صديق خان ( ولاخلاف في ان الإخلاص شرط لصحة العمل وقبوله) ودليل قوله عليه صلاة والسلام (( إن الله عز وجل لا يقبل من العمل إلا ماكان خالصاً وابتغي به وجهه )) اخرجه النسائي وقوله عليه صلاة والسلام ((إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة ليوم لا ريب فيه ؛ نادى منادٍ من كان أشرك في عمل عمله لله فليطلب ثوابه من عند غير الله ؛ فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك)) اخرجه ابن ماجه وحسنه الألباني. ثالثاً:من ثمرات الإخلاص الفوز بشفاعة النبي عليه الصلاة والسلام كلما كان العبد أكثر إخلاصاً كان اكثر تأهلاً للظفر بشفعاعة النبي عليه صلاة والسلام يوم القيامة ؛ ويد ل ذلك قوله عليه صلاة والسلام (أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلاالله خالصاً من قلبه اونفسه ) أخرجه البخاري قال ابن القيم رحمه الله ( وفي قوله عليه صلاة والسلام في حديث أبي هريرة ( أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله سر من اسرار التوحيد وهو ان الشفاعة انما تنال بتجريد التوحيد فمن كان أكمل توحيداً كان احرى بالشفاعة ) ويؤكد ذلك المعنى صديق خان رحمه الله فيقول فـــ (الشفاعة لأهل الإخلاص لا تكون لمن اشرك بالله وحقيقتها ان الله تعالى هو الذي يتفضل على اهل الإخلاص فيغفر لهم بواسطة دعاء من أذن له ان يشفع ليكرمه وينال المقام المحمود ) رابعاً: من ثمرات الإخلاص تنقية القلب من الحقد عباد الله اذا حل الإخلاص في قلب العبد احياه وهذبه من الآفات وحصنه من السوء والفحشاء وسيئ الصفات ويدل لذلك قوله عليه صلاة والسلام في حجة الوداع ( ثلاث لا يغل عليهن قلب مرئٍ مؤمن: إخلاص العمل لله؛ والمناصحة لأئمة المسلمين؛ ولزوم جماعتهم )اخرجه الامام احمد قال ابن عبد البر رحمه الله ( فمعناه لا يكون القلب عليهن ومعهن غليلاً ابداً ويعني لا يقوى فيه مرض ولا نفاق اذا اخلص العمل لله ولزم الجماعة وناصح ولي الامر) ه وقال ابن القيم رحمه الله ( أي لا يبقى فيه غل ولا يحمل الغل مع هذه الثلاث بل ينتفي عنه غله فإن القلب يغل على الشرك أعظم غل وكذلك يغل على الغش وعلى خروجه على جماعة المسلمين بالبدعة والضلالة وفهذه الثلاثة تملؤه غلاً ودغلاً ودواء هذا الغل بتجريدالإخلاص والنصح ومتابعة السنة) خامساً: عباد الله من ثمرات الإخلاص مغفرة الذنوب ومضاعفة الأجر اذا تمكن الإخلاص من عمل كان سبباً لمغفرة ذنب صاحبه ومضاعفة اجره حتى لو كانت الطاعة في ظاهرها يسيرة او قليلة يقول ابن المبارك رحمه الله في هذا الشأن ( رُب عمل صغير تكثره النية ورُب عمل كثير تصغره النية) ه ويقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ( والنوع الواحد من العمل قد يفعله الانسان على وجه يكمل فيه اخلاصه وعبوديته لله فيغفر الله به الكبائر كما في حديث الترمذي وابن ماجه وغيرهما عن عبدالله بن عمرو ان العاص عن النبي عليه صلاة والسلام انه قال ( يُصاح برجل من امتي يوم القيامة على رؤوس الخلائق فينشر عليه تسعة وتسعون سجلاً كل سجل منها مد البصر فيقال هل تنكر من هذا شيئاً فقول لا يارب فيقول لا ظلم عليك فتخرج له بطاقة قدر الكف فيها شهادة لا إله إلا الله فيقول أين تقع هذه من البطاقة مع هذه السجلات فتوضع البطاقة في كفة والسجلات في كفة فثقلت البطاقة وطاشت السجلات ))فهذا حال من قالها بإخلاص وصدق كما قالها هذا الشخص صاحب البطاقة . ثم ذكر حديث البغي التي سقت كلباً فغفر الله لها وقصة الرجل الذي أماط الأذى عن الطريق فغفر الله له إلى ان قال ( فهذه سقت الكلب بإيمان خالص كان في قلبها فغُفر لها وإلا فليس كل بغي سقت كلباً يُغفر لها وكذلك هذا الذي نحى غصن الشوك عن الطريق فعله إذ ذاك بإيمان خالص فغُفر له بذلك فالأعمال تتفاضل بتفاضل مافي القلوب من الإيمان والإخلاص . وهذا يبين سر تفاوت منزلة الناس في المنازل قال ان القيم رحمه الله ( واعتبر هذا بحال الصديق رضي الله تعالى عنه ؛ فإنه أفضل الأمة بعد الانبياء ومعلوم ان فيهم من هو أكثر عملاً وحجاً وصوماً وصلاةً وقراءةً من ابي بكر قال ابو بكر ان عياش ( ماسبقم ابو بكر بكثرة صوم ولا صلاة ولكن بشيءٍ وقر في قلبه) هذا وصلوا رحمكم الله على خير البريه وازكى البشريه محمد بن عبد الله وعلى اله وصحبه وسلم