أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، وفي حال رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
هو نسل الأمراء السلاجقة، الذين عرفوا في تاريخ تركيا، وكان جده آخر وزراء ماليتهم وكانت أسرته تلقب بآل الوزير.
بدأ أربكان -رحمه الله- حياته بكل همة وجدّ، وكان متفوقًا في دراسته، فقد أنهى دراسته الثانوية في عام 1943م، ليلتحق بكلية الهندسة المكيانيكية، التي تخرج فيها سنة 1948م وكان الأول في دفعته؛ مما أهله لأن يكون معيدًا فيها. وفي 1951م أرسل في بعثة إلى ألمانيا لينال في 1953م شهادة الدكتوراه في هندسة المحركات.
وقد عاد إلى تركيا ليعمل أستاذًا في الجامعة، وابتكر محرك دبابات تعمل بكل أنواع الوقود. وفي 1965م كان عمره 29 عامًا، أي أصغر أستاذ جامعي في تركيا آنذاك، وهو أول صانع لمحرك ديزل لا تزال الشركة المصنعة تعمل على إنتاجه حتى الآن.
ولم يشفع له ذلك أمام الجهلة من العلمانيين الذين هاجموه لصالح ما وصفوه "بالإخوة الماسونيين" ضد "الإخوان المسلمين". وأصبح رئيسًا لاتحاد النقابات المهنية، ثم انتخب عضوًا في مجلس النواب عن مدينته قونية، لكنه منع من المشاركة في الحكومات المختلفة.
ويعد البروفيسور نجم الدين أربكان من أبرز الزعماء الإسلاميين في تركيا، وأشد من تحدى ظلم وظلمات العلمانية في بلد الخلافة العثمانية التي خطفت تركيا في غفلة من الزمن، وفي وقت كان فيه قلب البلاد الإسلامية وأطرافها تشكو ضعفًا شديدًا ومرضًا مزمنًا وغزوًا خبيثًا. أنشأ أربكان عام 1970م حزب النظام الوطني، الذي كان أول تنظيم سياسي يعلن بوضوح هويته الإسلامية، منذ ردة مصطفى كمال أتاتورك وحمله تركيا على الردة الشاملة سنة 1924م.
ولم تمض 9 أشهر حتى تم حل الحزب، بعد إنذار من قائد الجيش آنذاك محسن باتور، فقام أربكان بتأسيس حزب السلامة عام 1972م، وفاز بـ 50 مقعدًا؛ مما أهله عام 1974م من دخول الحكومة الائتلافية مع حزب الشعب الجمهوري الذي أسسه أتاتورك، فكان بمنزلة موسى في قصر الفرعون.
وتولى أربكان منصب نائب رئيس الوزراء، وشارك رئيس الوزراء بولند أجاويد في اتخاذ قرار التدخل في قبرص في نفس العام. ومن ذلك الحين أصبح التيار الإسلامي معترفًا به في تركيا عمليًّا. وكان أربكان واضحًا في مطالبه، وهو ما أجّج الحرب ضده من قبل خصوم تركيا الحضارية، حيث طالب -وبشدة- بتجريم الماسونية أو منعها في تركيا، وإغلاق محافلها المشبوهة، لا سيما وهو يعلم أنها وراء انهيار الخلافة العثمانية، إلى جانب الأسباب الداخلية.
وعمل على توسيع الاتصالات والانفتاح مع العرب والمسلمين، وتبني القضية الفلسطينية وإعلان عدائه للكيان الصهيوني الذي اغتصب الأرض وهجّر الشعب الفلسطيني واستولى على أراضيه، ودنّس مقدساته. ومن أقواله في هذا المضمار: "إن قضية فلسطين ليست للفلسطينيين وحدهم وليست للعرب وحدهم، وإنما هي قضية كل المسلمين". وفي عام 1980م تقدم بمشروع قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، وحجب الثقة عن وزير الخارجية آنذاك خير الدين أركمان؛ بسبب تأييده للكيان الصهيوني.
وبدا التغلُّل الصهيوني واضحًا في الجيش التركي، بعد قيام الجنرال كنعان إيفرين بانقلاب على الحكومة بعد تلك السلسلة من المطالب والإنجازات. وأدخل أربكان السجن حتى سنة 1983م حينما أسس حزب الرفاه الوطني، الذي شارك في الانتخابات التي جرت في نفس العام، ولم يكن مستعدًّا لها، لكنه في انتخابات 1996م حصل على الأغلبية، وشكل الحكومة مع حزب الطريق القويم، برئاسة رئيسة الوزراء السابقة، تانسو تشيلر.
ويعدُّ أربكان أول من فتح المجال مع الشراكة الاستراتيجية مع العالم الإسلامي عام 1996م، حيث زار العديد من الدول العربية، وشكل مجموعة الدول الثماني الإسلامية، التي تضم أكبر 9 دول إسلامية. ولم يكن ذلك ضغطًا على الاتحاد الأوربي، وإنما توجهًا استراتيجيًّا لاستعادة المجد الحضاري للإسلام والمسلمين في العالم. أما على المستوى الشعبي والأيديولوجي عمل أربكان على تشكيل مؤتمر عالمي للقيادات الإسلامية؛ ولذلك تم حظر حزب أربكان سنة 1998م، فأسس حزب الفضيلة، الذي تم حظره في سنة 2000م.
وفي 2003م أسس أربكان حزب السعادة الذي كان سيخوض به الانتخابات القادمة، لكن المنية عاجلته، فرحمه الله ورزقنا وإياه الفردوس الأعلى في الجنة.. كما ناضل نجم الدين أربكان، وبقوَّة وعزم معروفين عنه،
اسعد الله ايامك جزاك الله كل خير وبارك في جهودك وأسال الله لك التوفيق دائماوان يجمعنا على الود والاخاء والمحبه وأن يثبت الله اجرك ونفعنا واياك بما تقدمه وجعله في موازين حسناتك اللهم امين