ان الله سبحانه وتعالى قال في سوره المدثر مخاطبا نبيه { وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ}الآيه رقم 6
قال الربيع بن أنس في الآيه: لا يكثر عملك في عينك ، فإنه فيما أنعم الله عليك وأعطاك قليل.
قال الحسن البصري: لا تمنن عملك تستكثره على ربك.
قال الطبري: لا تمنن على ربك من أن تستكثر عملك الصالح.
قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}[البقرة:264].
المنُّ: أن يمُنُّ بما أعطى .
أخبر أن الصدقة تبطل بما يتبعها من المن والأذى فما بقي ثواب الصدقة بخطيئة المن والأذى.
جاء عن النبي – صلى الله عليه وسلم- أنه قال :" إياكم والمنّ بالمعروف فإنه يُبِطل الشكر ويمحُ الأجر ". ثم تلا الآية.
وعن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - " قال لا يدخل الجنة مدمن خمر ولا عاق لوالديه ولا منان ".
قال ابن حجر في الفتح :" قوله باب الرياء في الصدقة قال الزين بن المنير يحتمل أن يكون مراده إبطال الرياء للصدقة فيحمل على ما تمحض منها لحب المحمدة والثناء من الخلق بحيث لولا ذلك لم يتصدق بها .
قال الزين بن المنير : وجه الاستدلال من الآية أن الله تعالى شبه مقارنة المن والأذى للصدقة أو إتباعها بذلك بإنفاق الكافر المرائي الذي لا يجد بين يديه شيئا منه ومقارنة الرياء من المسلم لصدقته أقبح من مقارنة الإيذاء وأولى أن يشبه بإنفاق الكافر المرائي في إبطال إنفاقه .
قال بن عباس صلداً ليس عليه شيء .
قال الضحاك: والذي يتبع نفقته مناً أو أذى فقال "فمثله كمثل صفوان" : وهو الصفا وهو الصخر الأملس "عليه تراب فأصابه وابل" هو المطر الشديد "فتركه صلدا" أي فترك الوابل ذلك الصفوان صلدا أي أملس يابسا أي لا شيء عليه من ذلك التراب بل قد ذهب كله أي وكذلك أعمال المرائين تذهب وتضمحل عند الله وإن ظهرت لهم أعمال فيما يرى الناس كالتراب .
عن قتادة في هذه الآية قال : هذا مثل ضربه الله لأعمال الكفار يوم القيامة يقول لا يقدرون على شيء مما كسبوا يومئذ كما ترك هذا المطر الصفا نقياً ليس عليه شيء .
سمع ابن سيرين رجلاً يقول لآخر :" أحسنت إليك وفعلت وفعلت ،فقال له ابن سيرين :" اسكُت فلا خير في المعروف إذا أحُصى ".
ممن يقع المن؟
قال القرطبي – رحمه الله - :" المن يقع غالباً من البخيل والمعجب :
فالبخيل : تعظم في نفسه العطية وإن كانت حقيرة في نفسها .
والمُعجب : يحمله العُجب على النظر لنفسه بعين العظمة ،و أنه مُنعِم بماله على المُعْطَى .و موجب ذلك كله الجهل، و نسيان نعمة الله فيما أنعم به عليه ".