أيُّها المصابُ الكسِير .. أيُّها المهمُومُ الحزِين
أبْشِر وأبْشِر ثمّ أبْشِر
فإنّ الله قريبٌ مِنكَ يعلَمُ مُصَابَك وَبلْواك
ويسْمَعُ دُعَاءكَ ونَجْواك
فأَرْسِل لَهُ الشّكْوَى وابْعَث إِليهِ الدّعْوَى
ثمّ زيّنها بِمدادِ الدّمع ِوَأبْرَِقِها عَبْرَ برِيدِ الانْكِسارِ
وانتظِرالفَرَج فإنّ رحمةَ اللهِ قريبةٌ مِن المضطرِّين
وفَرَجهُ ليسَ ببعيدٍ عنِ الصّادِقين ....................يـــــــــــــــــــــا رب
إنَّ معَ الشِّدةِ فَرَجاً
ومعَ البلاءِ عافيةً
وبعدَ المرضِ شِفاءً
ومعَ الضِّيقِ سعَةً
وعِندَ العُسرِ يُسراً
فَكيفَ تَجزَعُ ؟
أُوصِيكَ بِسُجودِ الأسْحَارِ
ودُعَاءِ العَزيزِ الغفَّارِ
ثمَّ تذلَّل بَينَ يَدَيْ خَالِقِكَ وَموْلاَكَ
الّذي يَملِكُ كَشْفَ الضُرِّ عَنكَ
وتَفقَّدْ مَوَاطِنَ إِجَابَةِ الدُّعَاءِ وَاحْرِصْ عَليهَا
وسَتَجِدُ الفَرَجَ بِإِذْنِ اللهِ
أمَّنْ يُجِيبُ المُضْطرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيكْشِفُ السُّوءَ
اِحرِص عَلَى كَثرةِ الصّدقة
فَهِي مِن أَسبابِ الشِّفاءِ .. بإذنِ اللهِ
وقَدْ قَالَ النّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ وصَحبهِ الطَّيبين :
" داوُوا مرضَاكُم بِالصَّدقةِ "
وكَمْ مِن أُناسٍٍ قد عَافَاهُم الله بِسببِ صَدَقةٍ أَخْرَجُوهَا
فَلاَ تتردّد فِي ذَلِك
عَلَيكَ بِذِكرِ اللهِ جلَّ جَلاَلُه
فَهُوَ مَلاذُ المنكُوبِين
وَأمانُ الخَائِفين
وأُنسُ المرضَى وَالمُصَابِين
الّذينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذكرِ اللهِ
( أَلاَ بِذكرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوب )
اِحمدْ اللهَ عزَّ وجلَّ أنَّ مُصِيبَتكَ لَمْ تكُن في دِينِك
فَمُصِيبَةُ الدِّينِ لاتُعوَّض وحَلاوةُ الإيمانِ لا تُقدَّرُ بِثَمن
ولَذَّةُ الطَّاعَةِ لاَ يَعْدِلُها شَيء
فَكَم مِن أُنَاسٍ قدْ تبدَّلت أَحوَالَهُم وتغيَّرت أُمُورَهُم
بِسببِ فِتْنَةٍ أَوْ مِحنةٍ ألمَّت بِهِم......
تذَكّر وَفَّقَنا اللُه وَإِيَّاكَ
أُنَاساً قَدِ اِبْتَلاَهُم الله بِمَصَائِبَ أعظمُ مِمّا أَنتَ عَليهِ
ومِِِِِِِِِِحَنٌ أَقْسَى مِمّا مرَّت بِكَ
اِحْمَدِ اللهَ تَعَالَى أَنْ خَفًفَ مُصِيبَتِك ويَسَّرَ بَلِيَّتِكَ
لِيَمْتَحِنكَ ويَخْتَبِرَك
واِحمدَهُ أَنْ وَفَّقَكَ لِشُكْرِهِ عَلَى هَذِهِ المُصِيبَةِ
في حِينَِ أنَّ غَيركَ يَتسخَّطُ وَيَجْزَعُ
كُن مُتَفَائِلاً
ولاَ تُصَاحِبَ المخذُولِين والمُرْجَفِين
وَابْتَعِد عَنِ المثبِّطِينَ اليَائِسِين
وأَشْعِر نَفْسَكَ بِقُربِ الفَرَحِ ودُنوِّ بُزوغِ الأَمَل
إِذا مَنَّ اللهُ عَليكَ بِزَوالِ المِحْنَةِ وَذَهَابَ المصِيبةِ
فَاحمدُهُ سُبحَانُهُ واشْكُرُه وَ أَكْثِر مِنْ ذَلِك
فإِنَّهُ سُبْحَانَهُ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَنْزَعَ عَنكَ العَافِيةَ مرَّةًً أُخرَى
إنَّ الدُّنيا طَبعُهَا هَكَذا لا تُحِبُّ أَحداً .. فَتأْخُذُ مِنهُ
وَ إِن أَعْطَتُه شَيئاً فَسَتأْخُذُه مِنهُ عَاجِلاً أَمْ آجِلاً
فَلاَ تَأْمَن لها.. وَ لاَ تَحزَن
وأخيراً تأملوا هذه الآية الكريمة :
((وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ )) الشورى آية 52
ففي الآيةِ الجليلةِ نرى أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قد وَصَفَ القُرآنَ بِشيئين :
أوَّلهُما: أنَّهُ روحٌ وبالرُّوحِ تكونُ الحياة ..
وثانيهُما : أنَّه نورٌ وبالنُّورِ تَنْكَشِفُ الظُّلماتِ فَهُو بِمثابةِ الرُّوحِ لأرواحِنا والنُّورُ لِبَصائِرِنَا ..
فما أعظمك قرآني !!