يقول ابن القيم - رحمه الله تعالى -
في زكاة القلب
وسألت شيخ الإسلام عن معنى دعاء النبي
صلى الله عليه وسلم
[ اللهم طهرني بالثلج ، والبرد ، والماء البارد ]الراوي:عبدالله بن أبي أوفى المحدث: الألباني
- المصدر:صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 400خلاصة حكم المحدث: صحيح
كيف يطهر الخطايا بذلك ؟
وما فائدة التخصيص بذلك ؟
وقوله في لفظ آخر والماء الباردوالحار أبلغ
في الانقاء ؟
فقال : الخطايا توجب للقلبحرارة ونجاسة
وضعفا ، فيرتخي القلب وتضطرم فيه نار
الشهوة وتنجسه فإن الخطايا والذنوب له
بمنزلة الحطب الذي يمد النار ويوقدها ولهذا
كلما كثرت الخطايا اشتدت نار القلب وضعفه.
والماءيغسل الخبث ويطفئ النار فإن كان باردا أورث الجسم صلابة وقوة، فإن كان
معه ثلج وبرد كان أقوى فى التبريد وصلابة
الجسم وشدته، فكان أذهب لأثر الخطايا .
هذا معنى كلامه ، وهو محتاج إلى مزيد بيان
وشرح فاعلم أن هاهنا أربعة أمور :
أمران حسيان، وأمران معنويان
فالنجاسة التي تزول بالماء هي ومزيلها حسيان
وأثر الخطايا التي تزول بالتوبة والاستغفار هي ومزيلها معنويان ...
وصلاح القلب وحياته ونعيمه لا يتم إلا بهذا وهذا
فذكر النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم من كل شطر قسما نبه به على القسم الآخر
فتضمن كلامه الأقسام الأربعة في غاية الاختصار وحسن البيان .
كما في حديث الدعاء بعد الوضوء :
[ اللهم اجعلني من التوابين ،واجعلني من المتطهرين ]الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: الألباني - المصدر:صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6167خلاصة حكم المحدث: صحيح
فإنه يتضمن ذكر الأقسام الأربعة
ومن كمال بيانه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وتحقيقه لما يخبر به، ويأمر به تمثيله الأمر المطلوب المعنوي بالأمر المحسوس هذا كثير في كلامه .
عن أبي هريرة –رضي الله عنه - قال :
[ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذا كبر في الصلاة ، سكت هنية قبل أن يقرأ . فقلت : يا رسول الله ! بأبي أنت وأمي ! أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ، ما تقول ؟ قال " أقول : اللهم ! باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب . اللهم ! نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس . اللهم ! اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد ]الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 598
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ابن القيم
كتاب اغاثة اللهفان من مصايد الشيطان
الباب الثامن
في زكاة القلب
ص /57